في العام 2018، أُبلغتُ بعدم قبولي في "لجنة تحت التمرين" في جدول الأعضاء لنقابة الصحافيين المصرية. على الرغم من شعوري بالهزيمة وبالظلم، إلا أن نبأ تأجيل قيدي بالنقابة، ومعي ما يزيد عن 200 صحافي آخر، كان بنظري إشارة إلى الفساد والمحسوبية في نظام القيد ذاك، فغالبية المؤجَلين كانوا من أبناء جيل الثورة التي عصفت بنظام مبارك في 25 كانون الثاني/يناير 2011. يبدو أنّ صِدقنا في نقل الأحداث وثباتنا على مواصلة دورنا في توفير صحافة حرة، دفع من بيده الأمر وقتها إلى عدم الاعتراف بضمنا إلى نقابتنا، لنصبح أمام القانون بمثابة "منتحلي صفة صحافي"، على الرغم من مزاولة المهنة قرابة ثماني سنوات. قررت وقتها المضي في طريقي، ولم أكترث.
في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2022، وبينما كان الجميع مشدوهين بتنظيم مصر لمؤتمر المناخ COP 27، واستضافتها له، كانت ثلاث صحافيات مصريات قد اتخذن قراراً شجاعاً بالاعتصام والإضراب المفتوح عن الطعام داخل أروقة نقابة الصحافيين، بالتزامن مع المؤتمر العالمي، تضامناً مع الناشط المعتقل علاء عبد الفتاح ومعتقلي الرأي وعلى رأسهم الصحافيون المعتقلون على خلفية عملهم المهني. كان ذلك القرار بمثابة عودة الروح إلى أروقة المبنى المُكفّن وسط العاصمة القاهرة، والذي أصبح مهجوراً بعد أن كُبِّل بأغلفة من الخيش والردميات.
اعتصمت الشابات الثلاث، منى وإيمان ورشا، معلناتٍ استمرار ريادة الصحافيات في قيادة الاحتجاجات ضد السلطة كما حدث سابقاً في احتجاجات "الأربعاء الأسود" (1) في أيار/مايو من العام 2005. الاعتصام داخل أسوار النقابة وعلى سلَّمها الشهير هو تقليدٌ مصريٌّ، بلغ ذروته أيام مبارك مع احتجاجات الصحافيين المتتالية ضد السلطة ومشروع التوريث، وامتد حتى تظاهرات "جمعة الأرض" الرافضة لتسليم جزيرتي تيران وصنافير المصريتين إلى السعودية في العام 2016، والتظاهرة التالية في العام 2017 الرافضة لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والتي مثلت آخر المظاهر الاحتجاجية داخل النقابة قبل أن يصدر قرار بـ "تكفينها" سارٍ حتى اللحظة.
كنت مهددة بالفصل من العمل لرفضي الخضوع للرواية الرسمية التي حاولت – بالضد من أحكام القضاء والوثائق التاريخية - إثبات سعودية الجزيرتين. بعد يوم انطلق فيه آلاف من المحتجين في شوارع القاهرة وصولاً إلى النقابة، حاولنا أن نقدم الحماية لبعضٍ منهم، ومنعاً لاعتقالهم من قبل قوات الأمن التي قد لاحقتهم بالضرب، وكان ذلك أحد أبرز أسباب واقعة اقتحام تلك القوات للنقابة بعد أيام قليلة في سابقة تاريخية. أتذكر بعدها كيف هاجمت القوات الصحافيين على سلم النقابة واحتجزتنا داخلها بعد أن ألقت القبض على بعضنا، وقد تفاوضوا على خروجنا من "ممر آمن"، كان ممراً للهزيمة التي ألحقت بنا كجماعة صحافية لاحقاً.
ويجدر في آذار/مارس، شهر المرأة، أن نكتب عن الصحافيات، بعضهن، فلا مجال لإيفاء الجميع حقهن. وهذه شهادتي (2).
الصحافة كمسار
كغالبية أبناء جيلي، بدأ اشتباكي مع الصحافة والمجال العام مع الثورة المصرية في العام 2011. خلال سنوات عملي وغيري من الصحافيات أدركت أن هذا النشاط هو في الحقيقة جزء من نضال نسوي، نظراً لطبيعة التحديات التي تواجهنا كنساء. أدركت أنّ أقسى المعارك هي التي تفرض فيها الصحافيات وجودهنّ على الساحة، خاصة وأننا نصارع في مناخ قمعي أدواته الدين، العرف، المجتمع والسلطة. حسب مؤشر حرية الصحافة للعام 2022، الذي أصدرته منظمة "مراسلون بلا حدود"، ترزح مصر تحت مناخ "انعدام" حرية الصحافة، وتعج ببعض القوانين التي توصف بـ "القمعية"، تقوم على الرقابة الحكومية على الصحف، وتجريم الصحافة الإلكترونية، وتقييد العمل الميداني، ومنع تداول المعلومات، والتدخل في غرف أخبار الصحافيين.
