لا وقت للموت، لا وقت للحياة

«...اقتربتُ من الجثة، وقفت ُ أمامها، نظرت ُ إلى يديه، عينيه، وتفاصيله. كانت كلّ ملامحه نظيفة.ولوهلة بدا لي الأمرغريباً، فكلّ صور الموت القادم من سوريا مطرزة بالدم والحجر والرصاص والغبار. عرفت ُ في تلك اللحظة، أننا كمجتمع ثورة مهما حاولنا الادّعاء بأنّ شهداءنا ليسوا أرقاما، إلاّ أنهم كذلك، بكلّ ما في هذا من ألم. نحن نقيس الألم اليوميّ للموت حسب الرقم. الموت السوري لم يعد يشبه
2013-04-03

شارك

«...اقتربتُ من الجثة، وقفت ُ أمامها، نظرت ُ إلى يديه، عينيه، وتفاصيله. كانت كلّ ملامحه نظيفة.
ولوهلة بدا لي الأمرغريباً، فكلّ صور الموت القادم من سوريا مطرزة بالدم والحجر والرصاص والغبار. عرفت ُ في تلك اللحظة، أننا كمجتمع ثورة مهما حاولنا الادّعاء بأنّ شهداءنا ليسوا أرقاما، إلاّ أنهم كذلك، بكلّ ما في هذا من ألم. نحن نقيس الألم اليوميّ للموت حسب الرقم. الموت السوري لم يعد يشبه الموت. نحن نعرف في كلّ صباح أن عددا معيّناً من الناس في سوريا سيموت اليوم، نحاول أن نهيئ أنفسنا قدر المستطاع على تحمّل وقع الصدمة ونصلّي كي لا يكون من بينهم أحد نعرفه، وذلك كي لا نضطر للتعامل مع الموت المجرد ونكتفي بالتعامل مع الموت السوري بعموميّته. فالموت المجرّد ليس حالة يوميّة بطبيعته، إنه استثناء ٌ جلل يقع بين الحين والآخر ويهزّ عرش الحزن في داخلنا كأشخاص، ويعيش ُ طويلا في مفاصل الأحاسيس التي نستنشقها من داخلنا. أمـّا الموت السوري فقد بات جزءا من العملية الروتينية لليوم العادي، لا وقت للحزن ولا وقت للحياة!...
صديقي «ماجشيك»، أشعل رحيلك نجمة ً جديدة ً في السماء وأسميتها باسمك، أبلغ سلامي لشهداء سوريا».

من المدونة السورية "طباشير"

http://www.freesham.com/2013/03/blog-post.html