اعتقالات حكومية مصرية وترحيل لمنع "مسيرة غزة العالمية"..

قبل حوالي سنة، حاول عدد من النقابيين والسياسيين المصريين طلب المسير مع قوافل المساعدات إلى معبر رفح، لتأمين دخول المساعدات على مسؤوليتهم الشخصية، وقدموا طلبات رسمية، بل وعملوا وقفات قدام الخارجية المصرية. وهذا في وقت كان فيه معبر رفح ما زال تحت السيطرة المصرية-الفلسطينية، ولم تكن احتلته الدبابات الإسرائيلية، واحنا بنقول هذا للرد على الأصوات التي تشكك في فعالية المسيرات دي.

بينما كانت تعلن مواقع صحفية مصرية عن انطلاق "المسيرة العالمية إلى غزة" اليوم الخميس، في محاولة للمزايدة على قافلة الصمود القادمة من دول المغرب العربي نحو معبر رفح، واجهت الأجهزة الأمنية القادمين إلى مطار القاهرة بشكل رسمي للمشاركة بالاعتقالات والانتهاكات والترحيل.

- المسيرة كان مقرر لها المسير بعدد 4 آلاف مشارك من 35 دولة من العاصمة المصرية القاهرة إلى رفح بطول 48 كيلومترًا لدعم أهالي غزة ورفض الحصار المفروض عليهم، وكانت الخطة التظاهر ضد الإجراءات الإسرائيلية لمدة 4 أيام قبل العودة للقاهرة والسفر مرة تانية، بينما أعلنت الخارجية المصرية "ضوابط" دخول المشاركين لمصر.

- وفقًا لموقع "بلاست" الفرنسي، احتجز في مطار القاهرة العشرات من المواطنين الفرنسيين والجزائريين بدون ماء أو طعام وسط اعتقال العديد منهم بشكل ممنهج بسبب عدم وجود قائمة رسمية بالمشاركين، كذلك داهمت الشرطة المصرية فنادق في وسط القاهرة لاعتقال أعضاء الوفود اللي وصلوا، بل وتم ترحيل 10 مواطنين فرنسيين.

- كذلك نقل موقع مدى مصر عن المحامية الجزائرية فتحية رويبي، بإن الأمن المصري احتجز صباح الأربعاء 40 جزائريًا منعوا من دخول مصر في مطار القاهرة، كذلك نقل عن ناشطة مغربية بإن السلطات رحلت عشرة أشخاص مغاربة، كذلك قال نفس المصدر إنه الأمن رحل مواطنين أتراك رفعوا الأعلام الفلسطينية أمام فندق إقامتهم في القاهرة.

***

بيان "ضوابط/ موانع" المشاركة

- في الوقت اللي ذكرت صحيفة المرصد الليبية، إن الحكومة المصرية بلغت الحكومة الليبية رسميًا بمنع دخول "قافلة الصمود" للأراضي المصرية، كانت الخارجية المصرية بتنشر بيان بتعلن فيه ضوابط دخول الأراضي المصرية للمشاركة في أي تظاهرات عند معبر رفح.

- البيان قال إنه الضوابط اللي تضمنت اشتراط الحصول على موافقات مسبقة والتقدم بطلب رسمي للسفارة المصرية بالخارج أو ممثلي المنظمات أو من خلال الطلبات للسفارات الأجنبية.

- الحقيقة نفس البيان اللي بيحمل الضوابط التنظيمية للدخول إلى مصر للمشاركة هو هو نفسه اللي بيحمل مبررات المنع، لأنه ببساطة هل الخارجية تضمن الموافقة على طلبات الدخول؟

- في نفس الوقت اللي بتقول فيه إنه في ضوابط للدخول، فالأجهزة الأمنية بتعتقل وترحل عشرات المشاركين في مسيرة أخرى أوسع مشاركة من دول مختلفة، بالرغم من حصولهم على تأشيرات وقدومهم من مطار القاهرة.

- دا غير اللي شفناه من عشرات الحسابات الموالية للحكومة اللي بتهاجم المسيرة وبتشكك في نوايا المشاركين فيها، بجانب التحريض من إعلاميين مقربين من الأجهزة الأمنية ضدهم.

