غزة فوق العالم

شارك

نهلة الشهّال

رئيسة تحرير السفير العربي

يُخيِّم على العالم شبحٌ من السواد الخانق. وثِقوا أنه إن لم يكن اليوم، فغداً: لا نجاة من دون نجاة غزة.

بهذه الكلمات نختتم مقدمة كتاب المقداد جميل مقداد، "غزة فوق العالم"، والذي جمعْنا فيه نصوصه المنشورة على صفحات "السفير العربي" طيلة أشهر الحرب المتطاولة.

ليست غزة فوق العالم تشاوفاً أبداً، بل لأنها العلامة التامة على نقطة تحول كبرى، تاريخية، في مسار البشرية.

أن تُباد أمام أعين العالم كله، بالصورة والصوت، وبشكل فوري مباشِر، ولا يوقف ذلك أحدٌ.

لا يتمكن: هذا بالنسبة للشعوب المستنكِرة، المتعاطفة مع فلسطين وغزة، المتألمة، والتي تقول عن نفسها أنها عاجزة، وأولها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. أو لا يهمها، وهذا بالنسبة الى جزء من شعوب سائر العالم، إما لأنها تشعر بأنها مختلِفة، بيضاء وسيّدة، أو لأنها منشغلة بنفسها وهمومها، وترى غزة بعيدة عنها.

ولا يريد: وهذا بالنسبة لكل السلطات في الغرب الاستعماري، وفي بلداننا التابعة التافهة.

هي قطيعة متجددة ومتداخلة. قطيعة عنوانها غزة، والحرب الإبادية عليها التي تقودها إسرائيل. وهذه تتصرف كسيدة على هذا العالم الجديد الذي يولَد أمام أعيننا المذهولة، تماماً كما تصرفت حثالات أوروبا من المجرمين واللصوص والقتلة، الذين تخلص منهم أسيادهم – واستخدموهم – في غزو العوالم الجديدة ونهبها واستعبادها، في الأمريكيتين، وفي أفريقيا، وفي جنوب شرق أسيا، وفي أستراليا... وكانوا رعاعاً يُؤطِّرهم السادة والقادة العسكريون، وتمنحهم السلطات الدينية بركاتها...

هذه النصوص جميعها من غزة وعنها، كتبها الشاب المتميِّز المقداد جميل مقداد، ليطَّلِع العالم على ما يجري هناك، ليجعلهم يرافقونه في لحظات حياته، وفي خوفه على والديه وعلى صغيرته، وعلى كل أهله وجيرانه وناسه هناك. فلندعُ له بأن ترافقه السلامة، ولندعُ لأهل غزة بأن تتوقف هذه الحرب الإبادية المجرمة، من أجلنا جميعاً وليس من أجل فلسطين وحدها!

يمكن تحميل الكتاب في صيغة ملف بي.دي.أف (PDF)
_________________