تتحاشى السلطة في سوريا النظر إلى الكهرباء بعينٍ جادة. تَراها ترفاً وهي تحبسها لثماني عشرة ساعة في اليوم. تتدبّر في كلّ مرّة ذرائع لاستفحال انقطاع التيّار. رمت منذُ سنوات بدائل هزيلة لسدّ حاجات الاستهلاك المنزلي، فخلقت طبقةً جديدة من التجار تخصّصوا بتسويق البطاريات الصغيرة والكبيرة، والمولدات الصينيّة وملحقاتها، على طولِ البلاد وعرضها، ثم تريّثت بالمجاهرة بنيّتها تخصيص قطاع الطاقة الكهربائية.
لا يكاد يختلف اثنان في أن مدننا العربيّة مريضة، وأن الآفات من كل نوع تنخر جسمها المترهل، وأنها أصبحت بؤرا للفساد ومرتعا للنفايات، ينتشر فيها الإجرام وينعدم فيها الأمن، وتغطيها الأوساخ والأتربة وتكثر فيها المجاري والحفر حتى تكاد تنعدم في أجزاء كبيرة منها شروط الحياة الكريمة. لكن الجميع يختلف في تشخيص هذه الأمراض وتحديد الأسباب ووصف العلاج.
في الثاني عشر من شهر كانون الثاني/ يناير من كل عام، يحتفل الأمازيغ في الجزائر، على غرار إخوانهم في كل بلدان الشمال الإفريقي من واحة سيوة في مصر إلى مدينة طنجة في المغرب، برأس السنة الأمازيغية والفِلاحية الذي يوافق هذه السنة العام 2965 حسب التقويم الأمازيغي، الذي يسبق التقويم الميلادي بحوالي عشرة قرون. يطلق على الاحتفال محليا اسم "ينّاير" (بتشديد النون)، و<span
حينما نريد أن نكتب عن تجليات الثورة اليمنية الأكثر خلوداً ونقاءً في ذاكرة جيل لم تحقق له الهتافات الحماسية لاسقاط نظام لم يسقط أي نتيجة، وإنما بقت قفازاته الناعمة تخنق أحلامهم، فإننا سنبدأ من جدران "مراد" التي عبر بها عن رفضه ومقاومته لكل الصدوع العميقة التي تعيق المجتمع اليمني من تحقيق التحول الاجتماعي والثقافي. لوّن جدار شارعك <br
اعتاد المصريون الصحو على أنباء تفجيرات إرهابية، لكن في صبيحة يوم الأحد 6 تموز/يوليو استيقظوا على انفجار من نوع آخر: قرار برفع الدعم عن أسعار الوقود بنسب مختلفة، وذلك كخطوة أولى لسلسلة من الإجراءات التقشفية التي تعتزم الحكومة المصرية اتّخاذها لتخفيض العجز في الموازنة. أثار القرار ردود فعل غاضبة لا سيّما لدى البسطاء من المصريين الذين اعتبروه يحابي الأغنياء. فمثلاً زيادة سعر البنزين من عيار
يبدو أن من وضع ما سمي بـ"المبادرة المصرية" للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، كان يعلم أن مصيرها الرفض من المقاومة الفلسطينية ومن غالبية الشعب الفلسطيني. لكنه كان يعلم بالمقابل أنها تقدم لجيش الاحتلال الأداة التي يمكنه بواسطتها أن يطوق عنق المقاومة والشعب في فلسطين المحتلة، بالالتفاف على المطالب وبتجاهل الأسباب الكامنة وراء هذه المواجهة.المبادرة المصرية
تبدو الصورة متناقضة من البداية. فإعلان الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، واتجاه إقليم كردستان بخطوات سريعة نحو الانفصال يؤذنان بأيام كالحات للمنطقة التي عرفت انها خزان الطاقة. والعلاقة بين التطورات الجيو ـ سياسية والطاقة ظلت طردية، فكلما ادلهمت الأجواء سياسيا وأمنيا انعكس ذلك على سوق النفط ارتفاعا في الأسعار بسبب مخاوف حقيقية أو متوهمة عن انقطاع الإمدادات. لكن، ومنذ أن صدم العالم في مطلع
عقب اكتشاف جثة الطفل محمد أبو خضير الذي اختطفه مستوطنون، وقتلوه بإحراقه حياً وفق تقرير التشريح الطبي، انطلقت في القدس مواجهات مع جيش الاحتلال استمرت إلى ما بعد دفنه عقب صلاة الجمعة في الرابع من شهر تموز/يوليو الجاري. بلغ عدد الإصابات بين الفلسطينيين في القدس قرابة الـ400 اصابة. وبرز دور الطواقم الطبية الفلسطينية، وعلى رأسها الهلال الأحمر، في معالجة المصابين عبر إقامة مشافٍ ميدانية في حي
لخصت المقالات التي نشرت مؤخراً في الصحافة، بشكل جيد، النقاشات الدائرة حول كتاب توماس بيكيتي «رأس المال في القرن 21». وتدور كلها حول فكرة الكتاب الأساسية: هل تخلق الرأسمالية بالضرورة التفاوت الاقتصادي، وهل هذا التفاوت يكبر أبداً؟يستنتج بيكيتي أن الآلية الرأسمالية لا يمكن إلا أن تنتج تفاوتاً دائماً وفي ازدياد. ويضيف أن البيانات الموضوعية تؤكد ذلك منذ أكثر من قرنين في الدول
حين وجّه أمين عاصمة بغداد رسالة شكرٍ وتقدير إلى منطقة "الكلّجيّة"، الحاضنة الرئيسة لبيوت الدعارة في جانب الرصافة من بغداد آنذاك... لأنها انقذت العاصمة من الطوفان. كان ذلك في العام 1938.
