سجون الاحتلال مستمرّة في نهج الانتقام من الأسيرات

"لقد تحول وضع الأسيرات في سجن الدامون من سيء الى أسوأ، فلم تكتفِ إدارة سجن "الدامون" بالانتقام من الأسيرات طيلة عام، لتصل بهم الأحوال إلى مصادرة الجلابيب والحجاب والنقاب واستبدالها بـ"بدلة رياضية رمادية" فقط ودون الحجاب بعد تغيير إدارة السجن وتعيين مدير جديد له، حيث تم تبليغهن أن هذه القوانين جديدة وستطبق بشكل مستمر، وأن ذلك انتقام لأحداث السابع من أكتوبر".
2024-11-07

شارك
شرطة الاحتلال تعتقل امرأة فلسطينية (أرشيف- الصورة من موقع مؤسسة "الضمير")
إعداد وتحرير: صباح جلّول

لا توفّر دولة الاحتلال أحداً. لا توفّر مكاناً أو إنسانة أو إنساناً فلسطينياً تطاله يدها من البطش، ولا تلهي الاحتلال إبادةٌ في غزّة وحربٌ على لبنان، عن تنكيلٍ في الضفّة الغربية أو عن تعذيبٍ وقمعٍ في السجون. بل إنّ هذا الاحتلال الاستعماري الإبادي يفخر بأنّ تعدد بطشه وتوغّل شرّه في شتّى الجبهات والمجالات هو من سِماته الأساسية التي يُعرَّف بها. من هذا المنطلق، فإنّ ظروف الأسرى والأسيرات الفلسطينيون والفلسطينيات في سجونه كانت في حالة تدحرج مطّرد إلى الأسوأ كلّما تقدّمت الإبادة في غزّة.

صورة أرشيفية

آخر فصول هذا البطش متمثّلٌ في الأوضاع الكارثية التي تقاسيها الأسيرات في سجن الدامون. جاء في بيان "هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين" الصادر في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024: "لقد تحول وضع الأسيرات في سجن الدامون من سيء الى أسوأ، فلم تكتفِ إدارة سجن الدامون بالانتقام من الأسيرات طيلة عام، لتصل بهم الأحوال إلى مصادرة الجلابيب والحجاب والنقاب واستبدالها بـ"بدلة رياضية رمادية" فقط ودون الحجاب بعد تغيير إدارة السجن وتعيين مدير جديد له، حيث تم تبليغهن أن هذه القوانين جديدة وستطبق بشكل مستمر وأن ذلك انتقام لأحداث السابع من أكتوبر الماضي."

بنية الانتقام إذاً، وبدافع تثبيت الإخضاغ ومحاولات الإذلال للأسيرات كسياسةٍ متعمّدة للسيطرة عليهنّ وقمع أي تحرك احتجاجيّ من قبلهنّ، قررت إدارة السجن الجديدة فوراً إلزام المحجبات منهنّ بخلع حجابهن وجلابيبهنّ. تأتي هذه القرارات بعد شهور عنيفة ذاقت فيها الأسيرات صنوف التشفّي والاعتداء، من التفتيشات التعسفية اليومية في ساعات الفجر المبكرة إلى الاقتحامات المفاجِئة للزنازين، وصولاً إلى التفتيش العاري المتكرر الذي ينتهك أجسادهن. يذكر بيان هيئة شؤون الأسرى وشهادات الأسيرات أن إدارة سجن "الدامون" عمدت إلى مصادرة أغراض الأسيرات الخاصة، من علب الطعام البلاستيكية إلى الأحذية والملابس التي يتشاركنها، حتى أن السجانات عمدن إلى "مصادرة خيوط قامت الأسيرات "بسحبها من البطانيات لاستعمالها لصنع أساور للتسلية خلال ساعات النهار الطويلة داخل الغرف".

الصحافية والأسيرة المحررة "لمى غوشة" تعلق على قرار إدارة سجن "الدامون":


تعاني الأسيرات، وعددهن في "الدامون" حالياً 94 أسيرة، من نقصٍ حاد في مواد النظافة الشخصية ونقص في الأغطية مع دخول فصل الشتاء وبرده القارس، كما أن سياسة تجويعٍ إرهابية تُمارَس بحقهنّ، بحيث أن عدداً من الأسيرات بتن يعانين من أمراضٍ متنوعة وتغيرات هرمونية تؤثر على جوانب عدّة من صحّتهن منذ أشهر.

C:\Users\Sabah\Desktop\465110444_986502096842479_6321035178480895218_n.jpg

شاركت هيئة شؤون الأسرى بالتعاون مع مؤسسة "الضمير" هذه المعطيات التي توضِّح أعداد وأنواع حالات الاعتقال في الضفة الغربية منذ السابع من تشرين الاول/ أكتوبر 2023 حتى الآن، وأحصت أكثر من 11 ألف و600 اعتقال لرجال ونساء وأطفال فلسطينيين. أوضاع الأسرى جميعاً في سجون الاحتلال بالغة الصعوبة والكارثية.

****

"إسرائيل لم تعد تلتزم بأي معايير قانونية، وهي تتصرف كعصابة"، قال قدورة فارس رئيس "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية معلّقاً على التنكيل بالأسيرات وقرار إجبارهنّ بخلع حجابهن ومصادرة ثيابهنّ. ما يحصل في سجن الدامون اليوم هو جزء من نهجٍ إسرائيلي واضح بسحق الجسد الفلسطيني وإخضاعه بكل السبل. يمثل القرار مؤشراً خطيراً يشي بنيّة الاحتلال الاستمرار في التصعيد ضدّ الأسرى والأسيرات، وهو مقلقٌ بشكلٍ خاص بعد عامٍ شهدنا فيه انتهاكات لا توصَف بحق الأسرى رجالاً ونساء ومنها حوادث اعتداء جنسي واغتصاب موثّقة بشكلٍ لا يقبل الشكّ، بل أن أحد اعتداءات الاغتصاب التي ارتُكبت على أسرى رجال من غزّة تمّ تصويرها على كاميرا مراقبة، ونُشر الفيديو الذي يوثقها بصفاقة أمام أعين المحدّقين القريبين والبعيدين.. ثمّ بقي كلّ هذا خبراً عابراً، دون محاسبة ولا مساءلة!!

مقالات من فلسطين

"آرت زون فلسطين" واستعادة الفنّ من الإبادة

2024-12-05

يدخل هذا الجهد في باب مقاومة محو الأثر الفلسطيني، ومنه الأثر الفنّي والثقافي، الغني والغزير والمتجدد. ومهما بلغت نسبة ما ضاع من هذه الأعمال، فما بقي، ومَنْ بقي، يقول "نحن...

رحلة البحث عن رغيف

كُل صباح في الأيام الماضية، حينما أجوب الشوارع، لا أجدني سوى باحث عن الخُبز، وأنا حقيقةً لا أستوعب إلى الآن أن الحال وصلت بي - كما وصلت بكُل الناس- إلى...

خالدة جرار مسجونة في قبر!

2024-11-21

"أنا أموت كل يوم، الزنزانة أشبه بصندوق صغير محكم الإغلاق، لا يدخله الهواء. لا يوجد في الزنزانة إلا دورة مياه ونافذة صغيرة فوقه أغلقوها بعد يوم من نقلي إلى هنا...