الاسم يستحضر المقاومة التي انخرط فيها أهل المدينة ضد المحتلين الأمريكان والانتقام البشع الذي تعرضوا له. وهو يستحضر كذلك فتح بيوت كربلاء لأهلها الفارين من حصار الاحتلال الأمريكي وقصفه وتنكيله، وكيف خرج الكربلائيون لملاقاتهم في الطريق. والمدينتان قريبتان جغرافياً. كما أن الفلوجة متاخمة لبغداد، وقد هب لنجدة أهلها وإسعافهم بالمؤن سكان "مدينة الثورة" (أو "الصدر" حالياً). هل حدث ذلك في زمن غابر سحيق؟ بالقطع لا، بل منذ عقد ونيف.. وفي شهر رمضان وقتها، كما نحن اليوم.
وهذه وقائع عنيدة وليست رومانسية.
بعد ذلك تعرض العراق إلى أهوال لا تقل عن الحروب والحصارات التي مرت عليه، وطُبقت فيه وعليه "عملية سياسية" مشوِّهة تقوم على "المحاصصة المذهبية"، وتفتح الباب على مصراعيه لمزيد من انهيار مؤسسات الدولة (بما فيها الجيش والأمن)، وللنهب المنظم لكل موارده بفضل منطق الصراع على تعظيم الحصص تلك. وجرى في كثير من المرات تغليف شهية النهب بحجج تبريرية، منها تصحيح مظلوميات سابقة أو الانتقام من الآخر الذي كان متجبِّراً ــ أو يُفترض به أنه كان كذلك ـ وبات مستضعَفاً. ولم يبق طرف دولي أو إقليمي لم يصنع له جهة عراقية تستقوي به ويوظفها هو في أغراضه. وصُمّت الآذان عن مطالبات مشروعة، كما في اعتصام الانبار الذي استمر لعام كامل وفُض بالقوة مطلع 2013. وحين احتل داعش الموصل بيسر مدهش وبلا قتال، في مثل هذه الأيام قبل عامين، وتمدَّد، افتضح بما لا يقبل المكابرة مبلغ الخراب المتعدد الذي لحق بالعراق، البلد الزاوية في المنطقة، هائل الإمكانات البشرية والمادية، الواقع بين طموحين "امبرطوريين" إقليميين، علاوة على العبث الأمريكي المستديم به.
معركة تخليص الفلوجة من داعش جوهرية ليستعيد البلد بعض قوامه. فلو جرت بشكل كارثي على أهل المدينة، تنكيلا بهم واضطهادا لهم، فستكون مصيبة تعزز مصائب ستليها، قد تصل الى تقسيم العراق وفق "مخطط بايدن" أو وفق أطماع هذا أو ذاك، واحد بالموصل والآخر بالبصرة، وثالث بجمهورية كردية.. وبعد تحرير الفلوجة من داعش - وحتى يمكن تحرير الموصل - فيُنتَظر أن تستعيد مكانتها اللائقة في البلد، كما ينبغي وكما هو ضروري.. للبلد نفسه.
إفتتاحية
الفلّوجة

مقالات من العراق
هؤلاء هم الذين قمنا باحتلالهم: أن يزورنا ابن جندي بريطاني حارب في العراق 2003
"ليس هناك قدر كافٍ من الأسف يمكن تقديمه، ولكن ما أراه مُدهشاً هو أن عراقيَيْن، وبريطاني، يمكنهم الجلوس هنا واحتساء القهوة، ذلك جميل!". وهو محق. أمر جميلٌ أن يجالس الناس...
تطبيق «العفو العام» في العراق.. 200 ألف دولار للملف الواحد!
لا توجد إحصائية رسمية عن عدد السجناء في العراق، لكن أرقاما متضاربة تؤكد أنها تقارب مائة ألف سجين، يتوزعون على سجون وزارات العدل والداخلية والدفاع، بالإضافة إلى سجون تمتلكها أجهزة...
«حرب التسريبات» تتصاعد.. من يعبث بالمشهد السياسي؟
الوضع السياسي الحالي، وبعد قرار الصدر بعدم المشاركة في الانتخابات وارتفاع نسبة العازفين، يضع الكتل السياسية تحت ضغط كبير، مما يدفع بعض الأطراف لصناعة أزمات طائفية أو سياسية سعياً لتأجيل...
للكاتب نفسه
لبنان: من هو الوطني اليوم؟
الوطني اليوم هو من ينوي لملمة كل تلك التقرُّحات وكل ذلك العفن. أن ينوي أصلاً، ويعلن عن ذلك، فهي خطوة إيجابية. وهو سيواجه مقاومة عنيدة من المستفيدين من واقع الحال...
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
الوحش الكاسر... الوحوش!
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.