سبع ساعات على طريق الجمهورية الجديدة

منذ أيام، قضيتُ في طريق الذهاب الى وجهتي داخل القاهرة نفسها، أربع ساعات، وفي اليوم التالي لم يزد الانتظار عن ثلاث ساعات. أما سبب التعطل، فكان هطول مطرٍ خفيفٍ في اليوم الأول، أما في اليوم الثاني فكان مرور موكب الرئيس.
2023-03-29

منى سليم

كاتبة وصحافية من مصر


شارك
صور وشعارات

نحن عالقون على الطريق. هكذا هو الأمر اختصاراً، لكنّه يزداد سوء حين ندرك أنّ الطريق من الأسفل قد تحول إلى هوة عميقة تسحبنا يوماً بعد يوم إلى مجهولٍ كئيب.

هذه ليست صورةً مجازيّةً فحسب، بل هي ما يحدث بالفعل. وهو يحدث مهما تبدلت الوجوه والسياسات، بما يمكن اعتباره بالسلب إعجازاً لا ينضب ولا ينكشف وينذر بالمزيد .

كنت بالفعل في طريقي الاعتيادي من أقصى غرب القاهرة الكبرى إلى أقصى شرقها، من شارع الهرم الشهير التابع إدارياً لمحافظة الجيزة، إلى الحي الفاخر، "التجمع الخامس" في القاهرة الجديدة، حيث وجهتي. يستغرق مني هذا الطريق ما بين ساعة ونصف إلى ساعتين في الذهاب ومثلهما في العودة، لكني منذ أيام، قضيت في طريق الذهاب وحده أربع ساعات، وفي اليوم التالي لم يزد الانتظار عن ثلاث ساعات. أما سبب التعطل، فكان هطول مطرٍ خفيفٍ في اليوم الأول، أما في اليوم الثاني فكان مرور موكب الرئيس.

قلب القاهرة

سوف أبدأ بالانتظار الأطول، حيث القاهرة "تغرق في شبر مياه"، كما يقول المثل الشعبي الذي يستدعيه المصريون مع كل موجة شتاء، فتتحول المدن الكبرى إلى كراجٍ عام، عائم أحياناً، كما هو حال محافظة الإسكندرية التي كانت ذات يومٍ رمزاً للجمال.

 تحرك الأتوبيس الحديث المكيّف من وسط القاهرة، وبقي على مدار ساعتين ونصف عالقاً في مسافةٍ محدودةٍ تفصل بين ميداني التحرير والعباسية. هذه المسافة لا تزيد عن 10 كيلومتر وفق خرائط غوغل التي تشير أيضاً إلى إمكانية اجتيازها في 20 دقيقة إذا كان الطريق مفتوحاً والسرعة اعتيادية. إلا أنّ الاعتيادي تضخّم وتفاقم ليصبح متوسط الوقت المستغرق للمرور في تلك المنطقة خلال ساعات النهار المميَزة بالعشوائية الشديدة في حركة المرور، إلى جانب الازدحام، هو 40 - 50 دقيقة عبر طرق المواصلات العامة، بعيداً عن الكباري والأنفاق.

سأم القاهرة

طال بنا الانتظار في وقوف لا يوجد ما يبرره، فلا أمطار غزيرة تهطل وتعيق الرؤية، ولا الشارع من تحتنا تحول إلى بركة مياه تعيق الحركة، لكنها القاهرة التي تتداخل فيها سمات المدن الكبرى مع مشكلاتها الخاصة والمتراكمة. يعاني قلبها (وسط المدينة) بلا شكٍ أكثر من غيره، إذ تقع فيه أغلب مقرات الوزارات والمستشفيات الكبرى والنقابات وعدد من شركات الكهرباء والنقل... وهي التي تتمدد حكاياتها فلا تتسع لها الشوارع التي تحملها. يغادرها عشرات الآلاف ويفد إليها عشرات الآلاف يومياً. شرعت السلطة الحالية قبل ثماني سنوات في تنفيذ مشروعها الأكثر شهرة، أي "العاصمة الإدارية"، مع حديثٍ عن اقتراب موعد انتقال كافة الوزارات إلى هناك. يقترح مشروع العاصمة الإدارية تسهيلات تأجير وشراء وحدات سكانيّة لموظّفي الجهاز الإداريّ في الدولة لتشجيعهم على الانتقال للعيش هناك، بهدف تخفيف الزحام. يقدّر عدد هؤلاء الموظّفين بـ6 ملايين، فماذا لو لم يستجب عددٌ كبيرٌ منهم لهذا الخيار، خاصةً في ظلّ ارتباطهم بعائلاتهم وأحيائهم القديمة؟ لا خيار بديل حينها سوى الحصول على بدل انتقالات، مما يعني تفاقم مشكلة الأزمة المروريّة التي تتكرر أصلاً يومياً عبر الطرق الدائرية وصعوبة الانتقال من القلب إلى الأطراف في تلك المدينة شاسعة الامتداد والعمق.

