مَن درّبوه لئلا يبصق في هواء المروحة
مَن قال له الرجال ما عليه أن يفعل
مَن كسر شوكته الموظفون المدرّبون
مَن ألبسوه طوقاً وسلسلة على مقاسه
مَن ربّتوا على كتفه
مَن حاول الهرب والانسحاب من القطيع
مَن شعر أنّه غريب في بيته
مَن أوقع في النهاية
مَن وُجد ميتاً قرب هاتفه
مَن جرّته الصخرة إلى أسفل..
(أغنية "كلاب"، من ألبوم "حيوانات"، بينك فلويد، كتابة ديفيد غيلمور وروجر ووترز)
"فريق بينك فلويد يلمّ شمله مجدداً ليقف مع أسطول النساء إلى غزّة".
ديفيد غيلمور، نِك مايسون، وروجر ووترز يقفون متّحدين دعماً لأسطول النساء للحرية المتّجه إلى غزة، ويستنكرون توقيف النساء غير القانوني واعتقالهم في مياه دولية من قبل الجيش الإسرائيلي.
نصّ صغير من الفريق الأيقونة كان كافياً لإحداث خضّة حقيقية بين المتابعين وعلى المواقع الموسيقية والإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.
مجلة "بيتشفورك" الإلكترونية المختصّة بالموسيقى نقلت الخبر، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما يعنيه البيان بكلمة "يلمّ الشمل"، وقد يكون المقصود منها اجتماعهم على إصدار هذا الموقف المناصر لفلسطين، فيما ذهبت تكهّنات أخرى لتقول إنّ الفريق سيجتمع في حفلة من أجل غزة (وربما داخل فلسطين!)، لكنّ لا معلومات تؤكّد أو تلمّح حتى لأمر كهذا.
في الواقع، الكثير من أغنيات بينك فلويد مشحونة بالرسائل السياسية. بينك فلويد صنعوا موسيقى ضد الحرب، ضد الرأسمالية، ضد العنف، ضد الديكتاتورية، ضد السلطوية والنظم الاجتماعية البالية، ضد الفاشية.. وبالضرورة مع المقهورين. البعد السياسي جزء من البعد الفني، وهذا لا ينحصر ببينك فلويد.
لذلك عندما علّق أحد معجبي الصفحة على فايسبوك "أحبّكم إلى أن تبدأوا بالتصرف كحركة سياسية. لستم تياراً سياسياً، توقفوا عن كتابة هذه الأشياء..". جاءت الردود عليه من معجبي بينك فلويد كلّها لتذكّر هذا الـfan أن بينك فلويد منذ بداياته كفريق يمكن اعتباره "حركة سياسية"، وأنّه في الواقع لم يبتعد يوماً عن اتخاذ مواقف سياسية وتضمين أغانيه رموزاً ورسائل ذات دلالات واضحة في السياسة: "إن كنت تعتقد أنّ بينك فلويد مجرد أنغام موسيقية وأغنيات، فأنت مخطئ. وإنْ كنت تعرف أغانيهم ولم تنتبه للمضمون السياسي فأنت لم تستمع لشيء من أعمالهم حقاً.."، قال أحدهم.
أما روجر ووترز، فقد تولّى بلا هوادة دوره المعتاد في تسجيل موقف كفنان ذي وزن عالمي ورأي مسموع، فسجّل فيديو قبل انطلاق مركبي "أمل وزيتونة" من ميناء برشلونة لدعم النساء على متن الأسطول، ذكر فيه أيضاً بتقدير موقف مشجّعي فريق سلتيك الاسكتلندي في التعبير السلمي عن حبهم لفلسطين برفع الأعلام الفلسطينية وتسجيل موقف أثناء مباراة فريقهم مع الفريق الإسرائيلي.
كما سجّلت فنانة البانك - روك الأميركية باتي سميث كلمة قبيل بدء رحلة المركبين، قالت فيها: "النساء والفتيات على هذا المركب: أنا معجبة بكنّ.. أعتبر نفسي أختاً لكنّ وأنتن تقمن بعمل رائع. أعدكنّ بالدعم، وأتمنى لكنّ السلامة والصحة. تحيّة لمهمّتكنّ النبيلة".
المركبان النسائيان جزءٌ من تحالف أسطول الحرية، الذي نظّم رحلات متكررة في محاولات لرفع الحصار المستمرّ على غزّة منذ نحو 10 سنوات، ولو بشكل رمزي، ولإعلان الاعتراض عليه والتضامن مع الصمود الفلسطيني.. و "زيتونة" الذي تمكّن من إكمال إبحاره حتى 50 ميلاً بعيداً عن شواطئ القطاع، أوقف يوم 6 تشرين الأول من جيش الاحتلال في المياه الدولية، وكان على متنه 13 ناشطة من ضمنهن مايريد ماغير الإيرلنديّة الشمالية الحائزة على جائزة نوبل للسلام. والناشطات تمّ التحقيق معهن ورُحّلن إلى بلادهن. كتبن في طريق العودة "نحن عائدات إلى أوطاننا، لكن الناس في غزة ما زالوا تحت الحصار، بخلاف كل الأنظمة والقوانين الدولية. سنستمر بالإبحار نحو إخواننا وأخواتنا هناك، إلى أن تحلّ الحرية، وبعدها".