نمرود وإعدام مدوِّن و..إلخ!

حين دخلت القوّات الأميركية العراق غازية، مرّت بآثار أقدم بكثير من نمرود، فداست عليها، ودمّرت الكثير منها ونهبت ما طاب لها. وقيل في تبرير ذلك أنهم أجلاف ولا يدركون طبيعة المكان الذي يمرون به
2016-11-16

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
إدوارد شهدا - فلسطين

قبل ذلك كانت تَدمر في سوريا، واليوم نمرود في العراق قرب الموصل، وهي موطن آثار مدهشة تعود إلى الإمبراطورية الأشورية (1300 سنة قبل الميلاد). وفي المبتدأ كانت تماثيل عملاقة في أفغانستان، وبين كل هذه آثار ومخطوطات في تومبوكتو.. وهذا ليس تعداداً حصرياً للآثار التاريخية الفريدة التي دمّرتها المجموعات المسلّحة الناطقة باسم إسلام لا يتعرّف معظم المسلمين على أنفسهم فيه.
وهم أنفسهم ارتكبوا مجازر بحقّ البشر، في بلدان هيمنتهم خصوصاً، وفي العالم. وقد مرّت منذ أيام الذكرى السنوية الأولى للمجزرة المريعة المرتكَبة في باريس، التي طالت مسرحاً ومقاهيَ لا ناقة لها ولا جمَل. وهذا أيضاً غيض من فيض.
واليوم تطالب هيئة تسمّي نفسها "منتدى العلماء والأئمة للدفاع عن النبي محمد" بتنفيذ حكم الإعدام الصادر عن محكمة ابتدائية في مدينة نواذيبو بحق المدوِّن الموريتاني الشاب محمد شيخ ولد محمد، المعتقل منذ مطلع 2014، بينما تنظر في القضية المحكمة العليا. يريدون منها رفض توبته التي أعلنها.. ويُخرِجون مظاهرات لهذه الغاية. وما زال المدوّن السعودي رائف بدوي معتقلاً ويجري الإعلان عن نية استئناف الألف جلدة بحقّه كل حين، فيما يُعتقل شعراء وكتاّب في مسقط "المتسامِحة"، ويُغتال الكاتب ناهض حتّر في الأردن بسبب رسم "مسيء للعزة الإلهية"، وسط تجاهل السلطات هناك للواقعة. وهنا أيضاً فاللائحة تطول.
.. وحين دخلت القوّات الأميركية العراق غازية، مرّت بآثار أقدم بكثير من نمرود، فداست عليها، ودمّرت الكثير منها ونهبت ما طاب لها. وقيل في تبرير ذلك أنهم أجلاف ولا يدركون طبيعة المكان الذي يمرون به، ولا تعنيهم "أور" ولا غيرها. إلى أن جاء الخبراء والتجار الغربيون من كل صوب فسرقوا بشكل حضاري المتاحف والمواقع.
هذا فيما تعلن منظمة الصحة العالمية منذ أيام أن وباء الكوليرا ينتشر في نصف محافظات اليمن، وأنه يجتاح خصوصاً مدينتي تعز المحاصرة (وهي عاصمة الثقافة والسياسة في البلاد)، وعدن. وكانت الموصل سقطت قبل عامين ونيّف بسخافة تشبه المزاح.. والمصريون يتضوّرون جوعاً بالمعنى الحرفي للكلمة والسوريون أصبحوا طعاماً للأسماك أو عناوين للذل في معسكرات اللاجئين. وهذا أيضاً نذر من حال أعظم.
.. ولا مَن يستحي! بينما ذلك كله بكل ميادينه وتفرعاته و "أبطاله" هو الإهانة للنبي وهو التجديف بالله.

مقالات من العراق

كائنات المخيم

فؤاد الحسن 2023-09-21

كل قصة تبدأ في زقاق من قرية "شنكالية" وتتناول في بدايتها فتيات صغيرات عذراوات يعملن مع عائلاتهنّ في فلاحة الأرض والرعي ويدرسنَ في مدارس طينية، يفقنَ ذات يوم على خبر...

للكاتب نفسه

"بوغروم" فلسطين

وقد ازدادت مذاك الإبادة أو ال"بوغروم" امعاناً، فلا يمر يوم بدون قتل جماعي للفلسطينيين، وهي تهدد اليوم بتدمير المسجد الاقصى. اليوم؟ كل المناسبات ملائمة، والمناسبة هي الاحتفالات بأعياد رأس السنة...

خسارات لا تعوض: رحيل طلال سلمان

نستفيض في رواية نشوء "السفير العربي" لأنّ تجربتنا مع طلال سلمان تجسِّد خاصية التطابق بين القناعات والأفعال: امتلاك قيم بعينها أوّلاً ثم العمل على شقّ الطريق أمامها لتتحقق...

لماذا كرة القدم تهمّنا؟

هذا تقديم دفتر "كرة القدم: لماذا تهمّنا؟" وهو آخر إصدارات "دفاتر السفير العربي". شائق من كل الأوجه، وفيه مقاربة لهذه اللعبة المحفِّزة للحماس الشعبي، والتي تحوّلت أيضاً إلى ميدان للتعبير...