أنت معلّم في فلسطين

إذاً، أنت على موعد دائم مع مقعد فارغ، ينتصب فجأة في وجهك ووجوه تلاميذك. ذات صباح مدرسي، مقعد لتلميذ خطفت عمره رصاصة صهيونية، لسببين غريبين: لأنه أخطأ ومشى في مرمى الرصاصة، ولأنه فلسطيني ولد على هذه الأرض لأبوين فلسطينيين وأجداد فلسطينيين (...)
2016-10-20

شارك
إذاً، أنت على موعد دائم مع مقعد فارغ، ينتصب فجأة في وجهك ووجوه تلاميذك. ذات صباح مدرسي، مقعد لتلميذ خطفت عمره رصاصة صهيونية، لسببين غريبين: لأنه أخطأ ومشى في مرمى الرصاصة، ولأنه فلسطيني ولد على هذه الأرض لأبوين فلسطينيين وأجداد فلسطينيين (...) مقعد الكائن اللانهائي الذي تخجل من مداه أرقام كتاب الرياضيات المحدودة. مقعد يجلس في طيف طفل كان هنا البارحة، يرفع إصبعه لمعلم الرياضيات، وينحني متحمساً على ورقة الامتحان في حصة العلوم (...)
أنت معلم في فلسطين. إياك أن تتفاجأ بجندي صهيوني صغير، يصرخ عليك ينعتك بالقرد، طالباً منك، أمام تلاميذك، أن تخلع ملابسك كلها، ويصفعك إن رفضت. وإن لم ترفض غالباً، ابتسم للطلاب واهمس لهم كاذباً بعينيك، على الرغم من صراخ الجنود، أنك أقوى من إهاناتهم، وأنك غير مهتم أبداً.
أنت معلم في فلسطين، قل لطلابك بصوت عالٍ إن أعلى جبل في فلسطين هو الجرمق، شمال شرق الجليل، وليس تل العاصور في رام الله، كما قررت "أوسلو" الكذابة. وحين يواجهك الطلاب المستغربون بما يقوله المنهاج المدرسي، أمسك الصفحة بيدك، ومزقها من جذورها، واطلب من الطلاب أن يفعلوا مثلك، ثم قل لهم اتركوا بقايا التمزيق، في عمق الصفحة: لنجعله شاهداً على أجمل وأعدل أنواع الجرائم.

من صفحة زياد خداش (عن فايسبوك)

 

وسوم: العدد 213

مقالات من فلسطين

هل من مخرج لفلسطين من الإبادة نحو السيادة؟

فلسطين في مرحلة حرجة ومصيرية، تتطلب تكاتف الجهود والمبادرة الخلاقة والجريئة، وليس الاختباء والانتظار. قد يتيح توسيع المبادرة الاقتصادية الفلسطينية، وربط تدويل مصالح الاقتصاد الفلسطيني (حتى ولو بالارتهان للاقتصاد العالمي)...

سقط العالَم إنْ سقطَت غزّة

2025-07-24

غزّة تُجوَّع. لا وقتَ لتمنيق الكلام. غزّة كلها جائعة: أكثر من مليوني إنسان منهَك الجسد والروح، جائعون. إنه ذلك النوع من الكوارث المفتعَلة الشريرة الذي يتطلب منا أن نفقد عقلنا...

غزة: أثقل أيام الحرب

هؤلاء الشهداء الذين صاروا جثامين تُرصّ في خطوط تحت أقدام الناس في بقايا المستشفيات، بالتأكيد كانوا يعيشون في الأيام الماضية، مأساةً كبيرة، عندما لم يتمكنوا من توفير الطحين ولا الطعام...