يوم عمل أول مع شاعر صدام حسين

قال لي: هذا لؤي حقي، مدير المسرح الوطني في أيام صدام حسين، وشاعر الرئيس المدلل، وصاحب مقولة: "إذا قال صدام قال العراق" التي كُتبت على مدخل المسرح الوطني، أو شيء من هذا القبيل. فقلت له: هربت من داعش حتى أرجع لزمن حزب البعث! لا، مستحيل أن تحدث الأشياء بهذه الطريقة!
2021-07-29

ميزر كمال

كاتب من العراق


شارك
عدي اتاسي - سوريا

العالم البعيد، العالم الجديد، الناس المختلفون، الوجوه والأزياء، الحقائب، الفرح والبكاء من الفرح، العناق الطويل، باقات الورد تحملها الأيادي التي تلوح للقاء، انتظار الآخر، الضحك، الوصول. هذه المشاهد كلها رأيتها وكنت قريباً منها، قريباً من لحظة حدوثها، التفاصيل كانت تتسرب مثل الماء في روحي، روحي اليابسة. كم من الوقت مرَّ لأصير هذا اليباس، بي عطش للإنسان، وأخذت رشفةً صغيرة في صالة استقبال المطار، مطار أتاتورك الدولي.

في التاكسي الذي أخذنا إلى البيت، كنت أريد سرد كل ما حدث لمهند، كنت أريد أن أبكي. ربما بكيت وأنا أحكي له مشاهد من القصص التي خرجت منها الآن. وكعادة مهند الذي مرَّ بما مررت به وربما أكثر، كان يستمع وملامحه تتغير بسرعة الأحداث التي نجوتُ منها. مهند هو الصديق الذي أتى بي إلى هنا، إلى إسطنبول، وتلك قصة أخرى.

ليالي القصف في الرمادي

في تلك الليلة، كان القصف المتبادل هو فيلم السهرة، مثل كل ليلة. الجزء الذي أسكن فيه من المدينة يسيطر عليه تنظيم داعش، وهنالك جزء آخر تسيطر عليه القوات الأمنية (جيش وشرطة ومقاتلو العشائر)، وفي الليل، كان الطرفان يتبادلان القصف، داعش يقصف بقذائف الهاون، والقوات الأمنية تقصف بالمدافع المتوسطة والهاون. وكان هذا القصف عشوائياً، ونجونا في إحدى تلك الليالي من قذيفة هاون سقطت على سقف البيت وأحدثت به ثقب يذكّرنا دائماً أن الموت مدَّ إصبعه هنا.

خدمة الانترنت كانت مقطوعة، والكهرباء كذلك، وبطارية هاتفي على وشك النفاد، والقذائف تتساقط مثل نيازك صغيرة على البيوت، لا أدري بأي قذيفة سأموت. كانت روحي مثل كرة في حلقي، أشعر بها كذلك، كنت أختنق طوال الوقت، خاصة عندما تبدأ حفلة القصف في الليل.

رسالة من مهند على الفيسبوك، أووووه! مهند! لم نتحدث منذ ستة أشهر أو أكثر، آخر مرة قال لي إنه في مدينة هيت، ويفكر بالعودة إلى مدينة الفلوجة، وكانت حينها الفلوجة تحت سيطرة داعش، ومحاصرة تماماً من قبل القوات الأمنية. وكانت المدينة تقصف بكل شيء، حتى بالبراميل المفخخة. كانت القوة الجوية قد تعلمت هذه الطريقة من الجيش السوري، الذي كان يقصف المدن السورية بالبراميل. وكنت أخشى عليه من العودة، ثم انقطعت أخبارنا بعد انقطاع شبكة الانترنت ورداءة خدمات الاتصال.

