لسنا أرقاماً! "الشهيد كانت له كلّ الأشياء الجميلة، والسيئة كذلك... تسريحة شعره، حبّه للشاي وكرهه للقهوة، رغبات السفر، مشاكساته مع أمّه، قلقه من يوم الأحد، رسائل الأصدقاء وعناد الحبيبة، أحلامه البسيطة ببيتٍ وأسرة، وساعة العصر يحمل فيها أكياسَ السّوق، وغفوة قصيرة بعد العمل. الشهيد ليس رقماً". كتب الزميل الصحافي المقداد جميل من غزّة على صفحته على "إكس".
"إذا حدثَ لي أيّ شيء، تذكّروا أنني لستُ رقماً"، كتبت المراسلة الصحافية هند الخضري على صفحتها بدورها.
"أنا خليل، عمري 27 سنة، درست أدب إنجليزي وتعلّمت كتير أشياء، وعندي كتير أحلام وطموحات وأهداف. بعرف أحبّ وبعرف أنبسط وبعرف أشتغل وأنجز. لو استشهدت ما بدي أكون رقم، احكوا اسمي وسمّعوا قصتي، وادعوا لي. أنا مش رقم. أنا كوكب كامل"، كتب شاب اسمه خليل من غزّة يوثّق يومياته في ظل الإبادة المستمرة.
حالة نموذجية من الإبادة الجماعية
21-10-2023
ينظر الغزّيون إلى أنفسهم كمشاريع شهداء مع وقف التنفيذ. هم أكثر الناس تماساً مع الموت ومخالَطةً له على هذا الكوكب بأسرِه، ولم يبقَ من أملهم به سوى رغبةٌ واحدة: إن كان العالم لنْ يوقِف موتنا، فعلى الأقل لا تجعلوا منّا أرقاماً!
*****
"وجوه غزّة" هي حملة دولية للتذكير بأنّ الفلسطينيين الذين تختزلهم وسائل الإعلام السائدة في العالم بأرقامٍ مجرّدة تعدّ من قُتلوا بحيادية وبرود (بل وتطلبُ من المقتولين أن يبرهنوا موتهم في كلّ مرّة!) هم بشرٌ بأعماق إنسانية متعددة، بحكايات وذكريات وطموحات وأمنيات ومشاعر وخطط وأفكار. في مواجهة انحطاط "العدّاد" ونزع الإنسانية المستمر والوحشي عن الغزّيين، تقوم مجموعة دولية من الفنانين والمواطنين بإنجاز بورتريهات تظهر صور وأسماء وحكايات من استشهدوا، وقصص ناس من بين أكثر من 2 مليون إنسان في غزة مسجونين في ظل الحصار اللاإنساني الذي يفرضه عليهم الاحتلال الإسرائيلي.
نبكي.. لكن نغضب أكثر
19-10-2023
توفّر الحملة فيديوهات قصيرة (1) وصوراً وملصقات بالفرنسية وبلغات أخرى، يمكن طباعتها ومشاركتها (2) في المظاهرات الداعمة لفلسطين وتجمّعات إضاءة الشموع، لصور وجوه وحكايات الشهداء قبل أن يصيروا بتلك الهيئة المؤلمة التي تتناقلها وسائل الإعلام، قبل أن يصيرواً رقماً...
-من ملصقات حملة "وجوه غزّة":
كذلك خرجت مبادرات أخرى فردية وجماعية تسعى لمجابهة هذا الاختزال الجائر، مثل صفحة "شهداؤنا ليسوا أرقاماً" على إنستغرام، التي تشرح غايتها: "الشهداء الفلسطينيون ليسوا أرقاماً. إنهم أفراد كانت لديهم قصص وطموحات وأحلام، ولا ينبغي أبداً أن تذهب تضحياتهم سدى."
*الصور من صفحة "شهداؤنا ليسوا أرقاماً"
1- قناة "وجوه غزة" على يوتيوب: https://www.youtube.com/channel/UCS1VzXZple3VPCGZpIvNF9g
2- تستقبل حملة "وجوه غزّة" مساهمات من الناشطين والراغبين بالمشاركة فيها عبر إرسال صور مرفقة بأسماء وقصص الشهداء (قبل أن يقتلهم الاحتلال) وصور وأسماء الصامدين في غزة مع رسائلهم القصيرة التي كانوا يرغبون بإيصالها للعالم. للراغبين التواصل على ايميل: gazadesvisages@gmail.com