- امبارح، حقق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فوز تاريخي وكاسح بعهدة رئاسية جديدة بعد نجاحه في هزيمة منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس الأمريكي الحالي كامالا هاريس.
- منذ ساعات، وعشرات التحليلات يتم طرحها لتفسير الهزيمة التاريخية لهاريس أو الفوز التاريخي لترامب، محللين بيميلوا لتصويت القواعد المحافظة اجتماعيا واليمينية اقتصاديا لترامب وبيتهموا القواعد دي بالجهل أو العنصرية أو الذكورية وما شابه، ومحللين بيركزوا على إخفاقات إدارة بايدن اللي هاريس كان لازم تحاسب عليها.
- خلينا نلقي نظرة سريعة على الأرقام يمكن تساعدنا، إلى الآن حصد دونالد ترامب حوالي 71 مليون صوت، ده مقابل 74 مليون صوت حصل عليهم في الانتخابات اللي فاتت اللي هو خسرها، يعني اللي حصل في الحقيقة إن ترامب مكسبش أي أرض جديدة بين الناخبين ومأقنعش حد جديد، ده تقريبا طبعا لأن أكيد حصل تغييرات في تركيبة القاعدة الشعبية بتاعته.
- في المقابل كامالا هاريس حصلت إلى الآن على حوالي 66 مليون صوت، في مقابل 81 مليون صوت حصل عليهم جو بايدن في الانتخابات اللي فاتت، وده معناه خسارة 15 مليون صوت من القاعدة التصويتية للحزب الديمقراطي.
مجنونٌ أم ممثلٌ لأحد وجوه أمريكا
07-01-2021
العالم وفق ترامب
15-09-2018
- يعني ببساطة نقدر نقول بشكل محدد وواضح، إن القواعد التصويتية للحزب الديمقراطي قررت في الانتخابات دي إنها لا تصوت للديمقراطيين. ليه؟ ممكن نقول علشان الإبا..دة الجماعية؟ علشان قمع الحركة الطلابية؟ علشان التمويل الهائل لإسرائيل وأوكرانيا على حساب دافعي الضرائب؟ هي دي المتغيرات اللي حصلت من 2020 للنهاردة.
- لكن السؤال الأهم طبعا، إزاي ده ممكن يفرق على منطقتنا ومستقبلها، وتحديدا القضية الفلسطينية ومستقبلها والحرب على قطاع غزة ولبنان والصراع الإقليمي بين إيران وإسرائيل؟
فتش عن أعوان الرئيس
- ناس كتير لما بتحاول تفهم ترامب هيعمل إيه في السياسة الخارجية بيروحوا يدوروا على تصريحاته أو خلفيته السياسية والاقتصادية علشان يحاولوا يفهموا طريقة تفكيره في القضايا دي.
- ده طبعا مهم جدا، لكن لا يقل أهمية وده يمكن شفناه واتعلمناه على مدى السنة اللي فاتت اللي شفنا فيها الأداء الإجرامي لوزير الخارجية أنطوني بلينكن، لازم نبص مين اللي حوالين ترامب.
- خلينا نشوف مثلا المرشح لوزارة الخارجية روبرت أوبريان، هو مستشار أمن قومي سابق لترامب، راجل من الصقور الي شايفين إن الولايات المتحدة لازم تهاجم أعداءها بشدة، وعلشان كده على خلاف ترامب نفسه هو شايف ضرورة دعم أوكرانيا، وطبعا دعم مطلق لإسرائيل.
- فيه عندنا شخص تاني مرشح وهو بيل هاجرتي السفير الأمريكي الأسبق في طوكيو، وده بيتفق مع ترامب في وقف دعم أوكرانيا، لكنه بيتفق معاه في دعم إسرائيل.
الأمر لا يتعلق بغزة أو بفلسطين فحسب
09-02-2024
- من المرشحين لمنصب آخر مهم هو منصب وزير الدفاع مايك والز، وهو جنرال سابق بيعتبر الصين التهديد الرئيسي للولايات المتحدة، والشخص التاني هو مايك بومبيو اللي كان وزير خارجية في الإدارة السابقة لترامب، وكان بيركز على دعم إسرائيل والعداء مع إيران.
ده معناه إيه؟
- معناه بوضوح إن إحنا أمام إدارة أمريكية قادمة غير عابئة بالقضية الفلسطينية، ولا تؤمن حتى بحل الدولتين كأساس للرؤية الأمريكية للقضية الفلسطينية وحلها، وترى في المقابل ضرورة ردع إيران بدون حدود، وبالتالي هي داعمة بدون شروط لإسرائيل.
- عندنا إدارة معادية لإيران، وسبق أن صرح ترامب بإمكانية توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، وده معناه دعم خطط نتنياهو في التصعيد مع إيران وما لذلك من انعكاسات خطيرة على الإقليم.
- إدارة ترامب غير عابئة تماما بملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، لأننا ببساطة أمام شخص هو نفسه هارب من العدالة في الولايات المتحدة، اللي هو دونالد ترامب، وأمام شخص بيتم النظر إليه في الولايات المتحدة كعدو للديمقراطية.
- أمام إدارة مستعدة لبيع أي مواقف أمريكية مقابل المال، وبالتالي ممكن نشوف عودة للمشكلات في الخليج على غرار الي حصل في الأزمة الخليجية في 2017.
- لذلك برده ممكن نشوف تسريع لملف التطبيع السعودي الإسرائيلي، ده احتمال، السعودية طارحة شرط إقامة دولة فلسطينية على حدود 67، لكن ربما إدارة ترامب تحاول الضغط على السعودية في اتجاه مختلف.
- بعد ده كله، إدارة ترامب كمان غير مهتمة بالتدخل في أي صراع مسلح أو ما شابه من موقع الدور الأمريكي العالمي في حفظ السلام والاستقرار، وبالتالي من المتوقع تراجع أكبر للدور الأمريكي في صراعات قائمة زي الحرب في السودان والانقسام في ليبيا والنزاعات في وسط وغرب أفريقيا.
- ده معناه إن المنطقة ستعاني بشدة من غياب أي عقلانية أمريكية ممكن تضع ضوابط على السلوك الإسرائيلي أو الطموح الخليجي، بل ممكن تتحول الولايات المتحدة نفسها في المقابل لسبب لإشعال المنطقة.
- بالنسبة لنا احنا تحديدا في مصر، ممكن النظام المصري يشعر ببعض الارتياح من إن الإدارة دي مش هتضغط عليه بسبب انتهاكات حقوق الإنسان اللي بيرتكبها زي قضايا سجناء الرأي.
- لكن في المقابل على النظام الحالي أن يقلق من تبعات سياسات ترامب العالمية سواء في الصراعات المسلحة أو في الاقتصاد على الاقتصاد العالمي، وطبعا المصري.
- من المحتمل جدا نشوف هروب تاني قريب للمال الساخن وتصاعد في التوتر الإقليمي، وبالتالي مزيد من صعود الدولار وتراجع الجنيه المصري وزيادة ضغط الدين الخارجي على الموازنة العامة، يعني وضع اقتصادي عصيب جدا لازم نفكر إزاي هنواجهه بدون أوهام أو لجوء لمناورات خارجية بدون حلول حقيقية في الداخل منحازة لمصالح الأغلبية في المجتمع وعلى رأسهم الفقراء، مش لمصالح كبار الضباط وشركائهم من المقاولين ورجال الأعمال.