***

الحكومة تحرج نفسها

- الحقيقة اللي بيحصل دا شيء مخزي جدًا ومؤلم لكل مصري وإنسان حر في العالم بيشوف على الهواء جرائم إبادة جماعية بالقتل المباشر والتجويع والتعطيش لاتنين مليون غزي خلال أكثر من سنة ونصف.

- الحقيقة مفيش ما يبرر اللي بيحصل دا، خصوصًا وإنه عدد المشاركين في "المسيرة العالمية إلى غزة" حوالي 4 آلاف مشارك بجانب المشاركين في قافلة الصمود، ففين المشكلة من تظاهر عدد لن يتخطى 10 آلاف شخص عند معبر رفح بشكل سلمي وقانوني؟

- هل الحكومة خايفة من إن المتظاهرين يعبروا الحدود؟ طيب ما شفنا مرات كتير تظاهرات عند معبر رفح والموضوع بيمشي بشكل هاديء خصوصًا وإنه الحكومة والأجهزة الأمنية تقدر تخصص موقع للتظاهر يكون تحت التأمين!

- البعض بيقول إنه خايف من الفوضى، والحقيقة دا فيه إهانة شديدة للدولة المصرية، اللي بيتهموا بالشكل دا بعدم قدرتهم على تأمين مظاهرة مكونة من كم ألف شخص، وخوف من عددهم، هل الدولة المصرية لا تقدر إلا على مظاهرات كرتونية مصنعة ومهندسة أمنيًا؟

- طبعًا الناس بتتكلم عن "إحراج" مصر، بالرغم من إنه عدم منع المسيرات دي مش هيكون فيه إحراج ولا حاجة، ومع ذلك هل الاستجابة لدعوات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمنع التظاهر على الحدود مش فيه إحراج أكبر للحكومة المصرية قدام الرأي العام المصري والعربي والعالمي؟

- هل دا مش بيذكر الحكومة بحاجة؟ اتهامات إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بمسؤولية مصر عن حصار غزة، فهل مصر تدعم هذه الإدعاءات؟

**

- قبل حوالي سنة حاول عدد من النقابيين والسياسيين المصريين طلب المسير مع قوافل المساعدات إلى معبر رفح لتأمين دخول المساعدات على مسؤوليتهم الشخصية، وقدموا طلبات رسمية بل وعملوا وقفات قدام الخارجية المصرية.

- دا في وقت كان فيه معبر رفح ما زال تحت السيطرة المصرية الفلسطينية ولم تكن احتلته الدبابات الإسرائيلية، واحنا بنقول كدا للرد على الأصوات اللي بتشكك في فعالية المسيرات دي.

- على أقل تقدير لنتذكر الردود العالمية على منع إسرائيل السفينة مادلين، وقد إيه دا كان بيمثل ضغط على الاحتلال، فما بالك بفعاليات لأيام على معبر رفح يشارك فيها مواطنين من كل دول العالم؟

- بل وحتى لو كانت الفعاليات شديدة الرمزية، فعلى الأقل يكون فيه فعل أي حركة تقول للاحتلال اللي بيعربد على حدودنا إنه فيه رأي عام شعبي عالمي رافض لجرائمهم.

- للأسف قطاع غزة ملوش أي حدود مع أي دولة أخرى غير مع مصر، وبدلًا من أن تكون تلك الخصوصية كارت في إيد الحكومة المصرية لمواجهة تعديات الاحتلال وخطط التهجير وتسليح الإرهابيين على حدودنا، بتحولها الحكومة لأشبه بمنطقة عمل آمنة تمامًا حتى من الاحتجاج للقوات الإسرائيلية.

- نتمنى الحكومة اللي بتدعي دعمها لقطاع غزة وأهله ضد الإبادة والتجويع تراجع نفسها، وتراجع موقفها الداعم لأفعال الاحتلال، وتسمح بالتظاهر السلمي والقانوني على معبر رفح من منطلق الواجب الوطني والواجب الإنساني وتكتفي بسنة ونصف من الإجراءات المخزية.

**

#الموقف_المصري


12-06 -2025

مقالات من مصر