"الدول الست الأكثر غنىً تستضيف أقلّ من 9 في المئة من اللاجئين في العالم"! هي تملك 56.6 في المئة من الاقتصاد العالمي، ويسكنها 3.5 مليون فقط من اللاجئين، وبالمقابل يتوزع حوالي 12 مليون لاجئ على كلّ من الأردن وفلسطين ولبنان وتركيا وباكستان وجنوب أفريقيا، وهي دول لا تشكل اقتصادياتها مجتمعة أكثر من 2 في المئة من الاقتصاد العالمي. نشرت هذا صحيفة الغارديان البريطانية كتلخيص لتقرير صادر مؤخراً عن منظمة "أوكسفام". الدّول هي الولايات المتحدة وألمانيا والصين واليابان وفرنسا وبريطانيا. ومن الـ3.5 مليون لاجئ الذين تستقبلهم تلك الدول الست مجتمعة، هناك 2.1 مليون في ألمانيا وحدها!
عام 2015 كان عام اللاجئين. أرقام الهيئة العليا لشؤونهم تؤكد هذا، فسجلات المنظمة لذلك العام تقول إنّ 65.3 مليون إنسان أجبروا على ترك أماكن إقامتهم هربا من الحروب بالدرجة الأولى ومن أشكال مختلفة من القمع والاضطهاد، أو سعياً للحصول على حقوق آدمية حرموا منها في ديارهم. هذا الرقم هو الأعلى منذ بدأ تاريخ إحصاء اللاجئين. وهو زاد 5.8 مليون عن العام السابق. ويتوزّع اللاجئون على 40.8 مليون نازح داخل بلده، و21.3 مليون لاجئ خارج بلده، و3.2 متقدم بطلب لجوء. الأرقام تفسر المساحة التي أخذتها قضية اللاجئين على صفحات الجرائد العالمية والمواقع الالكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وحتى شاشات السينما. تتحمل إذاً تبعات هذه الكارثة المتفاقمة وأعباءها مجتمعات تعاني هي نفسها من البطالة والفقر ومن التفاوتات الطبقية الحادة. بينما تكتفي المجتمعات الأكثر استقراراً بتحمل أقل الأعباء، وبإرسال جمعياتها الإنسانية إلى الدول التي يتكدّس فيها اللاجئون.
وحتى ذلك ينجز بطريقة قاصرة وسيئة، فهذه الجمعيات تصرخ يومياً بأن ميزانياتها لا تكفي لإطعام اللاجئين ناهيك عن تلبية غير ذلك من حاجاتهم. وقد عقد الاتحاد الأوروبي صفقة مقايضة على اللاجئين مع تركيا، يتبادل فيها الطرفان الابتزاز وتسمح لهما على أية حال بأن يتلاعبا بمصائر ملايين من الفارين من الموت، وتتحكم بالوجهة التي سيصلونها عبر اتفاقية تدّعي "تنظيم" الأزمة، وهي تقوم بإدارتها فحسب. وهو من جهة أخرى يرسل فرقاطاته الحربية لمطاردتهم في البحر. وعلى ذلك، ترتكب القوات الدولية التي تخوض "الحرب ضد الإرهاب"، ما تسميه "هفوات"، أي قصف بيوت المدنيين ومدارس الأطفال في سوريا (كما حدث مؤخرا في قرية الطوخار قرب منبج، وكما سبق لها أن فعلت مراراً وتكراراً في اليمن والعراق وأفغانستان..)، ثم تندهش من تعاظم موجات الفارين من الويلات، وتندهش أكثر ممن يرتكب أعمالا إرهابية على أراضيها. هذه حلقة مفرغة لا يمكنها إلا أن تكون كارثية.. على الجميع!
فكرة
عيب.. شديد!!
مقالات من العالم
من أمام "وول ستريت": "توقفوا عن التربّح من الإبادة!"
"غزّة تُقصَف، "وول ستريت" تزدهر. ارتفعت أسعار أسهم شركات تصنيع الأسلحة بشكل كبير هذا العام. يزداد أعضاء الكونغرس البالغ عددهم أكثر من 50، الذين يستثمرون في شركات الأسلحة، ثراءً كل...
جوليان أسانج حرّ
فعل أسانج المحظور الأكبر في هذا العالم. كشف اللثام عن أكبر أكاذيب العالم وأكثر أساليب الدول وحشية، وفضح تلك البرودة الفظيعة التي يتمتع بها الجميع خلف الكواليس، وتلك السهولة الرهيبة...
عودة إلى فانون: عن فلسطين وسيكولوجيا الاضطهاد والتحرّر
لا يمكننا التكلم عن فانون دون التطرق لتحليله للعنف وسايكولوجيا الاضطهاد، خصوصاً خلال الحقبة الحالية التي يطبعها الدمار والموت. ماذا كان فانون ليقول عن الإبادة الاستعمارية و"سيل القتل" اللذين يحدثان...
للكاتب نفسه
الفلسطينيون في لبنان وحقّ العمل
علاوة على التوظيف السياسوي الطائفي على المستوى الداخلي، يأتي المس بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان متزامناً مع محاولات جاريد كوشنر تفعيل "صفقة القرن"، وهي التي تصطدم بعقبات من أهمها...
الوضع الصحي في المخيمات الفلسطينية في لبنان: إلى الوراء در
خيارات العلاج المتاحة أمام الفلسطنيين في لبنان تشي بحالة مزرية اليوم، وهي ذاهبة نحو التدهور في ظل تزعزع وضع وكالة "الأونروا"، ما ينعكس على شكل تقليص متزايد في تقديماتها الأساسية...
مخيم برج الشمالي: اختلاط الواقع بالمجاز وبموسيقى "المنفيين"
ثمّة شارع رئيسيّ واحد في مخيّم برج الشمالي القريب من مدينة صور البحريّة. كأنّه دائرة، وكأنّ السّاكن فيه يدور فيها طول الوقت، وكأنّه طول الوقت يسعى إلى الخروج.