النغمة ليست مقتصرة على الزعماء العرب! نتنياهو أيضاً يستخدم "إلى الأبد"، وإنما بصدد الجولان. وسبق له أن قالها بخصوص القدس عاصمة إسرائيل "الأبدية". لم يسأل نفسه عن ابتذال التعبير وعقمه، بما أنه وجماعته هم أبطال فبركة التاريخ واستيلاده "براهين" على صحة ما يدّعون.. بلا خوف من تهمة العته.
وأما الواقع الذي يدّعي نتنياهو أنه "حان أوان إقراره بعد 50 عاما" (أوف!) فهو احتلال الهضبة في حرب 1967، ثم إعلان تل أبيب ضمّها بنهاية 1981، منفردة وبالضد من العالم كله، بقوانينه التأسيسية، وبأممه المتحدة وقراراتها، وبدوله كلها بما فيها الحلفاء الأقرب لها. الحجة وقتها كانت أن الجولان مهم من الناحية العسكرية الإستراتيجية لأمنها، فهو مطلّ على كل فلسطين المنبسطة أمامه فيمكن رؤية عكا وحيفا على البحر من أعلاه. ثم دُفع بحجج المياه، ثم الزراعة ثم السياحة.. كدلائل أيضاً (جديرة بالفكر الاستعماري) على القدرة على تطويره. وأما "عشرات المعابد اليهودية" التاريخية التي يحتويها، فحجة مبتكرة منذ أيام للقول إنه "كان جزءاً من أرض إسرائيل القديمة"، وأنه كان لـ "19 عاماً تحت الاحتلال السوري"!
من بقي من سكان الجولان على أرضهم (حوالي 20 ألفاً من أصل ما أصبح 800 ألف نازح في الداخل السوري اليوم)، رفض بعناد استلام الجنسية الإسرائيلية وبقي مكتفياً ببطاقة "إقامة دائمة" هشة. وكانت صدرت فتاوى من مشايخ الدروز، وهم أغلبية السكان، بالتحريم. وقد جرى استجلاب 20 ألف مستوطن أغلبهم من الروس إليه.
يمكن لنتنياهو أن يعقد ما يشاء من اجتماعات لمجلس وزرائه في مستوطنة بالجولان، ويمكنه أن يقول لكيري بعد أوباما، ثم لبوتين، ما يشاء، ويمكنه أن يحلم بالجولان كـ "جائزة ترضية" مقابل الاتفاق النووي الأميركي الإيراني، أو مقابل "عدم معارضته" المحادثات الدائرة في جنيف بشأن سوريا.. تبقى هضبة الجولان "محتلّة"، وإلا فعلى إسرائيل المطالبة بكل أرض عليها كنيس قديم (على فرض!).. وهذا يعني العالم كله.
إفتتاحية
''إلى الأبد''
مقالات من سوريا
بعد الحرائق الأخيرة: الزيتون السوري ليس محصولاً استراتيجياً!
وقع النصيب الأكبر من الحرائق الأخيرة في محافظتي"اللاذقية" و"حمص". ووفق معلومات محلية مصدرها مديريات الزراعة في هاتين المحافظتين، فإنّ هناك ثمانين موقعاً اشتعلت فيها النيران بشكل مفاجئ، ودفعة واحدة، مما...
سوريا: "التعافي المبكر" حاجة ملحة للسوريين أم استجابة لرغبات المانحين؟
مع تتابع الانهيارات الشاملة في البلاد على كل الصعد، تصاعَد الفوران السوري في رغبة الخروج من البلاد، وهو ما قاد ــ بالمجمل ــ إلى تفكير الداعمين والمانحين في تغييرٍ استراتيجياتهم،...
خرائط التنمية المفقودة في الساحل السوري
حضور السلطة المركزية في المشاريع الأصغر، المحصورة في خدمة أهالي الإقليم، يقرّ مركزياً، بعد اقتراح مجالس المدن والبلدات المعيّن أغلب أعضائها من السلطة المركزية، عبر "قوائم الجبهة الوطنية التقدمية" اﻹجبارية...
للكاتب نفسه
الوحش الكاسر... الوحوش!
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...
الكذب بوقاحة مضاعَفة إذ تَدّعي البراءة
يتصرف هؤلاء كما لو أن اختيار "السنوار" جاء من عدم، بل وكدليل على جنوح الحركة إلى التشدد، وإلى المنحى العسكري والقتالي، مع أن "حماس" نفسها قالت إنه ردّها على اغتيال...