تلفزيون الهامش: حكايات المهمشين في أزقة مصر

تمثِّل ظاهرة "تلفزيون الهامش" استجابة إبداعية وواقعية للتحديات التي تواجهها الصناعة الإعلامية التقليدية في مصر، التي شهدت تضييقاً احتكارياً وسيطرة سياسية شديدة على الإنتاج الفني والإعلامي. وتُبرِز كيف أن التكنولوجيا الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تحولت إلى منبر حر يمكن للمهمشين استغلاله للتعبير عن واقعهم، وخلق محتوى درامي واجتماعي يمثلهم. ومن خلال تلك المنصات، أسس هؤلاء الأفراد دراما بديلة، تمكّنت من أن تتجاوز الحواجز الجغرافية والاجتماعية، وتوفِّر مصدر دخل جديد لهم، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والتنظيمية.
2025-04-17

رباب عزام

صحافية من مصر


شارك
يوميات ربيع وسيد

خضعت صناعة الدراما والسينما والإعلام، لتحكم السلطة، التي رأت أنه يجب السيطرة على كل المنافذ الإعلامية والصحافية والفنية عبر تأسيس "شركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، في أيار/ مايو من العام 2016. وتمتلك الشركة بحسب موقعها الرسمي، 17 قناة تلفزيونية، و10 منصات إخبارية رقمية، و40 شركة تقدِّم خدمات منوعة، ما بين الإعلام المسموع والمطبوع والإلكتروني، والإنتاج الدرامي، والإعلانات والدعاية، وخدمات الحقوق الرياضية وتسويقها.

كان الرئيس الراحل، "جمال عبد الناصر"، يعتمد على الإعلام كأداة رئيسية لتشكيل الرأي العام ودعم سياساته، وهو ما يبدو أن "السيسي" يسعى إلى تحقيقه أيضاً. تصريح "السيسي" في العام 2014 حول "حظ" "ناصر" في وجود إعلام مسانِد، يعكس إدراكه أهمية الإعلام في تعزيز سلطته السياسية. وعلى ذلك، هناك اختلافات جوهرية بين الحقبتين، إذ إن التطور التكنولوجي، وانتشار وسائل الإعلام الرقمية اليوم، يجعل السيطرة الكاملة أكثر تحدياً، مقارنةً بما كانت عليه الحال في عهد "ناصر". وعلى ذلك، شرعت السلطة الحالية في تطبيق أهدافها على مدار 9 سنوات، من خلال "الشركة المتحدة" المملوكة للدولة، وعبر ممارسات احتكارية، إذ سيطرت بالكامل على كل الإنتاجات الإعلامية والفنية، بينما تركت هامشاً بسيطاً للغاية لشركات أخرى.

وفي ظل حالة الاحتكار، وربما القمع التي تواجه القطاع الفني والثقافي والإعلامي، وجد البسطاء من المصريين أن ما يُنتج من أعمال لم يعد يعبِّر عنهم. فاتجهت مجموعات من المواطنين، في محافظات مختلفة في مصر، إلى تطبيقات الـ"سوشيال ميديا" لإنتاج ما يطابق أوضاعهم. وكان ذلك أيضاً بدوافع اقتصادية، لتحسين دخولهم. وهكذا وُلدت ظاهرة "تليفزيون الهامش" التي كسرت الحواجز، وأبرزت استخدم المهمشين لمنصات الـ"سوشيال ميديا" في خلق دراما موازية، ومحتوى متنوع. وبدأت صناعة لم تحز على انتباه الصحافيين أو صنّاع الأفلام والميديا بعد.

ما الذي عزز ظهور الدراما/ الإعلام البديل؟

أدت أزمة كورونا إلى تحولات جذرية في سوق العمل المصري. فقد تعمقت من ناحية أزمة البطالة، وارتفعت المعدلات بحسب الإحصاءات الرسمية إلى 9.9 في المئة من مجمل العاملين المدرَجين لدى الدولة في أيار/ مايو من العام 2020 [1]، بعد أن كانت حوالي 7.7 في المئة في الربع الأول من العام (كانون الثاني/ يناير- آذار/ مارس). ومن ناحية أخرى دفعت القيود الصحية، وتدابير التباعد الاجتماعي، المواطنين إلى استكشاف خيارات العمل الحر والعمل عن بُعد، من منازلهم. أسهم ذلك في تسريع الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، كوسيلة أساسية للتوظيف والإنتاج. في الوقت نفسه، شهدت صناعة المحتوى الرقمي طفرة غير مسبوقة، مع تزايد الإقبال على منصات التواصل الاجتماعي مثل: "فيسبوك" و"إنستغرام" و"تيك توك"، التي تحولت إلى أدوات رئيسية للتفاعل المجتمعي والتسويق الشخصي والمهني.

