ما العمل؟ 5 خطوات يمكن لمصر القيام بها لإنقاذ قطاع غزة

الموقف المصري
23-07-2025

- من أسبوع، عقدت دول مجموعة لاهاي اجتماعها الثاني في بوغوتا في العاصمة الكولومبية برئاسة الرئيس الكولومبي جوستاف بيترو والرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامفوزا، وبمشاركة وفود من 30 دولة.

- مجموعة لاهاي هي مجموعة تأسست في كانون الثاني / يناير الفائت، كما هو معروف، بهدف دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الإبادة الجماعية في قطاع غزة ومنعها، وتشكلت من 12 دولة من بينهم 3 دول عربية هي ليبيا والعراق وسلطنة عُمان.

- اجتماع بوغوتا انتهى إلى إصدار بيان بأربع مقررات هي منع توريد السلاح إلى إسرائيل، ومنع رسو السفن أو تقديم أي خدمات لها إذا كان من المشكوك أنها تنقل سلاح إلى إسرائيل، ومنع استخدام سفن ترفع أعلام البلدان المشاركة في نقل السلاح لإسرائيل، وإجراء مراجعة شاملة للعقود الحكومية في تلك البلدان للتأكد من أنها لا توفر أي تمويل للاحتلال الإسرائيلي.

**

- تحرّك مجموعة لاهاي، مهما كانت حدوده وإمكاناته، هو إنجاز يُحسب على الساحة الدولية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه، خاصة بالنظر إلى قدرة المجموعة على التوسع وضم بلدان وحكومات من مناطق وميول مختلفة.

- لكن احنا بدأنا بالكلام عن المجموعة دي علشان نقول أيوة فيه خطوات ممكن للدول الحريصة فعلاً على لعب أي دور في مواجهة الجريمة الإسرائيلية القيام بها، لو هي جادة فعلاً في ده.

- وعلى مدى الشهور السابقة، وبالتحديد منذ عودة الحرب في منتصف آذار/ مارس، واضح إن النظام في مصر رفع شعار "ما باليد حيلة، خلاص"، مع التأكيد على إن غلق معبر رفح هو قرار إسرائيلي مش مصري، وإن مصر لن تتمكن من تغييره.

**

- احنا حبينا نفكر مع الدولة ونشوف إيه الخطوات الي مصر تقدر تعملها ولقينا خطوات عملية فعلا نقدر نقوم بيها كالتالي:

1. - إعداد خطة مصرية والإعلان عنها في مؤتمر دولي، ومطالبة الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية "علنياً" بتمويلها ودعمها والمشاركة فيها بكل الإمكانات، تشمل آلية لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وتوزيعها من خلال منظمات الأمم المتحدة وعلى رأسها الأونروا، ومطالبة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالاستجابة للخطة ودعمها.
2. - تنظيم زيارات رسمية وأممية دورية ويومية إن أمكن، وتنظيمها من خلال الدبلوماسية الرسمية والشعبية، لإحضار شخصيات عالمية ذات ثقل في مختلف المجالات، لاستعراض تكدس المساعدات، وتأكيد الجريمة الإسرائيلية في منع دخولها إلى السكان في قطاع غزة.
3. - الانضمام الفوري إلى مجموعة لاهاي كدولة كاملة العضوية في المجموعة، والعمل على توسيع نشاط المجموعة وضم بلدان جديدة إليها، خاصة من المنطقة العربية.
4. - الانضمام الفوري إلى القضية المرفوعة من دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، واللي بتوجه الاتهام للكيان المحتل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق السكان في قطاع غزة.
5. - فرض حظر تجاري كامل وفعال على إسرائيل، يشمل حظر الاستيراد والتصدير من مصر إلى إسرائيل، وحظر تقديم أي خدمات للسفن التجارية التي تنقل بضائع إلى إسرائيل، مع التهديد بغلق المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي المدني.

**

- الخطوات دي مش خطوات خطيرة، والدول بتاخدها تجاه بعضها مع وجود أي خلافات سياسية محدودة، مش كمقدمة لحرب ولا حاجة، وسبق وأخذتها مصر بجانب بلدان خليجية أخرى ضد قطر لما كان ده على هوى النظام.

- المشكلة الحقيقية اللي بتعرقل الخطوات دي، خلونا نتكلم بوضوح، هو خوفنا من إسرائيل، وحرصنا أكتر من إسرائيل على التنسيق الأمني مع إسرائيل، وضبط التصعيد بحيث لا يؤثر على هذا التنسيق.

- لكن احنا وصلنا لنقطة خلاص لا مجال فيها للمناورات الرخيصة من هذا النوع، والحيلة العربية المستمرة منذ عقود بالتصعيد مع إسرائيل علناً والتنسيق معها من تحت الطاولة.

- احنا عايزين تصعيد حقيقي وتكشير فعلي عن الأنياب، مش بس يساعد في إنقاذ الشعب الفلسطيني المجوّع في قطاع غزة، وإنما يوري إسرائيل أولاً، وباقي الشركاء في المنطقة ثانياً، إن مصر واقفة على رجليها، ولديها إرادة مستقلة، ولديها القدرة على التحرك بإجراءات فعلية لفرض الإرادة دي عند اللزوم.

• ده مطلوب وضروري لأن بوضوح كده، ومنذ أكثر من عشر سنوات هي عمر النظام الحالي، الصورة الي النظام ده قدمها عن البلد، هي إنها بلد صغيرة ومفلسة، عاجزة عن حماية مصالحها حتى اللي بتمس نهر النيل وأمننا المائي.