- امبارح كان يوم عاصف بالأحداث، بدأ مع إعلان إن مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس على وشك الانهيار، وتصريح من وزير الدفاع الإسرائيلي جالانت بأن عملية رفح ستبدأ بعد رفض حماس الاتفاق، وانتهى مساء بإعلان حـماس قبول مقترح مصري قطري جديد إسرائيل قالت إنه ماتمش عرضه عليها ويتجاوز شروطها.
إيه اللي بيحصل بالظبط؟
- احنا عارفين إن في ٢٤ أبريل الماضي، زار رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئـيس الشاباك رونين بار مصر، واجتمعوا مع قائد أركان الجيش المصري أسامة عسكر، ومدير المخابرات العامة عباس كامل، وقالت تقارير إن الهدف هو مناقشة العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة في رفح.
- بعدها بيومين زار مدير المخابرات المصرية تل أبيب، لكن المرة دي التقارير قالت إن الزيارة مش بهدف مناقشة عملية رفح، وإنما مناقشة مقترح مصري لهـدنة وتبادل رهائن بين إسرائيل وحماس بما يضمن على الأقل تأجيل عملية رفح.
- المقترح المصري لم يتم نشره لكن قيل إنه بيسمح بعودة النازحين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل من كامل حدود القطاع، وتبادل ٣٣ أسير إسرائيلي مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني..
- على مدى أسبوع، فضلت المحادثات جارية بين مصر وحماس اللي طلبت إيضاحات كتير على المقترح، أهمها النص على وقف إطلاق النار، وواضح إن الحركة كانت في طريقها للرفض.
إيه اللي جد على المقترح المصري؟
- يوم السبت، قرر مدير المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز الحضور بنفسه للمفاوضات في القاهرة بهدف حسم الصفقة اللي واضح إن إدارة بايدن حريصة جدا عليها في ضوء الاحتجاجات الطلابية الأمريكية على الحرب.
عيش.. حرية.. إلغاء الاتفاقية!
29-03-2024
- لحد صباح الاثنين مع ذلك كان واضح إن مفيش جديد، لكن ظهر فجأة إن مصر وقطر صاغوا مقترح جديد بيتضمن بعض التعديلات أهمها إضافة عبارة "وقف كافة العمليات العسكرية والعدائية" بين قوسين بعد عبارة "الهدوء المستدام" في المرحلة التانية، فضلا عن تحسينات كتير في شروط التبادل في المرحلة الأولى وحرية الحركة ودخول المساعدات في قطاع غزة.
- المقترحات كلها عموما من وقت طرح المبادرة المصرية في ديسمبر ٢٠٢٣، مرورا بمقترح باريس في نهاية يناير الماضي، بتتكون من ٣ مراحل، الأولى هدنة وتبادل للأسرى، والثانية مفاوضات لإنهاء الحرب، والثالثة تتعلق بإعادة الإعمار والوصول لتسوية مستدامة لقطاع غزة.
- الخلافات كانت بتدور من وقت المبادرة المصرية حوالين تحديدا مسألة إنهاء الحرب، هل الاتفاقات بتنص على وقف الحرب، ولا مفيش نص على كده، وبالتالي المرحلة التانية والتالتة مجرد تمنيات فقط.
- المقترح المصري القطري واضح بشدة إن تمت صياغته باطلاع على الأقل من مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز اللي كان في القاهرة يوم السبت زي ما قلنا، وسافر لقطر يوم الأحد، وقيل إنه هيزور إسرائيل، وواضح إن تم تقديم وعود لحماس بأن الولايات المتحدة هتدعم على الأقل إنهاء الحرب من خلال الاتفاق ده من خلال موقعها كضامن للاتفاق.
أزمة المقترح الجديد
- زي ما قلنا، طول النهار كانت المفاوضات على وشك الانهيار، لكن فجأة أعلنت حماس قبولها بالمقترح المصري القطري الي هو نفسه ماكنش تم الإعلان عنه.
- الخطوة دي حطت إسرائيل في حرج شديد لأنه في الغالب شاركت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها من خلال ويليام بيرنز في صياغه الاتفاق ومحاولة فرضه على نتنياهو، وده لأن قبول المقترح معناه استعداد إسرائيلي لإنهاء الحرب وده هيخلق مشكلة سياسية في إسرائيل بين اليمين الديني المتطرف وباقي مكونات الحكومة، ورفضه معناه تعنت إسـرائيلي في استعادة محتجزيها في غزة وده هيخلق سخط شعبي من تيار واسع في الشارع الإسرائيلي.
السيسي وثمن دماء الفلسطينيين
26-02-2024
- الاندفاع لعملية رفح بالنسبة لإسرائيل كمان فيه مشاكل كبيرة حاليا، أولا إنه أصلا مرفوض دوليا وإقليميا بسبب كارثيته الإنسانية، ثانيا إن العمليات في شمال غزة وخان يونس لم تقد إلى الأهداف الإسرائيلية المعلنة اللي هي تفكيك حماس واستعادة الرهائن، وثالثا إن بعد عملية رفح فغالبا هيفضل فيه سؤال المحتجزين الإسرائيليين وشكل إدارة القـطاع اللي إسرائيل معندهاش إجابة عليه، وأخيرا هيضاف الغضب الأمريكي لأن واضح إن بايدن محتاج الاتفاق الحالي لتهدئة الداخل الأمريكي اللي أصبحت الاحتجاجات فيه بتهدد حظوظه في الانتخابات الجاية آخر السنة دي.
- واضح إن إسرائيل مع ذلك قررت تعمل مناورة ذكية وخطيرة، وهي احتلال معبر رفح لفرض واقع جديد بتسيطر فيه على شريان الحياة الوحيد الباقي للقطاع وتستخدمه كورقة تفاوض في أي شيء يتعلق بمستقبل الصراع في القطاع وعلى القطاع.
موقف مصر
- في المشهد ده، المنتظر أولا وقبل كل شيء إن مصر ترفض أي عملية في رفـح، مش بس رفض رمزي، لكن بالتحرك الدولي والإقليمي لحشد موقف عالمي رسمي وشعبي ضد الجريمة الإسرائيلية في رفح اللي ممكن تأثر على الأمن القومي المصري.
- ثانيا، مهم إن مصر تتمسك بمقترحها في الوساطة وتحديدا بدفع الأمور لإنهاء الحرب اللي انعكاساتها كانت سلبية مش بس على أهل غزة الأحباء ولكن على الأمن القومي المصري والمصالح المادية لمصر وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل.
- دي المواقف اللي حابين نشوفها من حكومتنا وبنتمنى نشوفها بسرعة لأنه التأخر في الأوقات دي بيكون له عواقب سيئة جدا.