وقد أشارت "منظمة العفو الدولية" في تقريرها السنوي إلى أن مصر تعد من أسوأ السجون بالنسبة للصحافيين في العالم (محتلة الترتيب 168 من أصل 180 دولة)، فيما جاء تقريرها للعام 2019 مشيراً إلى أن القاهرة من بين البلدان العشر الأولى عالمياً في احتجاز الصحافيات. وعلى الرغم من تلك الأجواء التي جعلت من عملنا الصحافي أقرب إلى المستحيل، فقد قررنا أنا وكثيرات مثلي أن نواصل.
رقابة
لم أكن الصحافية الوحيدة في السنوات الأخيرة التي لجأت إلى التعاون مع منصات صحافية غير محلية، في محاولة لممارسة حقي في العمل بسبب التعرض لمضايقات لا تحصى. كنت وقتها أحلم بالتغيير، مؤمنة بالقضايا التي لا بد وأن تنحاز إليها الصحافة في مواجهة سياسات السلطة، كما في الدفاع عن مصرية تيران وصنافير. كان إيماننا بقضية الدفاع عن الأرض سبباً في واقعة اقتحام النقابة في العام 2016. يومئذ أسرعت إلى المبنى العريق مع زملاء لحمايته، وقاومنا ثلاثة أيام داخل أسوار النقابة، محاصَرين من قبل قوات من الشرطة، إلى أن أفاقت الجمعية العمومية للنقابة من غفوتها واستمر توافد الصحافيين إليها، لتدشن جمعية عمومية تاريخية اتخذت قرارات استثنائية وقتئذ، كان من أبرز نتائجها إقالة وزير الداخلية، وتقديم الرئيس السيسي اعتذاراً واضحاً.
مر عام آخر وتم فصلي من العمل نتيجة التزامي بنقل أحداث اقتحام جزيرة ورّاق الحضر. يومئذ قررت أن أستمر في التغطية الصحافية طوال أشهر، كنت حينها أتسلل إلى المكان وحيدة أو بصحبة آخرين، ننجح حيناً في التغطية ونتعرض أحياناً أخرى للملاحقة الأمنية. لكن السكان الذين أدركوا أننا نحارب من أجل نقل صورة حقيقية عن الواقع وأن ما نقوم به هو جزء من مهمتنا المهنية، قرروا حمايتنا أكثر من مرة، ومنها تهريبنا على متن قارب.
تذكرتُ تلك الأحداث وغيرها وأنا أحتفل بكوني امرأة في شهر النساء حول العالم. أنا لا أقاتل وحيدة، لذا فقد تقاطعت كتابتي الذاتية مع رواياتهنّ عن أنفسهنّ.
صفاء.. حينما أصبحتُ أماً
لم تكن صفاء عاشور تعلم أنّ للأمومة ثمنا يُدفع. فعلى الرغم من تميّزها (3) لسنوات عديدة في عملها في إحدى الصحف المحلية، واجهت صعوبة جديدة حين قررت أن تصبح أماً. حاول المسؤولون في الصحيفة معاقبتها واستمروا في توجيهها للقيام بمهمات عمل صعبة أدت إلى تكرار إجهاض جنينها مرتين على التوالي، حتى استقالت وانتقلت إلى العمل كـ"صحافية حرة".
تقول صفاء: "حينما أعلمت مؤسستي بخبر حمْلي، هددني رؤسائي بإيقافي عن ممارسة عملي كمحققة صحافية"... على الرغم من أنّ قانون العمل المصري في تعديلاته المختلفة، وصولًا إلى التعديلات الأخيرة في العام 2022، منح في مادته رقم (50) للأم العاملة الحق في "الحصول على إجازة وضع لمدة ثلاثة أشهر" كما حظر في مادته رقم (51) "فصل العاملة، أو إنهاء خدمتها أثناء إجازة الوضع". ومعلوم أن هناك صعوبة للعاملات في القطاع الخاص تحديداً في الحصول على وظيفة خلال فترة الحمل، أو بداية الزواج، وقد أصبحت الأفضلية للرجال، أو لغير المتزوجات، ما مثّل أمام صفاء وغيرها من الصحافيات عائقاً لمسيرتهنّ. وهكذا فهمت أنه لا يوجد أي ضمانات لتنفيذ حقوق المرأة الحامل التي تنص عليها القوانين.