أشار سائق الباص بيده، ضاحكاً - وهو يمر منتشياً بهرولة الإطارات - الى ساحة المسجد الفخيم الذي أمر رئيس الجمهورية ببنائه ومنَحه اسم "الفتاح العليم"، فاستبدله السائق ببساطة ودلالة مجلجلة توازي حجم الملايين التي تمّ صرفها على كل هذا البذخ، قائلاً للركاب: "إيه رأيكم نركن وننزل إحنا نصلي في مسجد أستغفر الله العظيم".

 ليست الوزارات وحدها التي تشهد هذا التشتت، بل الجامعات أيضاً، ومن قبلهما المناطق العشوائية التي أزيلت من وسط المدينة وحلت محلها أبراج ومبان فارهة، بينما انتقل السكان الأصليون إلى مناطق نائية، وهم يضطرون لهذا السفر يومياً من أجل الحصول على عمل حرفي وخدمي داخل المجمعات السكنية الجديدة وغيرها. إنه الخطر العمراني الذي لطالما حذر منه مختصون على مدار خمسين عاماً وأكثر، بل وتداوله الشباب الناشطون إلكترونياً قبل وبعد الثورة، كما صوت "اللجنة الشعبية للدفاع عن أرض مثلث ماسبيرو" ممن استطاعوا في العام 2011، عقب اندلاع الثورة، الحصولَ على موافقة رسمية لمخطط التطوير الذي طرحوه لمنطقتهم.

 يشمل المخطط إزالة العشش والبيوت المتهدمة من قلب القاهرة قرب مجرى النيل، وإقامة مجمع متكامل بدلاً منها يضم الأسواق الكبرى (المولات) والأبراج وفي خلفيتها مساكن كريمة لأهالي المنطقة ممن سوف يلبون حاجة الأعمال الحرفية فيها. لم يحدث أيّ شيءٍ من ذلك بطبيعة الحال. عصف المسؤولون بالمخطط المفعم بالروح الثورية، والذي انضم إلى سالفيه. هكذا يمتد أثر الفشل العمراني ليقضي بشكل شبه كامل على سلامة حركة المرور في تلك المدينة.

حاول سائق حافلتنا تفسير الأمر فقال: ربما تكونت بركة صغيرة للمياه في أحد المداخل والمخارج المؤدية لشرق المدينة حيث وجهتنا، وأدت إلى تفاقم الاحتقان. كان يفكر في حلولٍ للهروب ولا يجدها، كل الطرق الجانبية تنتهي به إلى المطاف نفسه، ولا فرق بين من يستقل حافلة مكيفة وبين من حمله سوء حظه إلى أخرى صفيحها المتهالك يشكو الحرارة في عز البرد. هو مسار لا مفر منه إلى أن تحين لحظة انعتاق.

عبث القاهرة

جربت في اليوم التالي طريقاً آخر بعيداً عن وسط المدينة. وعلى الرغم مما أكدته الأرصاد الجوية عن عدم احتمالية هطول المطر، لكنّهم وبكل أسف لم يذكروا حرفاً عن مآلات مسار موكب الرئيس! تركوني أتلقى هذا وحدي. هو بالأخير خطئي. كان عليً أن أتحلى ببعض الصبر وأكمل الاستماع للصوت البليد من راديو السيارة وهو يحكي عن افتتاح سيادته لمنشأةٍ ما في قلب حي السيدة زينب.

يمتد أثر الفشل العمراني ليقضي بشكل شبه كامل على سلامة حركة المرور في القاهرة. 

حسب علمي، لا يحظى "موكب الرئيس" بتشبيه بليغ في الأمثال الشعبية كما كان الأمر مع تعثر المدينة بالمطر. لعل هناك مئات الأمثال التي تحكي عن التعثر بالحاكم، ولكنني لا أستحضرها الآن. وإن غابت الأمثال فإن القصص التاريخي لا يغيب، فقد تواترت قصص المواكب من الأسر الفرعونية قبل الميلاد إلى أسر المماليك في القرن السادس عشر، إلى أسرة محمد علي مؤسس مصر الحديثة، إلى جمهورية الضباط الممتدة من عهد جمال عبد الناصر وحتى اليوم. عن تلك المواكب، أتوقف مع ما وثّقه الكاتب الصحافي "صلاح عيسى" في كتابه "هوامش المقريزي" حول تلك القرية المصرية التي نالت عقاباً شديداً بسبب مشاركة شبابها في ثورة 1919 وخلْعهم خطوط القطار المتجه للقاهرة. بعد حملة التأديب الواسعة التي شملت قص شوارب الرجال وإجبارهم على ارتداء ملابس النساء، وإمعاناً في العقاب الجماعي، أجبر ممثلو السلطة الأهالي على التراص وقوفاً عند مدخل القرية منذ الصباح، في انتظار مرور موكب الملك فؤاد غير المحدد موعده بشكل دقيق. مرت 7 ساعات طوال، تراخت فيها الرقابة الرسمية ذاتها، فقد ذهب رجالها للاسترخاء، ففكر أحد الرجال الذين تمت معاقبتهم بأن يرد الصاع صاعين، فاتفق هو وآخرون على الاختباء بين الزرع وترك الحمير على مدخل الطريق المعلقة عليه لافتات تقول: "نحن رعاياك جلالة الملك القدير".

