"تفهنا الأشراف": نموذج للقرية التي "لم تنتظر"

لم تقتصر رؤية أصحاب المشروع على تقديم مجرد "مساعدات" للأسر الفقيرة، أو دعم مالي للفتيات اليتيمات، أو إنشاء مستشفى لمعالجة المرضى... بل اتسعت لتحويل القرية بالكامل إلى قرية منتِجة، قادرة على الاكتفاء ذاتياً، ولا يوجد فيها متبطل واحد، وذلك عبر دعم المشروعات الاستثمارية للأهالي، وتشجيعهم على التوسع فيها، طالما كان ذلك ممكناً، مما أدرج جميع السكان داخل التجربة، بجعلهم شركاء منخرطين في العمل، وليسوا مجرد متلقين لإحسان ربما ينقطع لأي سبب.
2024-11-29

ممدوح عبد المنعم

كاتب، من مصر


شارك
مركز طب الأسرة، قرية "تفهنا الأشراف"، مصر

في بلد بحجم مصر، الذي تمتد فيه القرى طولاً وعرضاً، ليقترب عددها من خمسة آلاف قرية مركزية، يتفرع عنها أكثر من 30 ألف "عزبة"، و"كفر"، و"نجع"، تتصارع على تلك المساحة الخضراء المحدودة، التي لا تتعدى 4 في المئة من مساحة البلاد، صنعها نهر النيل في جريانه الممتد، فيما تحيط بها الصحراء من الجهتين.. في مصر إذاً، عانت تلك القرى، ولا تزال، كثيراً من الأزمات العمرانية والخدمية والاجتماعية والإدارية والزراعية والبيئية. ولا تختلف أي من قرية عن الأخرى إلا فى حجم المشكلات ودرجة تمدّد الفقر، بينما لا يكاد يصل دعم الحكومة المركزية إلى تلك الأطراف المأزومة إلا بالقدر الذي يضعها على حافة الكفاف. ولا تكتفي الحكومات أو غيرها من السلطات بالتجاهل والتقصير والتقتير، بل تنظر إلى تلك القرى، كما تنظر إلى غيرها من عموم البلاد، على أنها فرائس مستكينة، ومصادر لجباية جائرة لا تعرف الهدنة.

لم يكن الأمر مختلفاً في "تفهنا الأشراف"، القرية الواقعة "شرق الدلتا"، والتابعة إدارياً لمركز "ميت غمر" في محافظة "الدقهلية". مجرد قرية فقيرة يعمل أغلب سكانها أجراء موسميين أو دائمين عند عدد محدود من مُلاك الأراضي في القرية أو القرى المحيطة، وتعاني من أغلب الأزمات التي توزعت (بالعدل!) على قرى مصر ..

كان "صلاح عطية" واحداً من فقراء القرية، عانى من كل أزماتها كما عانى الجميع، وطاله الفقر والعوز الذي كان مهيمناً على معظم السكان طوال مراحل طفولته وسني دراسته. ولعل "الفكرة" كانت حاضرة في أعماق وعيه، إلا أنه انتظر الوقت المناسب، الذي جاء عقب تخرجه في كلية الزراعة، ثم انتهاء فترة تجنيده عقب نهاية "حرب أكتوبر" بسنة واحدة . بدأ الشاب بعدها العمل الحر من غير أن ينتظر خطاب التعيين، الذي كان يتهافت عليه المتخرجون في ذلك الحين، ليضعهم داخل دائرة "الميري".

قرر "صلاح عطية" أن يبدأ نشاطاً استثمارياً في مجال تجارة الدواجن، بمشاركة صديقه "صلاح خضر"، الذى رافقه في سنوات دراسته في كلية الزراعة. واعتمد عملهما على شراء "الكتاكيت" من القرى والمراكز المحيطة، وبيعها لمزارع الدواجن التي تقوم باستكمال تربيتها ورعايتها.

نما مشروعهما إلى الحد الذي تمكنا فيه من شراء سيارة خاصة، ساعدتهما في توسيع دائرة الشراء والتوزيع، قبل أن يفكرا في تأسيس شركة أكبر، تضم مجموعة من الشركاء الإضافيين لتعزيز التجربة، وتعظيم الأرباح.

وضع المؤسسان نصب أعينهما منذ البداية أن يقضيا على" الفقر، والأمية، والبطالة، والمرض"، فكان اهتمامهما منصباً على تأسيس منشآت تعليمية في القرية بالجهود الذاتية، بدأت بإنشاء حضانة لتعليم الصغار. ثم تأسست تباعاً ستة معاهد "أزهرية" وأربع كليات تابعة لـ"جامعة الأزهر"، في سابقة لم تعرفها أية قرية أخرى في مصر، إذ يقتصر إنشاء الكليات على عواصم الأقاليم ومدنها الكبرى فقط.

