أطلق موقع «جدلية» صفحة جديدة بعنوان DARS" Daily Acts of Resistance and Subversion"وهذا نص البيان:
هدف الصفحة توثيق «السلوك اليومي المقاوم والمتمرّد» (subversion في اللغة العربية هي الفعل «المخرِّب» او «المحوِّر»، بمعنى التغيير) في المجتمعات العربية المعاصرة، وما وراءها. وستُخصَّص هذه الصفحة لرصد جميع أفعال المقاومة والتمرُّد على السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. على أن يشمل ذلك رصد الأشكال المتنوعة لمقاومة التسلط والاحتلال والامبريالية والمعايير الاجتماعية السائدة.
وفي حين أنّ السلوك المقاوم والمتمرِّد موجود في كل مكان، فإنّ التركيز يجري عادةً على الصنف الظاهر و«الكبير» منه، حتى وإن كان هذا الجزء يشكل حيّزاً صغيراً من السلوك اليومي لملايين الأشخاص الذين يجدون أنفسهم يقاومون ويتمردون بشكل يومي. وتنوي الصفحة تغطية وتحليل السلوك اليومي المقاوم والمتمرِّد، أكان هذا السلوك ظاهراً للعيان أو خفياً.
تهدف الصفحة إلى توفير الأدوات التجريبية والنظرية، الشخصية أو الجماعية، المرئية أو المخبأة، العنفية أو غير العنفية، بهدف الإحاطة بعدد كبير من الظواهر. لسنا محصورين في حزب سياسي، ولا في إطار نظري واحد، بل نعتمد مقاربة نقدية ومرتبطة بظروفها.
المبرّرات
غالباً ما تقوم تغطية وسائل الإعلام المهيمنة محلياً أو عالمياً للمنطقة، بتجاهُل أو تشويه أو تهميش معظم جوانب السلوك المقاوِم والمتمرِّد. لذلك، فإنّ هذه المفاهيم/التصرفات بحاجة إلى المزيد من التحقيق والالتزام بهدف فهمها بشكل أفضل، فضلاً عن زيادة فاعليتها التراكمية إزاء أشكال الاستغلال. غالباً ما يكون هناك ميل «ليبرالي» لتعيين المقاومة حيث لا تكون موجودة. هذا الوهم غير منتج، بالمعنيين الاستنتاجي والتجريبي، وهو عادةً ما يخدم إدامة الهيمنة التي يتفاعل الاستغلال في داخلها بشكل «شرعي». تسعى DARS إلى توضيح فهمنا لطَيف المقاومة مع أخذ عمليات القوة الخاصة بها في عين الاعتبار.
تجمع DARS كلاً من المقاومة الفردية والجماعية، وتعرض العلاقة القائمة بينهما، مع التنبُّه للهرمية التراتبية، وللصلة بين أشكال الاستغلال المحلية والعالمية.
الهدف والتوقيت
تسعى DARS إلى إرساء منتدى نقدي، حيث تسمح لنا المراقبة والتحليل المتنبّهة لهذه الأفعال، بطرح الأسئلة السياسـية بطريقـة مختلفة، وبتحديد مشـاكل وقـوى وحلول ممكنـة جديـدة. وقد أكّدت الانتفاضات الأخيرة اللامركزية المتزايدة للقوّة، وتعدُّد اللاعبين الفاعلين الممسكين بأشكال القوة. تذهب مقاربة DARS أبعد من الملاحظة البسيطة لتأثير سلوك المقاومة و/أو التمرُّد على النضالات السـياسية اليومية، من خلال تفحُّص الآمال والتناقضات والتشـقُّقات للمجتمعات العربية.
دعوة لزيارة الصفحة
إنّ الهدف الأساسي لـDARS هو إعادة الاعتبار لفئات المقاومة والتمرُّد، بدءاً بحق مقاومة الاحتلال والقمع السياسي، والاستغلال الاقتصادي والاجتماعي، والرقابة المفروضة على الأعمال الثقافية والفنية... هذا الحق في المقاومة والتمرد تتم مساواته في الخطاب التقليدي المهيمن بالإرهاب أو التحلل الأخلاقي، بدل النظر إليه على اعتباره تحدّياً لمختلف أشكال الاستغلال. أما الهدف الثاني من إنشاء هذه الصفحة فهو إظهار أن ممارسات المقاومة والتمرد لا تنشأ من فراغ، بل إنها تنتمي إلى تاريخ حافَظ بدوره ـ وهنا المفارقة ـ على قواعد سياسية وثقافية وأخلاقية. وبالنسبة للهدف الأخير، فهو فهم وشرح متى ولماذا بإمكان مثل هذه الممارسات، التي قد تبدو عادية، أن يكون لها أثر كبير على النظام السياسي و/أو الاجتماعي و/أو الأخلاقي.
أخيراً، قد يكون مفيداً الاشارة إلى الفارق بين المقاومة والتمرد. بإمكان المقاومة والتمرد أن يكونا تكتيكيّين، لكن المقاومة بشكل عام هي فئة أوسع من التمرد، ويمكن ربطها أكثر بمفهوم الإستراتيجيا. أما التمرد، من جهة ثانية، فهو عادةً ما يكون تكتيكياً أكثر، وفي كثير من الأحيان بحكم محدوديّة أفعال التمرُّد ذاتها. بكلام آخر، يمكن التعاطي مع المقاومة على أنها «قهر للسلطة»، بينما التمرد هو «تقويض للسلطة». لن يتمّ التوقف أمام مثل هذا التفريق بشكل صارم، وجميعها ستشكل محور نقاش واحد على صفحة DARS.
****
"السفير العربي"من جهته، ينضم الى هذا المشروع الهام، التوثيقي من ناحية، والذي يحفر من ناحية ثانية في أخاديد الوعي والفعل القائمين في المنطقة، وينبشها، كمساهمة في التحرر وتحقيق الذات. وهو سيواكب ما تنشره جدلية ويرفده بما يتوفر لديه، جراء المراقبة وتحفيز الفاعلين على «قول» فعلهم.