ولم تكن تلك المشكلة الوحيدة التي واجهتها. صفاء، كصحافية استقصائية ومدربة لصحافة وسينما الموبايل عانت من التمييز السلبي، تقول: "بعد سنوات الخبرة التي اكتسبتها لا أستطيع العودة للتوظف كمحررة مبتدئة في صحيفة محلية، ولكي أحصل على مركز مناسب لابد أن أكون رجلاً أو ضمن مجموعة المصالح". وقد عانت وأخريات من مسألة "التنميط" والصورة الذهنية السلبية عن المرأة في المجتمع التي ترفض الاعتراف بقدرة النساء على الجمع بين النجاح في عملها واستقرار أسرتها.
وقد أشار المرصد المصري للصحافة والإعلام إلى أن النساء في مصر يعانينَ من التمييز المهني والتفاوت الاقتصادي في الأجور على أساس النوع الاجتماعي، حيث تشير إحصاءات العام 2019 إلى احتلال مصر المرتبة 140 من إجمالي 153 دولة في مؤشر الفرص الاقتصاديّة للنساء، وهنّ يمثلنَ 24.7 في المئة من القوى العاملة، 20 في المئة منهنّ يعملنَ بعقود جزئية، ويبلغ متوسط دخل الرجل 3.8 أضعاف دخل المرأة. كما تعاني الصحافيات المصريات من العنف "السوسيو- اقتصادي" حيث التمييز المهني المرتبط بتعيينهنّ في وظائف مكتبية، خاصة الصحافيات غير النقابيات، إذ يعملن في ظروف عمل مُنهِكة دون وجود ضماناتٍ لحقوقهنّ.
إيمان: حينما قررتُ أن أكون نقابية
ارتأت إيمان عوف أن تتقدم في العام 2019 للترشح على مقعد بمجلس نقابة الصحافة. وعلى الرغم من مشاركة النساء في تأسيس النقابة، إلا أنهنّ لم يحظين بتمثيل ملائم فى مجالسها المتعاقبة، فمنذ العام 1941 وعبر 82 عاماً، لم تصل سوى 10 صحافيات فقط إلى تلك المجالس. وهو ما لا يتناسب مع عدد النساء داخل النقابة الذي تخطى الـ40 في المئة. لذلك ترى إيمان ضرورة تبني مجلس النقابة استراتيجية واضحة تضمن تفعيل دور النساء داخلها، لأنّ عدم التمثيل الملائم من شأنه التأثير على وضع الصحافيات وعدم مراعاة قضاياهنّ ووضعها ضمن أولويات النقابة، خاصة في مواجهة قضايا العنف الجنسي الذي يتعرضنَ له أثناء عملهنّ أو بسببه.
وتستنكر إيمان التي تعدّ من أبرز "المشاغبات" في العمل النقابي، الأداء النقابي برمته الذي يترأسه رجال فقط، تقول: "على الرغم من الحديث الكثير عن الانتهاكات الجنسية والمؤسسية ضد الصحافيات، إلا أن النظرة التقليدية بخصوص حقوقهن، خاصة لدى النقابيين القدامى، ظلت ذكورية تماماً، بل تفاقمت، وهو ما دفعني إلى الخوض في معركة يتصدرها الرجال منذ تأسيس النقابة. قررت المشاركة للدفاع عن الصحافيين وقضاياهم بشكل عام، وكجزء من النضال النسوي الذي أؤمن به وبكون الصحافة أداة أصيلة لتحقيقه". وقد شرعت منذ سنوات في الدعوة إلى تدشين لجنة للمرأة داخل النقابة، قوبلت بالرفض من الصحافيين أنفسهم، معللين ذلك بأن التقسيم النوعي لأعضاء النقابة مؤشر خطر، وأن مكان الحديث عن أزمات النساء ليس أروقة النقابة، بل داخل المجلس القومي للمرأة، أو منظمات المجتمع المدني، بل ووصل الأمر إلى إنكار ما تعاني منه بشكل خاص النساء الصحافيات.