هذا التحول لم يقتصر على تعزيز فرص العمل الجديدة فقط، بل أسهم أيضاً في خلق جيل جديد من صانعي المحتوى، الذين استطاعوا الاستفادة من هذه المنصات لتحقيق نجاح شخصي، وتوسيع دائرة تأثيرهم، بعد أن توسّع المصريون في استخدام التطبيقات الإلكترونية. وبحسب "التقرير السنوي للحالة الرقمية لمصر"، الصادر عن منصة "داتا ريبورتال" المختصة في البيانات، فإن عدد مستخدمي الإنترنت في مصر في العام 2020 وصل إلى حوالي 54.74 مليون مستخدم في كانون الثاني/ يناير 2020، بينهم 42 مليون مستخدِم لوسائل التواصل الاجتماعي، بينما في الفترة نفسها من العام الجاري وصل عدد مستخدِمي الإنترنت إلى حوالي 96.3 مليون شخص، بينهم 50.7 مليون مستخدِم لوسائل التواصل الاجتماعي.

رسائل اجتماعية دفعتهم إلى المشاركة

في الأحياء الشعبية والمناطق الريفية، حيث الأزقة الضيقة والمنازل البسيطة، ظهر مئات من صنّاع محتوى ينتمون إلى الطبقة الفقيرة والمتوسطة. هؤلاء الأفراد لم يجدوا في قنوات الإعلام/ الدراما التقليدية نافذة تعبِّر عن واقعهم وأحلامهم، لكنهم أوجدوا لأنفسهم فضاءً جديداً في منصات التواصل الاجتماعي، حيث الكل يملك الفرصة ليعبِّر عن ذاته. وعلى الرغم من محدودية مواردهم، صارت هواتفهم أدواتهم، التي تكشف عن هموم الأزقة، وأفراح البيوت الريفية، وأحلام الشباب/ الشابات البسيطة. في محتوياتهم، هناك سرديات صادقة تحكي عن التراث، عادات الأحياء، الحرف اليدوية، الطهي، الأزياء، أو حتى طموحات فردية ومشكلات اجتماعية.

عمقت أزمة البطالة بسبب جائحة كورونا، فارتفعت المعدلات، بحسب الإحصاءات الرسمية، إلى 9.9 في المئة من مجمل العاملين المدرَجين لدى الدولة في أيار/ مايو من العام 2020، بعد أن كانت حوالي 7.7 في المئة في الربع الأول من العام نفسه. ومن ناحية أخرى دفعت القيود الصحية، وتدابير التباعد الاجتماعي، المواطنين إلى استكشاف خيارات العمل الحر والعمل عن بُعد، من منازلهم.

مع تزايد الإقبال على منصات التواصل الاجتماعي مثل: "فيسبوك"، و"إنستغرام"، و"تيك توك"، شهدت صناعة المحتوى الرقمي طفرة غير مسبوقة، فتحولت إلى أداة رئيسية للتفاعل المجتمعي والتسويق الشخصي والمهني. وفي الأحياء الشعبية والمناطق الريفية، ظهر مئات من صنّاع المحتوى، الذين لم يجدوا في قنوات الإعلام/ الدراما التقليدية نافذة تعبِّر عن واقعهم وأحلامهم، لكنهم أوجدوا لأنفسهم فضاءً جديداً في منصات التواصل الاجتماعي.

