مؤتمر "فتح" السابع: ماذا بعد؟
هكذا تجري الأمور في رام الله: يبدأ المؤتمر بانتخاب محمود عباس رئيساً لحركة فتح منذ الجلسة الأولى. بالإجماع. ولخمس سنوات مقبلة! ربّما حسماً لمسألة دحلان وللضغوط المباشرة من بعض الدول العربية من أجل الإفساح له..
2016-12-01
أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"
طارق الغصين - فلسطين
هكذا تجري الأمور في رام الله: يبدأ المؤتمر بانتخاب محمود عباس رئيساً لحركة فتح منذ الجلسة الأولى. بالإجماع. ولخمس سنوات مقبلة! ربّما حسماً لمسألة دحلان وللضغوط المباشرة من بعض الدول العربية من أجل الإفساح له.. وأمّا لماذا في البداية وليس في النهاية كما يقول المنطق، وبعد بعض النقاش حتى لو أُدير شكلياً وتمثيلاً.. فعلمه في الغيب.
يمكن إطلاق كل النعوت على قيادة فتح الحالية (وعلى قيادات سائر الفصائل الفلسطينية إجمالاً، وإن مع تلوينات): بيروقراطيون، طاعنون في السن، فاسدون إلخ.. وكذلك متلهّون بالصراعات الداخلية وبتلك على "السلطة"، بحكم العادة وأيضاً حفاظاً على امتيازات ومكاسب. ولكن تلك أعراض لمرض وليست المرض نفسه. فمنذ انكشاف استحالة التسوية مع إسرائيل، ضاعت القيادة الفلسطينية التي كان الكثير من رموزها ومن كوادرها الأبرز قد جرت تصفيتهم أصلاً على يد إسرائيل، بمن فيهم من وقَّع "اتفاق أوسلو" معها، ياسر عرفات، أبرز قادة المرحلة بلا منازع.
واليوم، كان يُفترض بمؤتمر فتح أن يقف أمام معضلات تعريف المسألة الوطنية الفلسطينية في هذه اللحظة، وتعيين وجهة الحفاظ على عناصرها من التبعثر إن لم نقل تحديد كيفية حملها وتحقيقها، بمواجهة إسرائيل التي تذهب بخطى متسارعة إلى إنجاز ضمّ القدس إليها، والتي تسود نقاشات بين قادتها من قبيل هل تضمّ الضفّة الغربية بسكانها أو بدونهم، كلياً أو جزئياً (ولكن كيف، وما العمل؟).. وتساعدها في وجهتها الأجواء العالمية، بدءاً من انتخاب ترامب في الولايات المتحدة (الذي يقول، عدا عن وعد نقل سفارة بلاده إلى القدس، إنّ نعت إسرائيل بالمحتلة "مفهوم خاطئ").. وهذا على الرغم من تعاظم حركة المقاطعة BDS في كل مكان. وليس في ذلك أيّ مبالغة أو تهويل، وإسرائيل تحظى، علاوة على تأييد العالم بأسره، بتأييد علني أو ضمني من أغلبية الدول العربية!
وبالمقابل، فالسلطة الفلسطينية ــ التي تختلط حدودها بحدود فتح وبحدود منظمة التحرير ــ لم تنجح حتى في الإدارة الذاتية: هناك 52 في المئة من سكان المخيمات في الضفة الغربية يعيشون تحت خط الفقر، كما أنّ سائر السكان ليسوا في أوضاع جيدة.. إلّا قلّة قليلة. وهذا مشهد تقليدي في بلادنا. سوى أنّ فلسطين معنيّة بتحدّيات مضاعَفة وفظيعة، لا يبدو أن مؤتمر "فتح" بصدد الإجابة عنها!
2025-05-29
هنا يتوقف الكلام. كلّ إضافةٍ تبدو فائضة، وربما وقحة.. لا شيءَ يُضاف إلى الأهوال التي تقولها صورة الطفلة ورد وهي تعبر خلال ألسنة اللهب – تلكَ الكافية لإحراق عيون الكوكب.
فُرِضتْ الانجليزية والفرنسية على أهل بلدان المشرق بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب الكونية (1914-1918)، وقد اتخذ الاحتلال الإنكليزي–الفرنسي للبلاد طابع "الانتداب"، وكان ممهِّداً لاحتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية....
الهندسة الاستعماريّة بتجليّاتها المختلفة، الشوارع، والحدود، والبنية التحتية، والطرق الالتفافية... هدفها إزالة الفلسطيني بشكل تدريجي. فبينما تتوسع البؤر الاستيطانية (enclaves) لتصبح مدناً تحيط بالمناطق الفلسطينية المجاورة (exclaves) وتحاصرها، يُصبح الشعب...
الوطني اليوم هو من ينوي لملمة كل تلك التقرُّحات وكل ذلك العفن. أن ينوي أصلاً، ويعلن عن ذلك، فهي خطوة إيجابية. وهو سيواجه مقاومة عنيدة من المستفيدين من واقع الحال...
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.