أما من صفحات السير الشعبية القديمة، فكانت قصة البطل الشعبيّ "علي الزيبق" الذي بدأت قصته بوقفته لمراقبة مرور الموكب الفخم لرئيس الشرطة "الكلبي"، من الحي الشعبي الفقير، وكيف انتهى الأمر بعد انتصار الزيبق للحرافيش بأن يشهدوا مرور الرجل نفسه من أمامهم، لكن في موكب مغاير، حيث استقل الحمار بالمقلوب، وجهه وذيله وظهره لأذنيه، كما هي العادة الشعبية.

كان لدي فسحة من الوقت لأتذكر كل ذلك وأكثر خلال هذا الانتظار المثير للغضب في ذلك الطريق الذي يخترق جنوب القاهرة الفاطمية التاريخية، ومنه إلى الطريق الصحراوي السريع المحيط بها. أما هذا الرجل الذي شاهدته بالأمس، فلم يكن يملك رفاهية مثل هذا الانتظار الاضطراري، فنزل وهو يحمل ابنه المريض ذي السنوات السبع فوق كتفه ويمضي باتجاه مستشفى الأطفال الجامعي في "منطقة الدمرداش" التابعة لجامعة عين شمس. دائماً ما أرّقني هذا المشهد أكثر من غيره منذ استقراري في القاهرة قبل عشرين عاماً، ولكن الكتف الذي يحمل هذا الوزن غالباً ما يكون لسيدة هزيلة ترتدي الأسود وتمضي في طريق يفضي بها، هي ومثيلاتها، إلى العيادات الخارجية لأيّ من المستشفيات المركزية وسط القاهرة، التي على الرغم من كل ما يعتريها من نقص موارد وهرب الأطباء وتردٍ إداري، بقيت الملجأ الذي لا بديل له، وسط مخاوف من تصفيتها أو تحويلها إلى استثمارية أو نقلها إلى أرجاء بعيدة.

سخرية القاهرة

وجه ذلك الرجل الذي حمل ابنه المريض يشبه مئات الوجوه التي قابلتها في اليوم الثاني. إنهم أهل مصر على حالهم عبر كل المهالك والممالك التي مرت ولا زالت تمر. كانت المشتركات التي يمكن ملاحظة تكرارها على مدار اليومين كثيرة، لكنها كانت أكثر حدة وقدرة على إثارة الغضب والسخرية معاً حين اقترن الأمر بأننا، كبشر، أصبحنا عرضة للتخزين، لا لشيءٍ إلا لكي يمر الموكب.

بعد حملة التأديب الواسعة التي شملت قص شوارب الرجال وإجبارهم على ارتداء ملابس النساء، أجبر ممثلو السلطة الأهالي على الوقوف عند مدخل القرية منذ الصباح، في انتظار مرور موكب الملك فؤاد. مرت 7 ساعات طوال، فاتفق أحد الرجال المعاقَبين، مع آخرين، على الاختباء بين الزرع وترك الحمير على مدخل الطريق المعلقة عليه لافتات تقول: "نحن رعاياك جلالة الملك القدير".

‏لم يجد المنتظرون بطبيعة الحال رداً أبلغ من السخرية، وكانت صيدتهم الأولى السهلة المتوافرة هي الصور المتناثرة هنا وهناك للمار المنتظَر أي رئيس الجمهورية، والتي يزداد انتشارها باطرادٍ يشي باضطراب حسابات من يأمر بتعليقها. صورٌ من كل حدب وصوب، ممهورة بشعارات من كل لون، "يا باطيسطا" (1) كما نرددها في مصر: "المواطن أولاً.. الجمهورية الجديدة.. بطل مصر.. 8 سنوات من الإنجازات. وتحيا مصر..".

‏بدأ الأمر بهمهمات تحولت إلى لسعات أنفاس غاضبة ساخنة ثم بدأت نوبات الضحك. اتسع نطاق تبادل التعليقات من داخل الحافلة الصغيرة إلى ما يجاورها بعد أن فتح الجميع النوافذ وترجّل عدد من الركاب. نالت السخرية كل مناحي الحياة وعلى رأسها الغلاء، حتى الخوف من التلصص أصبح مجالاً للتلذذ بالسخرية من مقترفيه، ولم يسلم الأمر بالطبع من إشاعة بعض المعلومات التي ليست بالضرورة حقيقية، ومنها أن الموكب توقف وهو في طريقه لمدة نصف ساعة حتى يصلي الرئيس في مسجد السيدة عائشة .