بعضهم انطلق بهدف تقديم نموذج مغاير لما تنتجه الدراما التقليدية عن الحارة الشعبية والفقراء، مثل "محمد ياقوت" - صانع محتوى من الإسكندرية - الذي يقول خلال مقابلتنا معه إنه، وبعد 18 عاماً قضاها في وظيفته كعامل في إحدى شركات الإسكندرية، قرر أن يقدم استقالته، ليتفرغ لتقديم محتواه الدرامي، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من تعرَّض "ياقوت" للتنمر من محيطه الاجتماعي والمهني، كعامل من الطبقة المتوسطة الدنيا، إلا أنه صمّم على استخدام التكنولوجيا لتنبيه المواطنين إلى القيم الاجتماعية المُهْدرة، وواصل تقديم محتواه حتى وصل إلى 30 ألف متابِع. هنا بدأ في الاستعانة بممثلين لتقديم مشاهد تمثيلية معه، متغلباً على صعوبات عدم ظهور نساء في أعماله لمدة عام، ما أدى الى تزايد أعداد متابعيه بشكل كبير.

يحكي الشاب السكندري عن أول ربح له بقيمة 1200 جنيه مصري، وكيف استدعاه برنامج "كواي" المنافس لـ"تيك توك" وقتها ليقدم 30 فيديو شهرياً مقابل تحقيق أرباح ضئيلة. ومع مرور الوقت، صار "ياقوت" يعمل على توظيف ممثِلين، تطور أجرهم اليومي من 150 جنيهاً إلى 600 جنيه للممثل من داخل محافظته، و900 جنيه للممثل الذي يستقدمه من خارج الإسكندرية.

وعن أدواته في صنع حلقاته، يذكر أنه يعتمد على التصوير بالهواتف المحمولة، واستخدام برامج المونتاج البسيطة. وقد تعلّم بشكل ذاتي كيفية العمل عليها إلى أن صار متمكِناً منها. ويكشف عن كيف أن كتابة المحتوى الخاص بالحلقات صار مهنة جديدة، أضيفت إلى سوق العمل المصري، بعد أن تطورت صناعة الدراما البديلة، إذ إن هناك مجموعات من الكتّاب المعروفين لدى كافة صناع المحتوى، يقدمون نصائحهم وإبداعاتهم مقابل أجر متفق عليه. لكنه يقول إنه في كثير من الأحيان لا يستعين بهم، ويفضّل كتابة محتواه الخاص بنفسه.

مثله كمثل كثير من صناع المحتوى الجدد، سعد "ياقوت" كثيراً بزيادة دخله بعد أن تطورت قناته على منصتي "فيسبوك وتيك توك". لكنه يعبر عن تذمّره من قانون الضرائب الجديد، الذي يستقطع 25 في المئة من أرباحه، من دون تقديم الدولة أية خدمات في المقابل. وبحسب تعبيره "لم يتم ضم صناع المحتوى إلى مظلة الحماية الاجتماعية أو التأمينات، على الرغم من كونهم من دافعي الضرائب الآن". وهو يخشى أن تسيطر السلطة مستقبلاً، على تلك الصناعة الوليدة، وتعمل على عرقلة أعمالهم.

في العام 2021، أعلنت "مصلحة الضرائب المصرية"، عن تحديد الشرائح الخاصة بالضرائب المقررة على ممارسي التجارة الإلكترونية (تشمل بيع السلع من خلال شبكة الإنترنت، أو الخدمات والتي تتمثل في التسويق والاستشارات بكافة أشكالها التي تقدم عبر الإنترنت، وكذلك العاملون لحسابهم الخاص "أون لاين" وكـ"فري لانسر"، وأيضاً التعليم الإلكتروني)، وصناع المحتوى (اليوتيوبرز، البلوغرز، الإنفلوينسرز). وجاءت الشرائح الضريبية التي أعلنت عنها "مصلحة الضرائب" على صافي الدخل السنوي لمن يقوم بممارسة نشاط التجارة الإلكترونية، أو صُناع المحتوى، من ألف إلى 15 ألف جنيه سنوياً معفاة تماماً، وتتصاعد حتى تصل إلى حوالي 25 في المئة لمن يزيد دخله على 400 ألف جنيه سنوياً.

من الشرق إلى الجنوب.. ماذا قدموا؟

في مدينة "السويس، (تقع شرق دلتا النيل على المدخل الجنوبي لقناة السويس)، واظبت "أميمة" وبناتها، على عرض مقاطع درامية اجتماعية تحمل رسائل للمجتمع. وبحسب مقابلة هاتفية معهن، فقد بدأت رحلتهن في العام 2020، من خلال نشر مقاطع فيديو عبر منصة "يوتيوب"، تستعرض أنواع الأسماك وأسماءها في "السويس"، لتحفيز أهل المنطقة على الطعام المحلي، في نوع من الدعاية لتراث المدينة.

