الحرب والغنيمة: "خذوا النفط"!

ترامب لا يرى أمور السياسة سوى بعقلية الـ"بزنس"، يريد "قرصنة" نفط العراق، ويبرر بأنه لقاء "تحرير" العراقيين وغنيمة تستحقها أميركا، متناسياً جرائم غوانتنامو ومستمراً بتغطية اعتداءات اسرائيل
2017-02-02

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
ماهود أحمد - العراق

هذا الأسبوع، أعاد دونالد ترامب في لقائه مع مسئولي وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA  دعوته لـ"أخذ نفط العراق"، مبسطاً ما كان قد كرره بإسهاب عدة مرات خلال حملته الانتخابية، وحتى قبلها: نذهب هناك ونأخذه، هذا كل ما في الأمر! ما أجبر رئيس الوزراء العراقي على الرد: نفط العراق للعراقيين.
شرح ترامب "نظريته" في مناسبات شتى وفي كل المقابلات التي أجريت معه أو الخطب التي أدلى بها (انظر الفيديو أدناه)، بدءاً من حجة أولى تقوم على: حررناهم ودفعنا الثمن مالاً وأرواحاً ــ محدداً الأرقام ــ وعليهم مكافأتنا وسداد قيمة الخدمة المؤداة (وهو يبدو كلام مرتزقة، ولكنه فعلياً منطق أصيل في عالم البزنس)، مروراً بأن العرف الذي يفهمه هو، ويعتبره بديهياً، يقول أن الغنائم تعود للمنتصِر، وانتهاء بأنه لا يوجد عراق ولا عراقيين، ولا دولة ذات سيادة ولا شعب، مؤكداً: نزيحهم عن المناطق التي تهمنا ونأخذ ما نريد، بل ويبدي حرصاً على الالتفات الى مساعدة بريطانيا التي "وقفت إلى جانبنا".. ما استحق عليه لقب "رئيس القراصنة"، نعتته به صحيفة النيويوركر.

 

يُعبِّر ترامب بطريقة فجة عما هو ممارس فعلياً وإنْ مغلفاً بسواتر دبلوماسية وقانونية من جهة، وبتركيبات صُنعت لمنح الشرعية للأفعال من جهة أخرى. فمن ذا الذي طلب "الخدمة" أصلاً من الأمريكان في العراق، وكيف تأتّى أن أصبحتْ خدمتهم تلك شرعية. وأين يمكن صرف كل الاتفاقات بشأن قانون الحرب منذ صن تسو (صاحب "فن الحرب" خمسة قرون قبل الميلاد) وحتى اتفاقيات جنيف 1949، مروراً بكل الأديان والفلسفات؟ فعلى الرغم من ذكره شكلياً، لم يطبق قانون الحرب في العراق حينذاك. وهو لا يطبق في فلسطين الجارية وقائعها اليوم، والمتجددة كل يوم أمام أعيننا، وذلك على الرغم من تذكير الهيئات الدولية الرسمية به والمنظمات ذات الشأن بينما تتجاهله اسرائيل ولا تلتفت إليه وكأنه غير موجود. وهذا الواقع يصح أيضاً وبصيغ مختلفة على سواهما.
بقيت جرائم الحرب، والنهب الممارَس في ظلها، والاعتداءات مستمرة بلا محاسبة. 2500 + 3000 + 560 هو مجموع المنازل التي أعلنت إسرائيل عن بنائها في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية (الرقم الأخير)، وذلك خلال الأيام العشرة الأولى من تسلم ترامب الرئاسة الأمريكية، مكثِّفة ما لم يتوقف أبداً في السابق. هذا إن لم نذكر فضائح الخطف والاغتيال بلا محاكمة واستخدام أساليب التعذيب الوحشية أثناء التحقيق، ما تبناه كلياً ترامب لفعاليته، ومنها الاعتداءات الجنسية (انظر تقرير "صفر إفلات من العقاب" عن غوانتنامو على الموقع).
.. ترامب بشع بمقدار ما هو مرآة تعكس بشاعة الآخرين سواه من "المهذبين"، وتخرجها الى العلن.

 

مقالات من العراق

التعليم في العراق: منحنيات الانهيار

ميزر كمال 2023-12-06

انهيار قطاع التعليم الحكومي، وتفشي الفساد في المؤسسة التربوية، وانتقال وزارة التربية من حزب إلى حزب باعتبارها واحدة من القسائم الانتخابية التي تخضع للمحاصصة الطائفية وفقاً للنظام العراقي بعد 2003،...

الشتاء يعود إلى المخيم

فؤاد الحسن 2023-11-30

5600 خيمة في مخيم واحد، عشرات المخيمات، آلاف الأطفال، عشرات آلاف النساء، آلاف الرجال، كلهم يرقدون تحت خيام نايلونية فيما ينهشهم البرد. عالم كامل من الخيام، يرقد مريضاً وتذيب قلبه...

كائنات المخيم

فؤاد الحسن 2023-09-21

كل قصة تبدأ في زقاق من قرية "شنكالية" وتتناول في بدايتها فتيات صغيرات عذراوات يعملن مع عائلاتهنّ في فلاحة الأرض والرعي ويدرسنَ في مدارس طينية، يفقنَ ذات يوم على خبر...

للكاتب نفسه

بعض ما لا بد من قوله

هذا نص قد يبدو "متشابكاً" فهو يجمع مواقف تتناول عدة مستويات من الواقع، ولكن التقاط الصلة بينها ضروري لفهم المشهد، على الرغم مما يحمله هذا السعي من تناقضات وتردد وشكوك...

ما عدد الضحايا الذي يشفي غليلكم؟

إسرائيل عاجزة عن تنفيذ الجريمة كما ينبغي، على الرغم من إجازة القتل بلا حدود الممنوحة لها من قبل أمريكا ودول الغرب الاستعماري، والتغطية بالمال والسلاح والبروباغندا (الفاشلة) ونصائح الخبراء -...

نحن وإسرائيل: نقطة نظام

لا أحد يملك توقعات، وكل ما يخطر في البال "حقيقي"، حيث الواقع مفتوح على كل الاحتمالات... ولكن الثابت أن الانفجار الفلسطيني كان متوقعاً. حدث مراراً خلال ال75 سنة التي انقضت...