"حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات" BDS هي طبعاً حركة سلميّة ولدت في 2004 من اجتماع عشرات المنظمات السياسية الفلسطينية والجمعيات المدنية المتنوعة، وأصدرت إعلان مبادئها وما انفكت مذاك تطوره، فتدقق في ميادين عملها وتحسّن ضوابطها وتقيم نتائجها بعدما اتسعت عالميا لتشمل ألوف المنظمات والروابط في العالم بأسره، من نقابية ومهنية ومدنية كما شخصيات ثقافية وفنية وأكاديمية وما يقال له "ضمائر"، أي هؤلاء الذين تمكنوا من النطق باسم إنسانيتهم الشاملة، سواء بفضل تجربتهم النضالية أو قوة الانجاز إلخ.. و BDS تعقد ورشات عملها في كل مكان، وتتبادل خبراتها وتتراسل مع لجنة المقاطعة الوطنية BNC في فلسطين وممثليها المعتمدين في العالم. وهذه "أممية" مرنة بالطبع، وإن كان هناك مبادئ هامة لا يمكن أبداً انتهاكها وعلى رأسها مناهضة كل عنصرية، ومن هذه استهداف اليهود بوصفهم يهوداً، وهو تعريف "معاداة السامية"، التهمة العزيزة التي يستخدمها الصهاينة كذباً حيال كل نقد لإسرائيل.. ساعين لإرساء معادلة أن "مناهضة الصهيونية هي الشكل الحديث لمعاداة السامية"!
ولأن حركة المقاطعة ناجحة وجامعة، ولأنها وسيلة صائبة لتأطير المواقف والجهود، ولأنها تستدعي تاريخاً طويلاً من النضالات في العالم بأسره، بما يتجاوز النضال ضد نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ويسبقه (غاندي نفسه، وقبله في بلادنا فتوى الشيرازي بتحريم التنباك بمواجهة الاستعمار الإنجليزي، وكثير غير ذلك وفي كل مكان..)، ولأن إسرائيل مؤسَّسة على انتهاكات لا يمكن سترها، مهما بلغت قوة العنف المتصاعد أبداً الذي تلجأ إليه، ومهما كان عمق التواطؤ معها، فقد أخافتها حركة المقاطعة فاعتبرتها "تهديداً استراتيجياً" ورصدت رسمياً أكثر من 120 مليون شيكل في الميزانية لمحاربتها، وعقدت مؤتمرات أعلنت فيها عن التصفيات المدنية (؟؟) للنشطاء، كما طلبت رسمياً من الحكومات الغربية اتخاذ مواقف وتدابير ضد مناضلي الحركة ونشاطاتها.. وهاجمت في طريقها الاتحاد الأوروبي لوسمه بضائع المستوطنات الداخلة إلى سوقه..
وأما آخر الابتكارات فإنشاء وكالة متخصصة لمحاربة الحركة، والإعلان عن مهامها التي تندرج تحت عنوان "نزع الشرعية عن حركة المقاطعة". كيف؟ بملاحقة المناضلين وكل الناشطين، وبـ"تسويد" سمعتهم بالفضائح (المفبركة) و"سوى ذلك"، ومنه الاستعانة بمكاتب استشارات قانونية وإعلانية وعلاقات عامة، إضافة للعلاقات الدبلوماسية وللتواطؤات المعتادة.. وكذلك الاستعانة بوحدات خاصة من الموساد.
ليس الأمر مزاحاً. والحركة بمجملها، و"اللجنة الوطنية" المنسِّقة لعملها، مستهدفة... والتتمة لاحقاً!
إفتتاحية
ابتكارات إسرائيلية!!

مقالات من فلسطين
حرب تجريبية: من الصواريخ إلى لعبة "الروبوتات"
لم تنته اللُعبة بالنسبة إلى الاحتلال الإسرائيلي. لعبة بدأت منذ أشهر الحرب الأولى، حين كان الجنود يصوِّرون فيديوهاتهم وينشرونها عبر تطبيق "تيك توك". مقاطع مختلفة لجنود يُهْدون أطفالهم في أعياد...
فلسطين وأهلها في لوحات رسام روسي من القرن التاسع عشر
تَمثَّل هدف بولينوف الإبداعي في تجسيد المشهد التاريخي عبر أعمال تتناول مواضيع الإنجيل، وإعادة إنتاج تفاصيل المشاهد بدقة متناهية، أي ترجمة النصوص المقدسة إلى لغة واقعية. هذه "التأملات الفلسفية"، التي...
غزّة.. أكلها الذئب
عُدت إلى المدينة، وهي لم تزل بعيدة عن تلك التي أعرفها. أفتحُ الشباك، أشعرُ بها شاحبة، متألمة، بلا ضجّة، ولا ضوضاء، ولا أطفال يلعبون. حتى في ذلك الوقت، الذي كانت...
للكاتب/ة
حوار مع نهلة الشهال: بوصلتنا الاستمرارية في «البحث وسط الخراب عما ليس خرابًا»
في الحوار مع «الفيصل» تكشف الشهال عن مسار طويل من الالتزام الفكري والسياسي، يمتد من تجربة اليسار الجديد في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلى تأسيس منصة «السفير العربي» التي صارت...
صون شعاع الأمل المتجدِّد
هذا صراع عنيف وشرس، لم يتوقف يوماً، منذ فجر التاريخ وإلى اليوم. ينتصر الخير أحياناً، وينتكس في أحايين أخرى، وينهزم مرات. وحين ينتصر، يُصاب البشر بالنشوة، وحين ينهزم يهبطون إلى...
العبودية الجديدة
لم تولد بشكل مفاجئ هذه الحال، التي تعيشها البشرية اليوم في كافة الميادين، السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية. لم تولد مع الحرب الإبادية على غزة، الدائرة منذ عامين بوحشية نادرة....