إيمان تعمل في الصحافة منذ العام 2002، وقررت الإضراب عن الطعام والاعتصام لأكثر من ثلاث مرات متتالية، بسبب تعنت رئيس تحريرها آنذاك في عدم الموافقة على تقدمها للقيد بالنقابة لأنها امرأة. فالأولوية في التعيين كانت للرجال، ما أجّل قيدها بالنقابة لمدة سبع سنوات. مع بزوغ الثورة تقاطعت السبل في المواجهة لديها ما بين الميدان والمشاركة السياسية ثم الإضراب عن الطعام لمدة 11 يوماً لقبول أوراقها.. قاومت حتى انتصرت.
أمّا عن المشكلات التي تواجه الصحافيات في مصر، تقول: "نحن نساء في بلد لا يحترم النساء، وبالنسبة للمجتمع الصحافي، فهو لا يتطرق إلى تمكين النساء، سواء على المستوى المهني أو النقابي أو الاقتصادي، ولا توجد حماية اقتصادية للصحافيات في ظل الأعباء المتزايدة، كوننا نسهم في الإنفاق على الأسرة إلى جانب بنود إضافية لتدبير الحماية اللازمة أثناء العمل، ما يترتب عليه مصروفات إضافية عن الزملاء من الرجال الذين لا يتعرضون للانتهاكات مثلنا. وعلى الرغم من ذلك كله، تتلقى الصحافيات أجوراً أقل من الصحافيين".
كانت قناعاتها الفكرية تدفعها إلى الاشتباك في معارك متقاطعة بين الذات والمجتمع. تعرضت للتنمر في بداية عملها، حين بدأت العمل في ملف العمال الذي سيطر عليه الصحافيون من الرجال فقط وقتئذ، لكنها لم تبالي وأثبتت كفاءتها، ما فتح المجال لفرض صحافيات أخريات أنفسهنّ للعمل في الملف. تقول إيمان: "هناك تنميط سلبي ضد الصحافيات من الدولة والمجتمع وفي داخل الجماعة الصحافية نفسها، كما أنهنّ يمثلنَ الحلقة الأضعف التي يسعى النظام من خلالها إلى إبطال أي صوت صحافي احتجاجي، وقد بدأ ذلك مع أحداث "الأربعاء الأسود" وكنت إحدى ضحاياه، واستمر حتى الآن. لذا أرى أن الدولة بكافة أجهزتها ضد النساء والصحافيات".
رشا عزب الصاخبة، الصلبة والرقيقة في آن
تقول رشا عزب عن نفسها: "أحياناً تكون صورتك عن نفسك هي النقيض لصورة الآخرين عنك. يظل الصراع بين الصورتين متوهجاً ممتداً، كل شيء يدفع جسدي للرياضة العنيفة، بينما يكتشف عقلي سحر القراءة ونشوة الكتابة والمسرح والسينما. جاءت الأقدار متعاكسة" (4). يصعب تقديم رشا بسبب شخصيتها المركّبة، بلا افتعال ولا ادعاء. هي هكذا. لم تتوقف عن النضال في كافة الميادين، بإصرار صلب لا يهاب التهديدات القمعية ومعها التنمر الذكوري البشع.
منى.. أن أكون سياسية
في العام 2014، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على منى سليم، أثناء تغطيتها تظاهرات أنصار جماعة الإخوان المسلمين في "منطقة الزيتون" في العاصمة القاهرة، وسط استهجان من الجماعة الصحافية وبعض السياسيين حينئذ لما وصف بأنه "غباء سياسي" من السلطة. فمنى التي ارتأت ضرورة تداخل العمل الصحافي مع هموم الوطن والمواطن، هاجمت وبشدة التبريرات الواهية التي باتت مكتسحة للواقع، حيث يهاجم الصحافيون أصحاب "وجهات النظر" ويتهَمون بأنهم غير حياديين أو غير مهنيين. تقول منى: "أرى أن هناك تقاطعات أساسية بين الصحافة والسياسة والمجتمع. فقد خضت التظاهرات التي خرجت من الجامعة مع بداية الألفية الثالثة، تزامناً مع انتفاضة الأقصى، واتضح لي أن الصحافي لا بد أن يشارك في الأحداث العامة والقضايا الكبرى السياسية والاجتماعية؛ وذلك بأن يعتبر الصحافي مهنته هي أداته للمشاركة في التغيير، كما يجب أن يكتب ملتزماً بالقواعد المهنية". كما تعرضت منى للتوقيف والاحتجاز لأكثر من مرة من قبل قوات الشرطة، بداية من أحداث سقوط صخرة الدويقة (5)، وغرق مركب رشيد (6)، ومع الاحتجاجات المعارِضة لتطبيق قانون التظاهر.