قبل أشهر، في مدينة طرابلس اللبنانية، قام مجهولون/ معلومون بإحراق مكتبة «السائح» لصاحبها الراهب الأرثودوكسي «ابراهيم سرّوج». يمكن إدراج هذا الفعل في سياق الظاهرة القديمة في التعامل مع المعرفة بسبل المنع والتضييق بادعاءات دينيّة متهافتة. في عصر المكتبات الرقمية المنتشرة على الشبكة والميسرة بسهولة للمريد، لا يمكن طمس أي معارفَ وأفكارٍ بشكل نهائيّ من خلال القيام بعمل
في 23 شباط /فبراير 2014، وفي أثناء مشاركته في تشييع أحد شهداء الحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، أصيب شابٌ اسمه عبد العزيز العبّار مباشرة بقنبلة مسيلة للدموع، بالإضافة إلى رشات خرطوش في رأسه. وأشارت تقارير أولية "إلى أن ضبّاط الشرطة أطلقوا الرصاص على العبّار من مسافة قريبة". نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا إن وجود شظايا من رصاص "الشوزن" في الدماغ سببت نزيفاً أدى إلى
مطلع العام الجاري، قرر «مؤتمر الحوار الوطني» توزيع اليمن على ستة أقاليم، اثنان منها في الجنوب واربعة في الشمال. كان القرار سياسياً بامتياز، يرسم مصير اليمن و25 مليون إنسان من دون كثير مراعاة للعوامل الجغرافية والاقتصادية والثقافية والسكانية والتاريخية. نشر «السفير العربي» ملامح
تلقيت دعوة للقيام بتغطية صحافية لنشاط ثقافي في فندق فخم. الفضاء واسع، السقف عال والفراش وثير وللكراسي أشكال مبتكرة. في جهة، مثقفين أعرفهم من لقاءات سابقة، وفي جهة مقابلة مثقفين لا أعرفهم، يرتدون بدلات جديدة وربطات عنق، وجوهم حليقة وشعرهم مصفف أو رؤوسهم صلعاء تلمع. بجانبهم طاولات تزخر بالحلويات والعصائر. كل واحد يخدم نفسه بسخاء، إذاً فالانتظار لذيذ هنا، لذيذ.هذا وجه آخر للدار البيضاء.
يوم 26 كانون الثاني/يناير 1978، المسمى «الخميس الأحمر» (بحسب مناضلي «العامل التونسي» اليسارية، بسبب تضرجه بدماء الشغيلة والناس، بينما آخرون يسمونه بـ«الأسود» إدانة لقيادة الاتحاد)، هو تاريخ أول انتفاضة كبيرة للحركة النقابية ضد النظام الاستبدادي لبورقيبة. إنه الإضراب الأول بعد الاستقلال الذي أعلنه الاتحاد العام التونسي للشغل، والذي انتهى بمواجهات دامية مع
أعاد رئيس الوزراء الايطالي «ماريو مونتي» إلى ليبيا رأس «دوميتيلا» المسروق منذ عشرين عاما، بعدما قطع من تمثال قديم. اعتبرت تلك عطية رمزية لدعم «الصداقة الإيطالية ــ الليبية» المتجددة. وفيما يخص الرؤوس المقطوعة، فإن ماريو مونتي ماهر فعلاً. فقبل أن يصبح رئيساً للحكومة، كان لسنوات عضوا في البنك الأميركي «غولدمان ساكس»، واحد من أكبر البنوك في
«الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق» قديم، نشأ في العام 1933. مع التغلغل الرأسمالي، وحاجات القوات البريطانية المستعمِرة إلى المواصلات والأبنية والجسور والبنى التحتية والموانئ وخطوط سكك الحديد، لتسهيل تنقلاتها وحركة قطعاتها، إضافة إلى بناء القواعد العسكرية والإنشاءات الملحقة بها، والاهم من ذلك البدء باستخراج النفط، وما يرافقه من نقل أجهزة ومعدات الإنتاج الفعلي لهذه الصناعة
قارب على الانتهاء عُمر الحكومة التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية للعام 2010 وتشكّلت بمخاض عسير دام نحو تسعة أشهر. وضعت هذه الحكومة العراق في أزمات عديدة، خدميّة وسياسيّة وأمنية، وخلقت صراعات، ربّما لم تشهدها البلاد من قبل، بعد أن أمسك رئيس الوزراء نوري المالكي السلطة بقبضة من حديد. كل هذا لا يبدو مهمّاً الآن، فالحكومة وفق المعطيات المتوفّرة راحلة، إلا أنها قد تخلِّف ثقافة جديدة سوف تمتد
السمات الخاصة التي تميز التعليم في الأزهر لم تلغ أوجه الشبه بينه وبين التعليم العام. فكلاهما يعاني من ارتفاع الكثافة في الصفوف، وتهالك المباني، وقلة المخصصات المالية، ومناهج دراسية تقليدية، ومعلم بحاجة إلى تأهيل علمي وتربوي، والاعتماد على الحفظ والتلقين، وسوء الإدارة، وغياب الأنشطة، وقلة المعامل والتجهيزات...تاريخيّاًبدأ العمل في بناء
هل يكون «الحوار الوطني» في تونس، الذي انطلق أخيراً على خلفية التهديد الإرهابي، والهجمات المسلحة، وأخطاء الشرطة معاً، «الفرصة الأخيرة» للانتقال الديمقراطي في هذا البلد؟ هل يمكن تونس أن تتجنب، بعكس ما هو عليه الحال في جميع بلدان «الربيع العربي» الأخرى، وفي مقدمتها مصر، إعادة إرساء الاستبداد وإغلاق الميدان السياسي والحدّ من الحريات؟ هذا ليس مؤكدا البتة. لكن
المزيد