الفكرة المحورية هي التكافل والتعاضد أولاً، ومن ثَم الاستثمار والتنمية. كان يُطلب من الجميع العمل، ويتم تشجيع كل واحد ودعمه وتمويله حتى يشتد عود المشروع المدعوم، ويعرف الطريق الى الربح والرواج. 

كان "صلاح عطية" منطلقاً في ذلك من عقيدة الفلاح المصري، الذي يبذر البذور ثم ينتظر عناية الله في حصد الثمر. فالنبات الذي يواجه مصائر متباينة، وسط تقلبات الطقس المفاجِئة وظروف التربة ومناوبات الري، التي ربما تضطرب، أو تنقطع، وتسميد المحصول الذي يعتمد على ما يملك الفلاح من مال أو لا يملك.. هي عناصر ومؤثرات خارجة عن إرادة الفلاح وقدرته على الفعل - مسألة قدَرية بالكامل - تجعل ذلك الفلاح متعلقاً طوال الوقت برجاء عناية الله، حتى لا تتلف الزراعة أو يقلّ المحصول. وفي حال تجارة "صلاح" ورفاقه في الدواجن، فقد أدركوا أنهم يتعاملون مع كائنات حية غاية في الهشاشة والضعف، يمكن أن تقتلها موجة حر أو برد طارئة، أو يعصف بها وباء عابر.

كانت أرباح المشروع توزع على الشركاء التسعة بالتساوي، فيما تمّ توجيه الجزء العاشر من الأرباح إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين الأكثر فقراً في القرية. وعندما عرف المشروع طريقه إلى النمو بوتيرة متسارعة، زادت النسبة المخصصة لمساعدة الفقراء. وبعد عدة سنوات من العمل، قرر بعض الشركاء الاستقلال بمشاريعهم الخاصة تباعاً. وعندما صارت الشركة تضم شريْكَي البداية فقط، تم رفع الجزء المخصص للأعمال الخيرية إلى الثلث، ثم زيادته تباعاً بعد ذلك.

في تلك المرحلة، دخلت التجربة حيزاً جديداً، وضع القرية على خريطة خطة شاملة للتطوير والتنمية. إذ لم تقتصر رؤية أصحابها على تقديم مجرد "مساعدات" للأسر الفقيرة، أو دعم مالي للفتيات اليتيمات، أو إنشاء مستشفى لمعالجة المرضى... اتسعت لتحويل القرية بالكامل إلى قرية منتِجة قادرة على الاكتفاء ذاتياً ولايوجد فيها متبطل واحد، وذلك عبر دعم المشروعات الاستثمارية للأهالي، وتشجيعهم على التوسع في تلك المشروعات، طالما كان ذلك ممكناً، مما أدرج جميع السكان داخل التجربة، بجعلهم شركاء منخرطين في العمل، وليسوا مجرد متلقين لإحسان ربما ينقطع لأى سبب. كانت الفكرة المحورية هي التكافل والتعاضد أولاً، ومن ثَم الاستثمار والتنمية . كان يطلب من الجميع العمل، ويتم تشجيع كل واحد ودعمه وتمويله حتى يشتد عود المشروع المدعوم، ويعرف الطريق إلى الربح والرواج.

كان لإنشاء محطة السكة الحديد، مع تأسيس تلك الكليات والمعاهد، أثراً كبيراً فى خلق أنشطة اقتصادية موازية، لم تكن موجودة من قبل، تمثلت في المطاعم والمكتبات وسكن الطلاب، ومطابخ لتوفير وجبات غذائية للطلبة والموظفين، وذلك علاوة على المئات من أبناء القرية الذين عملوا داخل كليات الجامعة نفسها، فيما قام كثيرٌ من أهالي القرية بتأجير بعض من غرف منازلهم لطلبة الجامعة.

عمل شباب القرية كلٌ في المجال الذي يجيده ويستطيع الاستثمار فيه، ولم تخرج أغلب المشاريع عن الأنشطة الزراعية المختلفة.. وفي البداية قام أصحاب المشروع الأصلي بحصر أصحاب الحرف، بحيث تم شراء أدوات الحرفة لكل منهم. حتى الأطباء المبتدئين الذين كانوا بحاجة إلى دعم مالي، لإنشاء عياداتهم الخاصة، كان يتم شراء المعدات الطبية لهم. 

وضع "الصلاحان" نصب أعينهما منذ البداية أن يقضيا على" الفقر، والأمية، والبطالة، والمرض"، فكان اهتمامهما منصباً على تأسيس منشآت تعليمية في القرية بالجهود الذاتية، بدأت بإنشاء حضانة لتعليم الصغار. ثم تأسست تباعاً ستة معاهد "أزهرية"، وأربع كليات تابعة لـ"جامعة الأزهر"، في سابقة لم تعرفها أيّة قرية أخرى في مصر، إذ يقتصر إنشاء الكليات على عواصم الأقاليم ومدنها الكبرى فقط.