تعترض منى على استخدام تعبير "الحياد" وترى أن الصحافة يجب أن تظل منحازة للقيم والقضايا الكبرى، ومن هنا انطلقت في رحاب الصحافة رغم وصفها من قبل مؤيدين للسلطة بأنها "ناشطة - مناضلة"، بسبب اهتمامها وانحيازها لقضايا سياسية رئيسية داخل وخارج مصر. وتعطي مثالاً (7) : "في يوم 25 يناير/ كانون الثاني من العام 2011، قررتُ وأصدقاء يهتمون بالعمل السياسي والحزبي أن ننظم تظاهرة في إحدى المناطق القريبة من وسط القاهرة، كنت أشارك حينئذ بصفتي الصحافية وكناشطة سياسية والأهم كمصرية. وبعد انطلاق التظاهرة علمتُ بانطلاق تظاهرة أخرى في إحدى مناطق شرق القاهرة، وهنا كان عليّ الاختيار في أن أكمل المسيرة كناشطة ومواطنة أو أنطلق كصحافية أؤدي مهام وظيفتي لتغطية التظاهرات. انتصرت الصحافية في داخلي وقررت العمل، لكن ذلك لم يمنعني من الانحياز إلى الثورة التي آمنت بها قلباً وقالباً".
نعم أنا صحافية.. وأقاوم الاكتئاب
05-10-2017
ترفض منى تقزيم دور النقابة في مجرد خدمات مقدّمة للصحافيين، فتراها مقراً لممارسة الحريات، ومن هنا جاءت فكرة تنظيمها وزميلاتها للاعتصام والإضراب عن الطعام داخل النقابة. تقول: "لم أترشح سابقاً في انتخابات نقابة الصحفيين، إلا أنني مارست العمل النقابي حينما اعتصمت لأكثر من مرة ضد رئيس تحرير سابق، للمطالبة بحقي في التعيين أنا وزملاء، واهتممت بتمثيل صوت الصحافيات في قضاياهنّ الشخصية والمهنية، ومن هنا جاءت فكرة تكوين مجموعة "صحافيات مصريات" التي تعمل على فضح المتحرشين من الزملاء والعمل مع الصحافيات في قضاياهنّ النسوية".
… لم ينتهِ حديثنا بعد. ففي صدر كل واحدةٍ منا أطنان من القضايا العالقة التي نحاول إيجاد حلول لها، بدء من المستوى المتدني للخطاب الصحافي عن قضايا العنف ضد المرأة، الى قضايا تمكينها... الى سائر هموم مجتمعاتنا. وسنواصل.
1 - حين اعتدى بعض مؤيدي رئيس الجمهورية في حينه، حسني مبارك، بحضور رجال الأمن، جنسياً وجسدياً على الصحفيات المتواجدات وعلى المتظاهرات أمام نقابة الصحافيين اعتراضاً على التعديلات الدستورية التي أجراها الرئيس السابق في 2005، المعروفة "بمواد التوريث"، وكان من بينهن نوال علي وعبير العسكري وشيماء أبوالخير وإيمان طه.
2 - مقالات رباب عزّام في "السفير العربي":https://bit.ly/3Fy2pwr
3 - نصوص وتحقيقات صفاء عاشور في "السفير العربي": https://bit.ly/3n1MG2w
4 - رشا عزب "كيف فعلْتها كل تلك السنوات يا جسدي" https://bit.ly/3TmFTwd
و"أنا أقف خلف رشا عزب"، منى سليم، "السفير العربي": https://bit.ly/3yE6nQt
5 - انهيار الجبل الذي تقوم فوقه وأسفله مساكن في "منشية ناصر"، في أيلول/سبتمبر من العام 2008، وفي قلب شهر رمضان، وقد دمر أكثر من 166 مسكنًا، وراح ضحيته نحو 119 شخصاً، وأصيب 55 آخرين، حسب البيانات الرسمية.
6 - "السفير العربي" في 22-09-2018: "هدأ الشاطئ ولم تستقر الاعماق". https://bit.ly/3lkJq1A
7 - "السفير العربي" في 14-08-2022: "شهادتي عن تمرد ورابعة. الفواتير المؤجلة" https://bit.ly/3TAsBfX