سعد "ياقوت" السكندري بزيادة دخله بعد أن تطورت قناته على منصتي "فيسبوك" و"تيك توك". لكنه يعبر عن تذمّره من قانون الضرائب الجديد الذي يستقطع 25 في المئة من أرباحه، من دون تقديم الدولة أية خدمات في المقابل. "لم يتم ضم صناع المحتوى الى مظلة الحماية الاجتماعية أو التأمينات، على الرغم من كونهم من دافعي الضرائب الآن". وهو يخشى أن تسيطر السلطة مستقبلاً على تلك الصناعة الوليدة.

يقول الأخوان "ربيع" و"سعيد" من "سوهاج"، إنهما يهدفان إلى تدعيم التراث المصري والعادات المجتمعية، في مواجهة الثقافات الوافدة، ويشجِّعان الأطفال على الظهور بالملابس والإكسسوارات الفلاحية المستعارة من ملابس الجدات القديمة، بعد تعديلها لتناسب الصغار في ورش داخل القرية. ويشكوان من تعثر محاولاتهما المستمرة، إذ تقوم منصة "تيك توك" بحذف قناتهما بشكل دوري، بعد أن يزداد عدد المتابعين، ما يمثل تحدياً بالنسبة إلى صناعتهما التي حاصرتها السلطة أيضاً بالضرائب.

مع الوقت، تحول نشاطهن إلى منصة "فيسبوك"، مستفيدات من الانتشار والأرباح التي يحققنها. وعلى الرغم من ظهورهن للعلن عبر المنصات الإلكترونية، إلا أنهن صممن على الالتزام بالعادات المجتمعية، إذ قررن تكوين فريق نسائي بالكامل، يلتزم بتقديم محتوى درامي اجتماعي يعرض مشكلات أسرية واجتماعية يتم تلقِّيها من المتابعين، وطريقة حلها عبر مشاهد تمثيلية. وبحسب "أميمة"، فإنهن يستهدفن أيضاً جمهور الأقاليم والمناطق الريفية بشكل خاص، بعيداً عن مركزية القاهرة، إذ ترى أن مشكلاتهم قد بدأت في التطور بشكل ملحوظ، ويجب أن يتلقوا حلولًا لها عبر أفراد من الطبقة الاجتماعية نفسها، التي تفهم بشكل خاص معاناتهم. لذا فهن الأقدر على توصيل الرسائل.

أميمة وبناتها

وفي "صعيد مصر"، في محافظة "سوهاج"، يقوم الأخَوان "ربيع" و"سعيد"، بنشاط فني واجتماعي موسع، يستقطبان أطفال القرية للمشاركة في برامجهما، التي تستهدف تقليد برامج غناء الأطفال مثل "ذا فويس كيدز" ومقاطع من الإعلانات والمسلسلات. وبحسب وصفهما، تطورت مبادرتهما من مجرد تقديم محتوى رقمي، إلى مساعدة الأهالي في مصروفات الدراسة وتنظيم رحلات للأطفال.

مقالات ذات صلة

يروي "ربيع" كيف أجبرته الظروف الاقتصادية الصعبة، على الاتجاه إلى العمل الخاص عبر تطبيق "تيك توك". يهدف - بحسب وصفه - إلى تدعيم التراث المصري والعادات المجتمعية في مواجهة الثقافات الوافدة، ويشجِّع الأطفال على الظهور بالملابس والإكسسوارات الفلاحية المستعارة من ملابس الجدات القديمة، وقد قاموا بتعديلها لتناسب الصغار في ورش داخل القرية.

أطفال القرية

"أميمة" من السويس، تقول إنهن يستهدفن جمهور الأقاليم والمناطق الريفية بشكل خاص، بعيداً عن مركزية القاهرة، وترى أن مشكلاتهم يجب أن تتلقى حلولاً لها عبر أفراد من الطبقة الاجتماعية نفسها، التي تفهم بشكل خاص معاناتهم. لذا فهي ترى أنهن الأقدر على توصيل الرسائل.

تَبرز الحاجة إلى الاعتراف بإسهام هؤلاء الصنّاع الجدد في المشهد الثقافي، وتوفير مظلة دعم قانوني واجتماعي لهم. وتبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كان هذا المجال الناشئ، يمكن أن يُحافظ على استقلاليته، أمام محاولات الاحتواء أو التقييد في المستقبل.

