مصر مريضة

عند مقتل الشابة سندس رضا (17 عاماً) برصاص في الرأس والصدر أثناء هجوم الشرطة على تظاهرة للإخوان المسلمين في الإسكندرية يوم 23 كانون الثاني، قلنا إن الحادث ربما وقع صدفة. وحين قتلت شيماء الصباغ بالطريقة نفسها بعد ذلك بيوم واحد، في قلب القاهرة، وفي مسيرة بالغة السلمية دعت لها جهة يسارية، ذهب افتراض الصدفة وحل محله التقصد. السلطة تريد أن تقول: نقتل بلا وازع، وبلا وجود استفزاز مقابل. نقتل لنقول
2015-02-12

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
| en

عند مقتل الشابة سندس رضا (17 عاماً) برصاص في الرأس والصدر أثناء هجوم الشرطة على تظاهرة للإخوان المسلمين في الإسكندرية يوم 23 كانون الثاني، قلنا إن الحادث ربما وقع صدفة. وحين قتلت شيماء الصباغ بالطريقة نفسها بعد ذلك بيوم واحد، في قلب القاهرة، وفي مسيرة بالغة السلمية دعت لها جهة يسارية، ذهب افتراض الصدفة وحل محله التقصد. السلطة تريد أن تقول: نقتل بلا وازع، وبلا وجود استفزاز مقابل. نقتل لنقول ممنوع النَّفَس. هذه لا تشبه مصر حتى في أحلك أيام القمع التي قد تكون مرت عليها في الماضي.
.. وحين وقعت مجزرة إستاد الدفاع الجوي منذ أيام، مودية بحياة 22 إنسانا، سقطوا بالرصاص والاختناق بقنابل الغاز، والدهس بسبب التدافع، كان يُقدّم إلينا مسرح جريمة مجهز سلفاً: حَشْر ألوف الناس في ممر ضيق بلا مبرر، وإغلاق منافذه دخولا وخروجاً حتى بعد بدء القتل، واهانتهم والتنكيل بهم... لماذا؟
هل تفقد الشرطة رباطة جأشها إذا ما أشعل مشجع للزمالك "شمروخا" (عصا مشتعلة)؟ هذا بذاته مؤشر على استنفارها ضد "عدو" وتحفزها للقتل. ثم جيء بقوات الأمن المركزي سيئة الصيت، تلك التي أنشأت في زمن السّادات عقب انتفاضة الجوع 1977 ووسّعها مبارك لتكون جهازاً قمعياً أعمى مؤلفاً مما تجاوز ربع مليون عنصر مخصصين للعاصمة، وهي أصبحت عنوانا لهجوم الشباب في ثورة 25 يناير/كانون الثاني. أهو إذاً انتقام "الداخلية" من غضب المتظاهرين؟ أم تأديب حتى لا يغضب أحدٌ بعد الآن..
.. هل "يخاف" القضاء من كتابات مدونين فيدكهم بالسجون ويغلِّظ عليهم الأحكام. يخاف من نشطاء صادف أنهم "ارتكبوا" تجمعاً احتجاجياً، فيحكم على أحمد دومة بالسجن المؤبد. ويصدر أحكاما جماعية بالإعدام على الإخوان، تشمل كل رزمة المئات... حتى أدانتها بلهجة قاسية بشكل غير مسبوق هيئة "خبراء حقوق الإنسان" في الأمم المتحدة. وهل "تخاف" الدولة كلها من أحمد عز، وهو عنوان آخر لغضب الناس في "25 يناير"، كممثل لنظرية التوريث وكمجسِّد للفساد. خرج الرجل براءة وهو يترشح اليوم للانتخابات النيابية المقبلة! 
وفي الأثناء يستقبل السيسي رئيس روسيا، في محاكاة للحظة من الماضي محفورة في الوجدان لأنها مرتبطة بالسعي للتحرر والانجاز الوطنيين. التاريخ يعيد نفسه؟ ولكن فلنتذكر بقية الجملة: "في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة". 


وسوم: العدد 132

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...