"شاشات" لسينما المرأة في فلسطين: حفر في الواقع

هي واحدة مما يسمى «المنظمات غير الحكومية» (NGO) المنتشرة بكثرة مرعبة في المنطقة العربية والتي تتلقى تمويلا من مؤسسات دولية، رسمية وغير رسمية، من دون أن يرتبط نشاطها بحاجات الواقع المحلي أو حتى بتصوّر عنه.سوى أن «شاشات» تقوم فعلا بدورها كما تعلنه في بياناتها، وتفعل ذلك باتقان، فيغيب عنها الوجود الشكلي الذي قد يطبع العديد من الجمعيات المذكورة. وهي على ذلك تحفر
2014-03-12

شارك

هي واحدة مما يسمى «المنظمات غير الحكومية» (NGO) المنتشرة بكثرة مرعبة في المنطقة العربية والتي تتلقى تمويلا من مؤسسات دولية، رسمية وغير رسمية، من دون أن يرتبط نشاطها بحاجات الواقع المحلي أو حتى بتصوّر عنه.
سوى أن «شاشات» تقوم فعلا بدورها كما تعلنه في بياناتها، وتفعل ذلك باتقان، فيغيب عنها الوجود الشكلي الذي قد يطبع العديد من الجمعيات المذكورة. وهي على ذلك تحفر وتترك أثراً اجتماعياً في مجالها. شاشات جمعية ثقافية متخصصة بتطوير قدرة النساء الفلسطينيات على التعبير سينمائياً، ما لا يمنعها من الاهتمام بالسينما الفلسطينية إجمالا، أي بكل إنتاجها، «حتى» بذاك الذي يُقْدم عليه الرجال! المؤسسة تدرب وتؤطر انتاج أفلام قد تكون في غاية القصر ولا تتجاوز بضعة دقائق، وقد تكون أطول، وهي على أية حال وثائقية أو روائية.
وتقيم شاشات مهرجانات لهذه الأفلام، وتواكب تطور المبدعات، وتتنقل بأفلامهن كما بأفلام مستضافة لمخرجات عربيات وعالميات في كافة أنحاء الضفة والقدس، وقد طورت منذ وقت قريب حضورها في قطاع غزة. ويعلن موقعها أن التشطير الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وممارسات الإغلاق والمنع والحواجز، تمثل كلها عوائق كبيرة أمام نضوج المشاريع الثقافية، وبالأخص منها السينمائية التي تتطلب إمكانات ليست فردية، ومدى مفقود هنا.
كما تهتم «شاشات» بالوصول إلى المناطق والشرائح المهمشة (ما تسميه «ضعيفة التمثيل» أو الحضور) في فلسطين، وتعقد لهذه الغاية صلات بعشرات الجمعيات المحلية، بغاية إشراكها في ما تنتج، فتنقل شاشاتها إلى تلك الأماكن، مدناً وقرى ومخيمات، وجامعات ومدارس، وتُري قاطنيها أفلاما، وبالأخص تلك التي صنعتها نساء فلسطينيات، شابات على الأغلب، مما يتعرفون فيه على أنفسهم، وهو يشبههم.
تأسست شاشات منذ عشرة أعوام وأقامت في الخريف الفائت مهرجانها السينمائي السنوي التاسع بعنوان «مخلَّفات»، حيث سلّطت المخرجات الشابات الضوء على «ما يودّن أن يكون منبوذاً اجتماعياً، والمتعلق بنمطية التفكير حيال المرأة، والنميمة التي تحد من قدراتها وتقيّد أمالها، والتحرش اللفظي والبصري في الأماكن العامة، بالإضافة إلى تهميش المرأة المسنّة والمرأة المقعدة وعدم السماح لهن بالحياة الطبيعية، وتحطيم أمال الشباب بصنع مستقبل نتيجة البطالة والدمار البيئي، بالرغم مما هو محيط بنا من جمال في بحر غزة وجبال الخليل». ومن عناوين الأفلام الاخيرة: «هُشّ!» و«منشر غسيلو» و«ع الفرازة يمّا»...
وهي جزء مما رغبت بقوله المخرجات الـ14 في أفلامهن، التي جرى تقديمها في مئة عرض، وفي عشرين مدينة وستة مخيمات، وذلك بالتعاون مع اثنين وعشرين مؤسسة، وسبع جامعات. وكانت شاشات قد أصدرت كتابا توثيقيا (271 صفحة) بعنوان «عين على سينما المرأة الفلسطينية»، قدمت له علياء أرصغلي، مؤسِّستها ومديرتها العامة. كما تدير المؤسسة ناد أسبوعي للسينما، ولديها مكتبة سينمائية ثرية.
... وكل ذلك لأن «الثقافة حقٌ من حقوق الإنسان»، وكل ذلك من اجل «تعزيز النسيج الوطني الفلسطيني».
برافو!

http://www.shashat.org/new/