يذكر "سعيد" و"ربيع" كيف أنهما سعيا إلى العمل ككومبارس في السينما والدراما التقليدية، لكنهما تعرضا لكثير من الانتهاكات، وعملا في ظروف قهرية بمقابل زهيد للغاية، ما أجبرهما على التقاعد من تلك الوظيفة التي تحتاج منهما إلى الانتقال بشكل دوري إلى العاصمة القاهرة، حيث تقع مواقع التصوير أو "مدينة الإنتاج الإعلامي". كل ذلك، دفعهم إلى الانطلاق نحو منصات التواصل الاجتماعي لإعادة استكشاف ذاتيهما، وتحقيق ربح سريع من داخل قريتهما، تطور بعد ذلك إلى محاولة لخلق حالة من التكافل الاجتماعي، وتطوير مهارات أطفال القرية، من خلال اكتشاف مواهبهم والاهتمام بانتظامهم في الدراسة، وخلق مساحة ترفيهية لقرية من القرى الفقيرة في "صعيد مصر".

وعلى الرغم من ذلك، يشكوان من تعثر محاولاتهما المستمرة، إذ تقوم منصة "تيك توك" بحذف قناتهما بشكل دوري، بعد أن يزداد عدد المتابعين، ما يمثل تحدياً بالنسبة إلى صناعتهما، التي حاصرتها السلطة أيضاً بالضرائب.

***

تُمثِّل ظاهرة "تلفزيون الهامش" استجابة إبداعية وواقعية للتحديات، التي تواجهها الصناعة الإعلامية التقليدية في مصر، التي شهدت تضييقاً احتكارياً وسيطرة سياسية شديدة على الإنتاج الفني والإعلامي. وتُبرِز كيف أن التكنولوجيا الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تحولت إلى منبر حر يمكن للمهمشين استغلاله للتعبير عن واقعهم، وخلق محتوى درامي واجتماعي يمثلهم. ومن خلال تلك المنصات، أسس هؤلاء الأفراد دراما بديلة، تمكّنت من أن تَكسر الحواجز الجغرافية والاجتماعية، وتوفِّر مصدر دخل جديد لهم، على الرغم من الصعوبات الاقتصادية والتنظيمية. كما تُبرز الحاجة إلى الاعتراف بإسهام هؤلاء الصنّاع الجدد في المشهد الثقافي، وتوفير مظلة دعم قانوني واجتماعي لهم. بذلك، تبقى التساؤلات قائمة حول ما إذا كان هذا المجال الناشئ، يمكن أن يُحافظ على استقلاليته أمام محاولات الاحتواء أو التقييد في المستقبل؟

______________________

  1. ليس هناك إحصائية رسمية بعدد العاملين غير المسجَّلين لدى وزارة العمل الذين تعرضوا للبطالة، إذ إن هناك تضارباً في الأرقام. فوفقًا لبحث القوى العاملة في العام 2018، وصل عدد المشتغلين خارج المنشآت إلى حوالي 11.7 مليون عامل، بينما "منظمة العمل الدولية"، أشارت إلى أن العاملين في القطاع غير الرسمي، مثّلوا قبل جائحة كورونا في مصر حوالي 16.5 مليون عامل.

مقالات من مصر

"دمنهور": الازدهار والتدهور

فقدت "دمنهور" في أقل من عقدين من الزمن كل ما كان يميزها على المستوى الاقتصادي، مع تراجع الصناعات المهمة. ارتفعت معدلات البطالة في المدينة، وصار المشروع الأبرز هو "المقهى"، حيث...

تجوع ليحيا... إلى متى؟

2025-02-20

"ما لقيتش طريقة أحلّ بيها هذه الأزمة غير هذا الإضراب عن الطعام، اللي أنا مصرة أنه يستمرّ، لحين ما علاء يتم الافراج عنه، أو لحين ما صحتي تنهار تماماً"، تقول...

للكاتب نفسه

العاصمة المصرية في مفترق طرق..

رباب عزام 2024-11-21

على الرغم من الأهمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بالنسبة إلى المواطنين، للمنشآت والمباني المقامة حالياً على أراضي "طرح النهر"، خاصة في العاصمة القاهرة، إذ يشمل أغلبها كثيراً من الأندية الاجتماعية التابعة...