أوطن هذا أم مبغى!

"يذهب في اعتقاد البعض أن الشرعيّة من الشريعة، فيذودون عنها بكل غال ونفيس...يتقدّم المعطلون عن الحياة دائما مواكب الموت، يدفعهم الى اليأس ساسة كاذبون فاشلون، يطعمون أجساد الجياع إلى نار الحلم ولا يطرف لهم جفن. يسبقون الجنازة التي تعبر بلا مودّعين ويحتلّون البرامج الحوارية على شاشة التلفاز. لا ينسى الوزير قبل مغادرته البيت أن يلبس ربطة عنق جديدة، ويغرس «البينس» على صدر الجاكيت.
2013-04-03

شارك

"يذهب في اعتقاد البعض أن الشرعيّة من الشريعة، فيذودون عنها بكل غال ونفيس...يتقدّم المعطلون عن الحياة دائما مواكب الموت، يدفعهم الى اليأس ساسة كاذبون فاشلون، يطعمون أجساد الجياع إلى نار الحلم ولا يطرف لهم جفن. يسبقون الجنازة التي تعبر بلا مودّعين ويحتلّون البرامج الحوارية على شاشة التلفاز. لا ينسى الوزير قبل مغادرته البيت أن يلبس ربطة عنق جديدة، ويغرس «البينس» على صدر الجاكيت. يختار اليوم، عن قصد، وضع العلم حتى يكون شاهداً على وطنيته والتزامه بكلّ العهود التي قطعها على الشعب.
صار الفقير في بلدي حطب المحرقة، ولا نعلم كم ستأكل من جلدنا وشبابنا «مردومة» الانتقال الديموقراطي. ولا نعلم لكم من الوقت سيبقى الوزراء الكاذبون يقفزون فوق جثث متفحّمة، يلوكون لحمها الحي ويتغاضون عن ذكر اسمها في العلن. بعد الموت احتراقاً وفقأ العيون والموت تحت التعذيب والاغتصاب الجماعي والموت برشاش الداخلية، الذي يدفع ثمن رصاصه دافع الضرائب التونسي، والموت دهساً تحت عجلات سيارات الحرس الوطني أو بإضراب جوع داخل زنزانات وزارة العدل أو اغتيالاً برصاص حاقد وجبان، صار للشرعية معنى جديد ووحيد هنا، وهي ممارسة الشرّ على الرعيّة...».

من مدونة أرابيكا التونسية

http://fatmaarabicca.blogspot.com/