بعد 11 سنة.. كيف للنازحين السوريين العودة؟

2022-03-17

شارك
خيم متهالكة في الشمال السوري

يبدو العالم بأجمعه – من الميديا إلى الساسة - انتقائياً في كيف ومتى وأين يستذكر وجود مأساة اللاجئين والنازحين السوريين. فها نحن اليوم نعدّ 11 عاماً على اندلاع الثورة ثمّ الحرب في سوريا، فيما يصعب عدّ الملايين المتزايدة من السوريين الذين تركوا قسراً منازلهم ومدنهم وقراهم.

أكثر من نصف مواطني البلد حُمِلوا على مغادرة ديارهم في وقت ما خلال هذه السنوات الماضية، ملايين منهم خارج سوريا، وملايينٌ مثلهم نازحون داخلها. الرقم المرعب الذي تشير إليه المفوضية السامية للأمم المتحدة يزيد عن 13 مليون شخص، في ما وصفته المفوضية بـ "أضخم أزمة نزوح شهدها العالم".

لكن، ما معنى التعداد والإحصاء والأرقام الكبيرة مقابل ما هو أشدّ قسوة وأكثر تبياناً لعمق تلك المعاناة؟ ذلك أنَّ من نزحوا، يُضاف إلى العنف اللاحق بهم جراء التهجير، عنفٌ آخر متعلق بظروف حياة الأفراد والعائلات، وخصوصاً الفئات الأكثر هشاشة منهم، كالأطفال والنساء والمرضى وأولئك المستثنين من أية مساعدات...

فقد حمل العامان الأخيران بالذات كلّ صنوف المصاعب الإضافية للعائلات والأفراد النازحين على ضوء التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة المترتبة على حائجة كورونا العالمية من جهة، وعلى الأزمات الاقتصادية الحادة التي تعصف بسوريا وبلبنان الذي يستضيف أكثر من مليوني لاجئ حسب بعض التقديرات. وقد تحمل اللاجئون والنازحون، كما أبناء البلد المضيف، ظروف فقدان سبل كسب لقمة العيش، إلى جانب الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية.

في حالة النازحين إلى لبنان، يطالعنا رقمٌ مرعب آخر. فأكثر من 90 بالمئة من النازحين فيه يعيشون في فقر مدقع، مع نسب متزايدة من الأطفال الذين يتركون الدراسة لصالح العمل، ومن الزيجات المبكرة الآخذة في الارتفاع بين العائلات الأكثر فقراً، فيما تتلاشى فرص الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم لجميع السكان وللنازحين كفئات هشة بشكل خاص.

أما في سوريا نفسها، فيتواجد في شمالها، وعلى مقربة من الحدود التركية، أحد أكثف تجمعات النازحين السوريين. ففي أكثر من 1489 مخيماً في المنطقة – 452 منها عشوائية – يقطن نحو 1.5 مليون نازح لا تصلهم أي مساعدات إنسانية على الإطلاق حسب منظمات حقوقية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 85 في المئة من مخيمات الشمال السوري متهالكة ومعرّضة للتلف وغير قادرة على مواجهة الظروف الجوية والعوامل الطبيعية. هذا في عامٍ تشهد فيه سوريا والمنطقة برداً قارساً غير مسبوق منذ ما يزيد عن 30 عام.

لا أفق واضحاً اليوم حول حلٍّ يُبلسم جراح النازحين أو يعيدهم إلى ديارهم بشكل يضمن سلامتهم وأمنهم واطمئنانهم. ما زالت مناطق سورية عدة تتعرض للقصف وتشهد تدميراً للمنشآت، كما أن النازحين في سوريا وبلدان المنطقة والعالم غالباً ما ينظرون بعين الشوق والشكّ معاً، حين يُطرح موضوع عودتهم إلى مناطقهم. فأحوالُ بلادهم ما زالت طادرةً لأحلامهم، حتى بعد مرور 11 عاماً، إلا أنّ العقدة تكمن في انتفاء جهد جدي من الحكومات المعنية والمنظمات الدولية والمسؤولين في الالتفات إلى كل تلك الحيوات المبددة عن قصد.  

مقالات من العالم العربي

بغداد وأشباحٌ أخرى

نبيل صالح 2024-12-01

عُدتُ إلى بغداد ولم أعد. تركتُ قُبلةً على قبر أُمي ورحلتُ. ما حدث ويحدث لبغداد بعد الغزو الذي قادته جيوش الولايات المتحدة الأمريكية، هو انتقامٌ من الأسلاف والتاريخ معاً.

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...