"تسيديك"، إئتلاف يهودي يناضل من أجل إنهاء الاستعمار

ينتمي الإئتلاف إلى حركة إنهاء أو تصفية الاستعمار، التي تستشف في كيفية سير العالم المعاصر استمراراً لبنى وعلاقات الهيمنة المتولدة من "الحداثة" الغربية والاستعمار.
2024-06-21

شارك
| fr
خلال مظاهرة لنصرة فلسطين في باريس. هنا "ساحة الأمة"Place de la Nation

سيمون حسون*

في حزيران/ يونيو 2023 أسست مجموعة صغيرة من المناضلين اليهود ــ الناشطين ضمن الحركات المناهضة للعنصرية والاستعمار في فرنسا ــ إئتلافاً يحمل اسم Tsedek "تسيديك !"، وهو مصطلح يعني "العدالة" باللغة العبرية. والسعي إلى العدالة عنصر أساسي في التقليد والفكر اليهوديين. من بين مؤسسي الإئتلاف أعضاء في "الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام"  يناضلون -منذ زمن -  من أجل دعم كفاح الشعب الفلسطيني ومناهضة العنصرية. على إثر هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وحرب الإبادة التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يشنها على غزة، أصبح إئتلاف "تسيديك !" فاعلاً مهماً في حركة التضامن العالمية، وبيتاً سياسياً مشتركاً يجمع اليهود المناهضين للاستعمار.  

يَعتبر إئتلاف "تسيديك!" مسألة فلسطين والاستعمار الإسرائيلي قضية مركزية. وفي مواجهة ادعاء دولة إسرائيل بأنها تمثل المصير الوحيد الممكن لعموم اليهود، ينهل مناضلو الإئتلاف ــ بشكل جزئي ــ من التاريخ والتقليد اليهوديين القوة اللازمة لمقارعة هذا الخطاب.

تعيد السياسة الاستعمارية الإسرائيلية والإيديولوجيا التي تسندها - أي الصهيونية - إنتاج كل الميكانيزمات التي أدت، في أوروبا، إلى وصم اليهود ثم اضطهادهم قبل إبادتهم في آخر الأمر.

ينتمي الإئتلاف إلى حركة إنهاء أو تصفية الاستعمار، التي تستشف في كيفية سير العالم المعاصر استمراراً لبنى وعلاقات الهيمنة المتولدة من الحداثة الغربية والاستعمار. ومن هذا المنطلق، فإن النضال ضد التفاوتات بين الشمال والجنوب والرأسمالية، يندرج في إطار نضال أشمل، يستهدف النموذج الحضاري، الذي أنتج الرأسمالية، أي الحداثة الغربية.  

____________
من دفاتر السفير العربي
في أهمية موقف اليهود المناهضين لإسرائيل والصهيونية
____________

انطلاقاً من هذه المسلمّة، يطرح إئتلاف "تسيديك!" على نفسه مهمة النضال ضد عنصرية الدولة في فرنسا، والاستعمار وسياسة الفصل العنصري ("الابارتهايد") في فلسطين. ويسعى إلى إسماع صوت يهودي مناهض للصهيونية والعنصرية والإمبريالية. وإدراكاً منّا للعلاقة التاريخية والسياسية بين العنصرية الراهنة والتاريخ الاستعماري لفرنسا، فإننا ننظر إلى مكافحة العنصرية باعتبارها أولاً نضالاً سياسياً موجهاً ضد الدولة وبنى السلطة. وبالمثل، فإن المزاعم الكاذبة للمسؤولين السياسيين ــ من اليمين واليمين المتطرف ــ حول مكافحة "معاداة السامية" لا تنطلي علينا. لم تطوٍ البرجوازية الفرنسية صفحة "معاداة السامية" بعد، واهتمامها بأوضاع اليهود انزياحٌ للتستر على كراهيتها للإسلام والمسلمين ("إسلاموفوبيا") مع الظهور بمظهر المناهض العنصرية.  

لا تنطلي علينا المزاعم الكاذبة، للمسؤولين السياسيين ــ من اليمين واليمين المتطرف ــ حول مكافحة "معاداة السامية". لم تطوٍ البرجوازية الفرنسية صفحة "معاداة السامية"، واهتمامها بأوضاع اليهود انزياحٌ للتستر على كراهيتها للإسلام والمسلمين ("الإسلاموفوبيا")، مع الظهور بمظهر المناهض للعنصرية.

 يعتبر إئتلاف "تسيديك!" مسألة فلسطين والاستعمار الإسرائيلي قضية مركزية. وفي مواجهة ادعاء دولة إسرائيل بأنها تمثل المصير الوحيد الممكن لعموم اليهود، ينهل مناضلو الإئتلاف - بشكل جزئي - من التاريخ والتقليد اليهوديين القوة اللازمة لمقارعة هذا الخطاب. تعيد السياسة الاستعمارية الإسرائيلية والإيديولوجيا التي تسندها - أي الصهيونية - إنتاج كل الميكانيزمات التي أدت، في أوروبا، إلى وصم اليهود ثم اضطهادهم قبل إبادتهم في آخر الأمر. دولة إسرائيل هي نتاج لمسار من انتزاع أراضي الفلسطينيين ومحو أثرهم، ولا يمكن أن يقوم أي سلام، على أسس ظالمة إلى هذا الحد. 

لمتابعة مواقف الإئتلاف على وسائط التواصل الاجتماعي:

-تويتر:  TSDKcollectif@

-انستغرام: tsdkcollectif

لوغو الائتلاف

______________________

*سيمون حسون هو الناطق الرسمي باسم إئتلاف "تسيديك"، فرنسا.
-ترجم النص الى العربية محمد رامي عبد المولى

مقالات من العالم

جوليان أسانج حرّ

2024-06-27

فعل أسانج المحظور الأكبر في هذا العالم. كشف اللثام عن أكبر أكاذيب العالم وأكثر أساليب الدول وحشية، وفضح تلك البرودة الفظيعة التي يتمتع بها الجميع خلف الكواليس، وتلك السهولة الرهيبة...