بورتريه لجيل آخذ في الظهور

جيل جديد يظهر في مصر، جيل يبلغ من العمر 16 و17 سنة. جيل قادم من عشوائيات مصر ومن حياتها العشوائية.
جيل بجينز وتي شيرت او جينزت بدون تي شيرت، بجذع عار، برائحة العرق، على موتوسيكل صيني، بلغة ينفر منها المثقفون، ضاد تتحول على ألسنتهم إلى دال، وطاء إلى تاء، لا يفهم إلا شيئاً واحداً: كل من يدعي أن له سلطة عليّ لا يُلزمني.
شباب الست عشرة سنة بيدهم المولوتوف، يظهرون عندما يحل الظلام في الاشتباكات، بشتائم يتحسس منها النسويون، شتائم ذكورية موجهة للسلطة. ليسوا أذكياء كفاية، لا يعرفون سوى أنهم لا يريدون لأحد أن يحكمهم. السلطة تستحق – من حيث كونها سلطة – أن تُحارَب. سمها سلطة مبارك والبيزنس، أو سلطة الجيش والسلاح، أو سلطة الملتحين والهوية. ما يعنيني من المجتمع هو أن أغني وأشرب الحشيش، ولا تخبرني أن الحشيش مُدان في أغلب دول العالم. أغلب دول العالم لا تلزمني. أنا لا أعبد أغلب دول العالم.
لم يأتوا للحرية لأنهم قرأوا كثيراً. لا يحتاج المرء للقراءة كثيراً كي يؤمن بالحرية. ويؤمنون بأن الحرية لا تُنال إلا بالعنف. وكل الرعب الذي كان يشعر به التنويريون في التسعينيات من الإسلام السياسي تبدل عندهم عنفاً. لماذا أخاف من ضرب شيخ بلحية طالما أنه نصاب؟
هذه هي مفاجأتنا لكم: قد لا تحبوننا، وقد لا نغير المعادلة، ولكننا موجودون. ولا نطلب اعترافكم بنا.