الحاجة إلى التفرّغ لدراسة الظواهر الاجتماعية من خلال مؤسسة إقليمية مستقلة لا تسعى إلى الربح، وتهدف إلى دعم البحث وإنتاج المعرفة في مجال العلوم الاجتماعية في المنطقة العربية، هي ما دفعت إلى تأسيس «المجلس العربي للعلوم الاجتماعية» في القاهرة (كانون الأول/ديسمبر 2008)، قبل أن ينتقل مقر المجلس إلى بيروت. صحيح أنّ المجلس تأسس رسمياً قبل حوالي 5 سنوات، إلا أنّ الورشة التنظيمية استهلكت وقتاً لإنجاز أوراق مشروع يُراد له أن يكون ضخماً، ويطمح لأن يكون راعياً لنطاق واسع من الأعمال البحثية، من خلال النشر والإصدارات وتقديم المِنَح وتبادل الخبرات وتنظيم المؤتمرات والتشبيك بين الباحثين، المخضرمين منهم والشباب.
مشروع تمّ إيجاد التمويل له من خلال «دعم سخي» (بحسب تعابير النبذة التعريفية) قدّمه كل من «مركز بحوث التنمية الدولية الكندي»، و«المكتب الإقليمي لمؤسسة فورد بالقاهرة»، فضلاً عن «الدعم العيني» الذي قدّمته مؤسسات عدة، وهي «مجلس بحوث العلوم الاجتماعية (SSRC)»، و«الكلية السويدية للدراسات المتقدمة»، و«المكتب الإقليمي لمجلس السكان الدولي بالقاهرة»، و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، وأخيراً «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية».
تتضمن نشاطات المجلس، العضو في المجلس الدولي للعلوم الاجتماعية (ISSC)، برامج تبادل الأكاديميين وتوفير تمويل للأبحاث وتعزيز دور العلوم الاجتماعية في الحياة العامة والمساهمة فى وضع السياسات العامة في المنطقة، فضلاً عن تحديد احتياجات العلماء الاجتماعيين وجماعات العلوم الاجتماعية في البلدان العربية وتلبيتها، وتعزيز قدرات الباحثين الأفراد والمؤسسات الأكاديمية والبحثية المستقلة والجامعات. ومن الأهداف العريضة التي تطرحها وثائق المجلس، دعم مبادئ الفكر المستقل والتفكير النقدي، وحماية الحريات الفكرية للباحثين والدارسين في المنطقة العربية والنهوض بها، ودعم تكوين الشبكات الفعالة بين أوساط الباحثين والأكاديميين والمهنيين وصانعي السياسات المعنيين بالعلوم الاجتماعية، وأخيراً دعم إصدار ونشر بحوث العلوم الاجتماعية في المنطقة العربية.
منهجياً، يتبنّى «المجلس العربي للعلوم الاجتماعية» تعريفاً واسعاً للعلوم الاجتماعية، يشمل الأساسية منها كالأنثروبولوجيا والديموغرافيا، ثم الاقتصاد والعلوم السياسية وعلم النفس وعلم الاجتماع، لتصل الاختصاصات المعني بها إلى الفنون والعمارة والجغرافيا والتاريخ والقانون والأدب والفلسفة والصحة العامة. وهذه المقاربة مثيرة للاهتمام لأنها تفتح حقل البحث الاجتماعي على تقاطعات تأثيرات متعددة، تماماً كما هو في الواقع. ومن المقرر أن تكون إصدارات المجلس باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.
ولأنّ المجلس يشدّد على تعزيز الروابط بين الأكاديميين العرب ضمن المنطقة وفي المهجر، فهو يراعي معايير التنوع في التخصصات وفي التمثيل الجغرافي والنوع الاجتماعي والفئة العمرية للأعضاء الـ 13 لمجلس أمنائه الذي يتوزع حالياً على أشخاص من فلسطين ولبنان ومصر والجزائر والمغرب والإمارات. أما المديرة العامة فهي منذ 2010، الدكتورة ستناي شامي.
عقد المجلس مؤتمره التأسيسي بعنوان «الحراك العربي يسائل العلوم الاجتماعية» في بيروت (آذار/مارس 2013). وقد تضمّن عرض أوراق علمية وجلسات عروض ونقاشاً حول المشاريع الجارية التي يديرها المجلس، بما في ذلك «مشغل النماذج الفكرية الجديدة»، وبرنامج المنح «اللامساواة والحراك والتنمية في المنطقة العربية»، ومجموعات العمل البحثية «إنتاج المجال العام في المجتمعات العربية».
مراكز أبحاث
«المجلس العربي للعلوم الاجتماعية».. طموح
الحاجة إلى التفرّغ لدراسة الظواهر الاجتماعية من خلال مؤسسة إقليمية مستقلة لا تسعى إلى الربح، وتهدف إلى دعم البحث وإنتاج المعرفة في مجال العلوم الاجتماعية في المنطقة العربية، هي ما دفعت إلى تأسيس «المجلس العربي للعلوم الاجتماعية» في القاهرة (كانون الأول/ديسمبر 2008)، قبل أن ينتقل مقر المجلس إلى بيروت. صحيح أنّ المجلس تأسس رسمياً قبل حوالي 5 سنوات، إلا أنّ الورشة التنظيمية استهلكت
2013-07-10
شارك