ثم أسهمت الجهود المتواصلة، وتبرعات القادرين في إنشاء محطة قطار للسكة الحديد في القرية، ساعدت في سهولة وصول الطلاب من وإلى كلياتهم ومعاهدهم.

كان لإنشاء محطة السكة الحديد، مع تاسيس تلك الكليات والمعاهد، أثرٌ كبيرٌ فى خلق أنشطة اقتصادية موازية، لم تكن موجودة من قبل، تمثلت في المطاعم والمكتبات وسكن الطلاب ومطابخ لتوفير وجبات غذائية للطلبة والموظفين، علاوة على المئات من أبناء القرية، الذين عملوا داخل كليات الجامعة نفسها، فيما قام كثيرٌ من الأهالي بتأجير بعض من غرف منازلهم لطلبة الجامعة، مما أسهم فى ازدهار أحوالهم الاقتصادية، التى كانت تقترب من الحضيض قبل ميلاد التجربة.

قام المشروع أيضاً بتمويل كثيرٍ من ماكينات الخياطة والتريكو لفتيات القرية، وتدريبهن على العمل المتقَن عليها، لتفصيل الزي الموحد للمعاهد "الأزهرية" في القرية، وكذا لحضانات الأطفال، التي كان يتم توزيع زيها بالمجان.

مقالات ذات صلة

مئات المشروعات التى عمل عليها شباب القرية كلٌ في المجال الذي يجيده ويستطيع الاستثمار فيه، لم تخرج في أغلبها عن الأنشطة الزراعية المختلفة، كالزراعة، أو تربية الدواجن أو الماشية، أو تربية نحل العسل وغيرها.. في البداية قام أصحاب المشروع الأصلي بحصر أصحاب الحرف بحيث تم شراء أدوات الحرفة لكل منهم. حتى الأطباء المبتدئين الذين كانوا بحاجة إلى دعم مالي لإنشاء عياداتهم الخاصة، كانت تشترى لهم المعدات الطبية. أما غير أصحاب الحرف، فتم الاتفاق مع متاجر معينة تعمل بالجملة، على إمداد كل صاحب نشاط تجاري بالبضاعة التي يحتاجها، بأسعار تضمن له الربح والاستمرار.

كذلك، وُفِّر عدد من الاتوبيسات، التى تقل العشرات من أبناء القرية في كل يوم، من وإلى "منطقة 6 أكتوبر" التي يعملون فيها، في مختلف مجالات العمل.

ولأنهما آمنا بالعلم وقيمة التخصص، فقد عملا على حل مشاكل القرية "التقنية" بتأسيس لجان نوعية لحل تلك المشاكل. وكان على رأس تلك اللجان اختصاصيون من المهندسين الزراعيين المخضرمين لبحث كافة المشاكل الزراعية، التي تعترض الأهالي في نشاطهم الرئيسي، والعمل على حلها، بالطرق العلمية الممكنة لرفع الإنتاجية، والوصول إلى أفضل عوائد ممكنة.

كما تأسست لجان تعليمية وطبية، بل وتأسست لجان لفض المنازعات بين الأهالي، وعمل مصالحات عرفية تقضي على كل بؤر الخلافات في القرية .

تضم قرية "تفهنا الأشراف" مستشفى مركزيّاً كبيراً يحوي كل التخصصات الطبية، علاوة على مركز أشعة ومعمل تحاليل يخدم القرية والقرى المجاورة. كما تضم مؤسسات خيرية عديدة، تقوم بتقديم إعانات شهرية، لكل من لم يستطع أن ينخرط فى دائرة النشاط الكبيرالذى تموج به القرية، نتيجة المرض أو الشيخوخة أو موت العائل الوحيد.

سعى "صلاح عطية" إلى نقل واستنساخ التجربة إلى القرى المحيطة بل والقرى البعيدة. آمن أن تجربته في التنمية والنهوض لن تكتمل إلا اذا حصلت على نظائر ناجحة في قرى أخرى. ولأن "الوصفة" التي طبقها كانت قد تم تجريبها، وثبُتت فعاليتها، فقد آمن بإمكانية تكرارها مرة أخرى إذا تشابه شغف البدايات وتكاتف الإرادات.

فى نقاش مع أحد الأصدقاء عن تجربة الرجل، توقف كثيراً أمام الجزء الملهَم في مسألة "الشريك العاشر" – التوفيق من الله - الذي تفرعت منه خطط وأفكار التنمية والتشاركية في القرية. أخبرته أن الأمر برمته لم يكن تواكلاً أو "دروشة" كما يقول المصريون .. فالرجل، مع سكان القرية، لم يكفوا عن العمل، وأنه كان لا بد قبل ذلك النجاح أن يكون "صلاح عطية" مستثمِراً ناجحاً، يعرف آليات السوق ويفهم تقلباته، ويأخذ بأسباب النجاح طبقاً لقوانين العمل، ثم يأتي التوفيق كنتيجة للكد.