مقالات ذات صلة

كتبت لمهند على الفور، لكن الرسالة استغرقت 20 دقيقة حتى وصلته ورآها، ثم بدأ يكتب شيئاً، وكانت إشارة ال "typing" تبدو مثل تخطيط لقلب ينبض ببطء.. ببطء شديد، وهذا وحده كفيل بحرق الأعصاب. لكن الأعصاب كانت محترقة طيلة أشهر القتال في المدينة. وبعد دقائق طويلة، رسالة أخرى من مهند تصل، عرفت أن مهند في إسطنبول، انتقل للعيش والعمل هناك، وقناة الفلوجة الفضائية انتقلت إلى إسطنبول أيضاً، ويبحثون عن كادر، ورشحني للعمل، وهو يكتب لي لأخرج من العراق، وأسافر إلى إسطنبول. كنت خائفاً من فكرة أنني سأموت قبل حدوث هذا.

خدمة الانترنت كانت مقطوعة، والكهرباء كذلك، وبطارية هاتفي على وشك النفاد، والقذائف تتساقط مثل نيازك صغيرة على البيوت، لا أدري بأي قذيفة سأموت. كانت روحي مثل كرة في حلقي، أشعر بها كذلك، كنت أختنق طوال الوقت، خاصة عندما تبدأ حفلة القصف في الليل.

مقابل الوصول إلى إسطنبول، كنت مستعداً للعيش مشرداً في الشوارع، وكتبت له إنني سأغادر غداً إلى بغداد لاستخرج جواز سفر وآتي إلى إسطنبول، وكان قلقاً من الطريق إلى بغداد، ومن فكرة البقاء في بغداد، فهو جرب النزوح من قبل إلى بغداد، وظل محبوساً في بيت أقاربه لأيام طويلة، خوفاً من ملاحقة الشباب النازحين إلى مناطق بغداد التي تنشط فيها المليشيات، والمليشيات تنشط في كل مناطق بغداد.

ضمنتُ له أنني أستطيع الذهاب والسفر إلى إسطنبول، وليس عليه أن يخشى حدوث شيء سيء، وكتبت له أن الأسوأ يحدث الآن، وبكل الأحوال عليّ مغادرة هذه المدينة حياً، قبل أن أغادرها في تابوت، واتفقنا أنني سأذهب إلى بغداد وأحاول الخروج من العراق.

هذه المحادثة استغرقت ثلاث ساعات بسبب سوء شبكة الانترنت. ثلاث ساعات والرسائل لم يتجاوز بضعة اسطر اختصرنا فيها سنة من الحرب والنزوح. ولم نتحدث بشيء سوى أنني سأخرج إلى إسطنبول، وها أنا ذا، ذاهب إلى بيت وغرفة خاصة، ووعد بالعمل في الصباح. هذه إسطنبول، وهذا مهند، الصديق الذي أنقذني من الحرب، أنا الآن مدين لمهند بالحياة.

في البيت تحدثنا عن كل شيء، عن التظاهرات التي كنا أول المشاركين فيها، ونظرنا لها كثيراً في "منتدى شباب من أجل الأدب" وكتبنا عنها، والحرب التي حدثت على حين غفلة، والنزوح الطويل، ودمار المدن، والهجرة، والأدب، والشعر بشكل خاص، ثم انتبهنا للفجر، وغادر كل منا إلى فراشه، بعد أن تأكدنا أن الحرب غيرتنا كثيراً.

الشتاء في إسطنبول حميم ودافئ، يجعلك ترقص، تغني، وتسير في الشوارع، تنتبه إلى المارة وخطاهم، الأضواء القريبة والبعيدة، وانعكاس الضوء في الشوارع. شوارع إسطنبول في الشتاء تشبه لوحة مائية، المطر يأخذ من الألوان حدتها، فتصير شاعرية أكثر.

تمددت مثل خشبة على السرير. كنت متعباً من كل شيء، لكن الفرح بالوصول يملؤني، ولا مكان للنوم. كنت أريد الخروج، والمشي في الشوارع، فقط كنت أريد أن أسير، وأرى المدينة والناس، لكن الوقت سيجيء لذلك، سأمشي كثيراً وأعرف المدينة على طريقتي.