 كانت اللافتات بالفعل هي المرمى الأول للتعليقات على لسان الجميع، رجالاً ونساءً، بلغة مهذبة وأخرى بذيئة، بشكل يجعلك تسأل كيف لم يخطر في بال من يصيغون الخطب الرنانة والشعارات الكبرى أنها يمكن عكسها والخروج من قلب متنها الى أعلى النقد، وفي بساطة شديدة. لم تشمل هذه المعادلة شخص الرئيس وحده أو كرسي الحكم وحده أو الحكومة وحدها، ولكنها طالت البلد نفسه، فضحك الجميع لكلام تلك السيدة الكبيرة في السن وهي تتخلى عن وقارها وتستبدل جزءا من الكلمة الأولى في شعار "تحيا مصر" بلفظة سب دارجة على الوزن نفسه. تجد نفسك تجفل ثم تضحك ثم لا تملك إلا أن تبجِّل هذه الفصاحة الشعبية اللغوية الملهمة. إن العامية المصرية بلا شك عبقرية تمشي على الأرض، يضاف إليها انتهاء موجات الغضب والسخرية على ألسنة الغالبية بالدعاء وسؤال الله النجاة من كل هذا الكرب.

لم يجد المنتظرون رداً أبلغ من السخرية، وكانت صيدتهم الأولى السهلة المتوافرة هي الصور المتناثرة هنا وهناك للمار المنتظَر، أي رئيس الجمهورية، والتي يزداد انتشارها باطرادٍ يشي باضطراب حسابات من يأمر بتعليقها.

بدأ الأمر بهمهمات تحولت إلى لسعات أنفاس غاضبة ساخنة ثم بدأت نوبات الضحك. اتسع نطاق تبادل التعليقات من داخل الحافلة الصغيرة إلى ما يجاورها بعد أن فتح الجميع النوافذ وترجّل عدد من الركاب. نالت السخرية كل مناحي الحياة وعلى رأسها الغلاء. حتى الخوف من التلصص أصبح مجالاً للتلذذ بالسخرية من مقترفيه. 

‏فتح الطريق أخيراً، عاد كلٌ إلى حاله، لكن الألفة التي خلقها الانتظار لم تكن قد تبددت كاملة، كانت حاضرة بشكل سحبني إلى ميدان التحرير قبل اثني عشر عاماً. أدفأتني هذه الألفة قليلاً. وقبل أن تفيض بي الذكريات فقت مرة أخرى على صوت الضحك. كان ضحك السائق نفسه هذه المرة، أشار بيده وهو يمر منتشياً بهرولة الإطارات، الى ساحة المسجد الفخيم الذي أمر رئيس الجمهورية ببنائه ومنحه اسم "الفتاح العليم"، لكن السائق استبدله في بساطة ودلالة مجلجلة توازي حجم الملايين التي تم صرفها على كل هذا البذخ، فقال: إيه رأيكم نركن وننزل إحنا نصلي في مسجد "أستغفر الله العظيم"

***

انتهت الرحلة كسابقتها بعد عددٍ من الساعات، انتهت بما حملته من أرقامٍ ومعلوماتٍ تم تداولها عشوائياً عن حال البنية التحتية في القاهرة، عن كمّ المساعدات والمعونات التي حصلت مصر عليها على مدار خمسين عاماً على الأقل واتهامات للمسؤولين بطبيعة الحال بالنهب.. عن مقارنة كل ذلك بتكلفة شراء الطائرة الرئاسية الجديدة، عن المديونيات الوليدة، ثم حديث مباغت الحضور والتلاشي عن ضرورة إيجاد مخرج من كل هذا الأمر. 

______________________

 1  - الباطيسطه، أو الباتيستا هى نوع من القماش كان مشهوراً ومنتشراً بين محدودى الدخل وكان متميزاً بتعدد الألوان وتباينها وسخونتها وربما فجاجتها.. أما "على كل لون يا باطسطه" فتعبير دارج بين المصريين عن الاختلاف، والعك، والتخبط وربما ايضاً التلون حسب الظروف.

مقالات من مصر

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

للكاتب نفسه

عيش.. حرية.. إلغاء الاتفاقية!

منى سليم 2024-03-29

هل يستقيم ألا تغيِّر الحرب على غزة موازين الأرض؟ أو لا يصير الى صياغة برنامج سياسي مصري ينطلق من إلغاء هذه معاهدة كامب ديفيد، وأن يكون ذلك ركيزة للتغيير الجذري...