حُلّت مشاكل القرية "التقنية" بتأسيس لجان نوعية، كان على رأسها مهندسون زراعيون مخضرمون، لبحث كافة المشاكل الزراعية التي تعترض الأهالي في نشاطهم الرئيسي، والعمل على حلها بالطرق العلمية الممكنة، لرفع الإنتاجية والوصول إلى أفضل عوائد ممكنة. كما تأسست لجان تعليمية وطبية، بل وتأسست لجان لفض المنازعات بين الأهالي، وعمل مصالحات عرفية تقضي على كل بؤر الخلافات في القرية.

نهضت "تفهنا الأشراف" التي لم تتسكع على نواصي الوقت في انتظار دعم حكومي شحيح، قد يصل وقد لا يصل. نهضت بقدراتها الذاتية وإصرار أهلها ومثابرتهم على تحرير قريتهم من مشاكل قرى مصر المزمنة. قدمت نموذجاً ملهِماً وضرورياً في ترجمة الحلم إلى واقع حقيقي، بالصبر والإرادة وقوة الفعل.  

انبثقت تجربة "صلاح عطية"، وامتدت واستمرت من الثقافة الذاتية لقريته. ثقافة الأهالي الخاصة. وجملة موروثاتهم وطبيعة أعمالهم مما يجب وضعه في الاعتبار عند دراسة تلك التجربة، وآثارها، من أجل الاستفادة منها أو محاولة تكرارها. فربما يكون ما تم تطبيقه هناك في "تفهنا الأشراف"، ونجح إلى أقصى درجة، غير قابل للتطبيق الحرْفي في مجتمع مغاير في ثقافته ونشاطه، إلا بالقدر الذي يراعي الاختلافات الثقافية والبيئية بين الأمكنة.

توفي "صلاح عطية" في 11 كانون الثاني/ يناير عام 2016 تاركاً أغلب ما جمعه من حصيلة تجارته وأرباحه وقفاً خيرياً للقرية. وضجت مصر بصخب إعلامي غير مسبوق في الحديث عن جنازته، التي شهدها أكثر من نصف مليون شخص... وعن الآلاف الذين خرجوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي يرثون الرجل ويترحمون عليه. ولأن الرجل كان زاهداً في الإعلام والشهرة، فقد كانت وفاته مناسبة كي يعرف المصريون ما فعله فى تجربته النهضوية الرائدة التي لا تزال مستمرة إلى اليوم.

الوقف الخيري للمهندس صلاح عطية

عندما شرعتُ في كتابة هذا الموضوع، شغلني مصير تلك المشروعات والأوقاف، ومصير التجربة بالكامل، وهل تأثرت بفقدان الراعي والمؤسس؟ علماً أن المهندس الشريك، "صلاح خضر"، توفي بعد ذلك بثماني سنوات، في آب/ أغسطس 2024.

أخبرني المهندس "كرم همام"، كبير الزراعيين في الجمعية الزراعية هناك، أن مصنع الأعلاف الضخم لا يزال يعمل، ولا تزال أرباحه موقوفة على العمل الخيري في مساعدة الفقراء والمحتاجين، علاوة على كافة المشروعات والجمعيات الخيرية التى بدأها ورعاها، والتي لا تزال تدفع بالقرية إلى صدارة قرى مصر.

نهضت "تفهنا الأشراف" التي لم تتسكع على نواصي الوقت في انتظار دعم حكومي شحيح، قد يصل وقد لا يصل. نهضت بقدراتها الذاتية وإصرار أهلها ومثابرتهم على تحرير قريتهم من مشاكل قرى مصر المزمنة. قدمت نموذجاً ملهِماً وضرورياً في ترجمة الحلم إلى واقع حقيقي، بالصبر والإرادة وقوة الفعل.

مقالات من مصر

العاصمة المصرية في مفترق طرق..

رباب عزام 2024-11-21

على الرغم من الأهمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بالنسبة إلى المواطنين، للمنشآت والمباني المقامة حالياً على أراضي "طرح النهر"، خاصة في العاصمة القاهرة، إذ يشمل أغلبها كثيراً من الأندية الاجتماعية التابعة...

للكاتب نفسه

عمْ "سيِّد"

هو أحد أقارب والدي، لا أراه إلا نادراً. عرفتُ قصته بالصدفة في حوار عائلي عابر، ولكن الرجل – بعد تردد - أطلعني على بقية التفاصيل المؤلمة، التى لايعرفها إلا قلة...