حملَت جمعية "شاشات لسينما المرأة الفلسطينية" على مدى 18 عاماً ممتدة إلى اليوم مئات الأفلام القصيرة والطويلة، الوثائقية والتسجيلية، إلى كل ركن في فلسطين وخارجها، واضعةً نصب عينيها هدف تمكين وتطوير تعبير النساء الفلسطينيات عن أنفسهنّ – بقضاياهن الخاصة والعامة - عبر السينما. وقد تخطّت الجمعية عبر السنين، وبجهد، عوائق المنع والحواجز والقيود على حركة البشر والثقافة كذلك، ما بين منطقة فلسطينية وأخرى، فحرصت على أن تقيم مهرجانات أفلامها الدورية وعروضها ومناقشاتها في الضفة والقدس وأيضاً في غزة، وأن تصل إلى المدارس والجامعات والمخيمات وتفسح المجال أمام فئات عمرية شابة وصغيرة للتعبير عن أفكارها بالصوت والصورة.
بناء على تلك المسيرة الغنيّة، أتى تكريم "مهرجان الجزائر الدولي للسينما" في ختام دورته الحادية عشرة (أقيم من 2-10 كانون الأول/ ديسمبر 2022) لجمعية "شاشات سينما المرأة الفلسطينية" تقديراً لعملها الدؤوب والجدي منذ عام 2005 و"التزامها بإتاحة الثقافية السينمائية للجميع من خلال عروض ونقاشات أفلامها". فبجوار عرضٍ بصري عن مجمل أعمال "شاشات"، مُنِحت الجمعية جائزة تقدير المؤسسة السينمائية في المهرجان.
____________
من دفاتر السفير العربي
كاميرات نساء فلسطين وشاشاتهن
____________
وقد جاء في بيان "شاشات" حول الحدث: "تطرق العرض البصري إلى إنتاج "شاشات" منذ تأسيسها، مئة وعشرين فيلماً قصيراً من روائي ووثائقي وتجريبي لمخرجات شابات تلقين التدريب والدعم والمتابعة من برامج شاشات الإنتاجية، كما 25 حلقة نقاش تلفزيونية لبعض هذه الأفلام بثت كلها على الفضائيات الفلسطينية، وترجمة ستة أفلام دولية إلى اللغة العربية، بالإضافة إلى تنظيمها إحدى عشرة دورة لمهرجانها وجولته الوطنية "مهرجان شاشات لسينما المرأة في فلسطين" والذي يتم افتتاحه في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل أن يتوحد شطرا الوطن برؤية سينمائية لا تفرّقها الحدود السياسية ولا الجغرافية"...
أصدرت الجمعية أيضاً خمس دراسات حول قطاع السينما الفلسطيني النسوي وأضرار الحرب على غزة (عام 2014) على الإنتاج الثقافي والسينمائي، وتتيح مكتبة متخصصة حول الأفلام وقاعدة بيانات إلكترونية عن السينما الفلسطينية، كما أن حلقات نقاشات أفلامها دارت في 265 موقع، ما أتاح الفرصة عبر السنوات للآلاف بالمشاركة في مشاهدة ونقاش الأفلام.
وتعبّر جمعية "شاشات" عن دافعها الرئيسي لقيامها بما تقوم به، إلى جانب إيمانها العميق بالمساواة بين الجنسين وبالسينما كأداة تعبير فعالة، فيشرح بيانها أن الوضعَ السياسي الفلسطيني "ولّد صورة نمطية عن فلسطين تركز بشكل خاص على المرأة الفلسطينية كضحية"، بحيث أن هذه الصورة قد شتتت الانتباه طويلاً عن زخم المجتمع الفلسطيني كمنتِج للمعرفة والثقافة والفن، خالقة تصوراً عن فلسطين كمكان "لا تتحدد ملامحه إلا من خلال الاضطهاد والحرب، غير قادر على تنظيم وإنتاج التصورات الغنية والمركبة الخاصة به". إلّا أن شاشات واظبت على الإيمان بمقدرة المرأة والفلسطينيين عموماً على إيجاد اللغة الفنية والبصرية والكلامية للتعبير عن أنفسهم، وبالتالي حرصت على توفير الأدوات والمساحة لذلك.