أعيدُ نَشر هذه الصورة التي التقطتها عدسة مصور فلسطيني من غزة، ونشرها موقع "ميديا بارت" الفرنسي. هي من هجوم إسرائيل على غزة في أيار/ مايو 2021، انتقاماً من الانتفاضة التي عمّت كل فلسطين حينذاك. الدمار المريع لم يرعب الأب الجالس على أنقاض بناية أتخيل أنه كانت يقطنها، يحتضن ابنته ويقبل يدها باطمئنان، في حركةٍ هي خلاصة الإنسانية.
غزة: حرب ليست ككل الحروب
20-05-2021
لا يبدو أن إسرائيل أو الصهاينة سيلتقطون معنى أن إنتفاضات تنفجر في وجوههم كل بضع سنين، يُقْدم عليها من كان قبل بضع سنين في عمر هذه الطفلة! هو تجدّد كان ينبغي ان يدفعهم الى الرعب التام. ولم يفعل، بل حملهم على الامعان في ما يرتكبون. هكذا هم الطغاة، حمقى إجمالاً ومتغطرسون. قد يتمكنون من دق عنق محمد الكرد واخته منى – حماهما الله -، وهما من أبناء حي الشيخ جراح، في القدس. لأن محمد الذي ألقى خطاباً أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة هذا العام، كان هو الآخر خلاصة في الانسانية. .
أمر الطفلة وأبيها، وأمر محمد الكرد واخته (وابيه وكل عائلته وكل جيرانه!)، هو دليل على تفوق قيمي وأخلاقي، فيما تنحطّ اسرائيل الى سرقة الاثواب الفلسطينية المطرزة ، ووصفات الحمص والفلافل ونسبتها الى نفسها، في إفلاس لا يمكن لأحد أن يجادل في مغزاه.
هم اقوياء؟ نعم! ولديهم اسلحة مدمِّرة ومنتجات تكنولوجية متطورة يبيعونها للعالم أجمع، ويمتلكون على هذا وذاك وقاحة لا حد لها... ويزدادون ابتذالاً يوماً بعد يوم.
يطالب الفلسطينيون اليوم بالحماية الدولية، وهو حق لهم، وهم محقّون. وسواء أمكن توفيرها– وهو غير متوقع في عالم اليوم المتغوّل، وفي ظل التواطوء العالمي مع إسرائيل لأسباب شتى – أو لم يُمكن، فالمؤكد أن المخطط الاسرائيلي القائم على فكرة محو فلسطين – بالقوة أو بالاستيعاب أو بكلاهما معاً – قد إندحر.
كيف الخروج من استعصاء أوضاعنا؟
11-11-2021
وهذا بحد ذاته يكفي الآن، في ظل هول الواقع والخراب العميم للحظة في منطقتنا، مع أنها ثرية ودينامية... خراب لن يدوم، لأنه مخالف لمنطق الأشياء، إلا إذا كانت البشرية كلها بصدد الاندثار، وهو إحتمال وارد بأمارة الكثير من العلامات التي تتعلق برعونة إدارة الحياة من قبل المتسلِطين، في البيئة كما في السياسة والاقتصاد.
ولذا، بل وهكذا، فمن غير المستغرب أن تحضر فلسطين بقوة خارج "نطاق" تعريفها، وأن تصبح جزءاً من المقاومة الشاملة لهذا الأفق القاتم، ومن أجل الحياة.