مقابلة عمل ببدلة عرس رديئة

هذه أول مقابلة عمل لي، ارتديت بدلة عرس رديئة، لونها يميل إلى الأزرق، لم يكن حينها عندي ذوق في المبلاس، وهذا أمر أجد له تبريراً قوياً عندي، فأنا وحتى قبل خروجي من الرمادي، كان أبي يتدخل في شراء ملابسي، حتى مرحلة السادس علمي (18 سنة) كان أبي هو من يختار ملابسي، لأنه هو من يشتريها. وبالإضافة إلى الفارق في العمر بيننا وكرهه لأي أزياء عدا الدشداشة، كنا فقراء، نشتري الملابس من الدكاكين الرخيصة، وبسطات البالة في الشوارع.

 في اسطمبول، تحدثنا عن كل شيء، عن التظاهرات التي كنا أول المشاركين فيها، ونظّرنا لها كثيراً في "منتدى شباب من أجل الأدب" وكتبنا عنها، والحرب التي حدثت على حين غفلة، والنزوح الطويل، ودمار المدن، والهجرة، والأدب، والشعر بشكل خاص، ثم انتبهنا للفجر، وغادر كل منا إلى فراشه، بعد أن تأكدنا أن الحرب غيرتنا كثيراً.

 أتذكر الكثير من جولات الشراء مع أبي، لكن في إحدى المرات، دخلنا الى أول محل في شارع الأورزدي لشراء ملابس مدرسية لي (بنطلون وقميص وحذاء) واختار لي أحجاماً أكبر من قياسي لكي تظل معي هذه الملابس للعام الدراسي القادم. فهو لا يشتري لنا ملابس مدرسية كل عام، ثم دخل في مفاوضات طويلة ومرهقة مع صاحب المحل لتخفيض السعر، حتى وصل معه لنصف السعر، وكان أبي يريد تخفيضاً أكثر، فقال له صاحب الدكان: لن يبيعك احد بهذا السعر، يمكنك أن تتفقد بقية الدكاكين في الشارع، لكنك سترجع إلي. وبالفعل، بعد جولة طويلة ومتعبة على جميع المحلات، والكثير من المفاوضات على شراء ملابس لا تتعدى قيمتها 20 دولاراً، عاد أبي إلى المحل الأول وأخذ لي تلك القطع بنصف السعر.

بالإضافة إلى هذا، هنالك ثقافة الأزياء والملابس في المجتمع، أعني هذه الثقافة التي تمثل إحدى تمظهرات المدنية لكل مدينة، وتعبر عن شخصية أهلها، والساكنين فيها. وهذه الثقافة لم تكن سائدة في مدينة الرمادي. من لا يرتدي الدشداشة، فهو يرتدي أي شيء آخر، لا يهم تنسيق الألوان ونوعية القماش، وطريقة الخياطة. هنالك زحمة في الألوان على الأجساد، ألوان تسبب التشتيت ونفور العين، ومعظم الشباب حولوا أجسادهم إلى لوحات أعلانية لرموز وأشكال وشركات وعبارات لا يعرفون عنها شيئاً، في القطعة الواحدة هنالك اكتظاظ في أعداد اللوغو والعبارات الإنكليزية والألوان. وبالنسبة لي على الأقل، طوال حياتي في مدينة الرمادي، لم أخض نقاشاً واحداً عن جماليات الأزياء، وثقافة "الستايل" أو عن فكرة أنك ترتدي ما يمثلك ويشبهك ويشعرك بالارتياح، فلا غرو أن يكون ذوقي رديئاً.

ولا غرو أيضاً أن يكون المجتمع (أعني مجتمع الرمادي) بلا ثقافة ملبسية، بمفهومها الجمعي، فهو مجتمع بطابعه الغالب عشائري له زيه التقليدي، ويعد ارتداء البرمودا مشكلة كبيرة، قد تأخذك إلى الحبس، وحدث هذا بالفعل حين أطلقت شرطة الأنبار حملة لاعتقال كل شاب يرتدي البرمودا ويطيل شعره، لأن ذلك "يتنافى" مع التقاليد العشائرية.

من لا يرتدي الدشداشة في مدينة الرمادي، فهو يرتدي أي شيء آخر. لا يهم تنسيق الألوان ونوعية القماش، وطريقة الخياطة. هنالك زحمة في الألوان على الأجساد، ألوان تسبب التشتيت ونفور العين، ومعظم الشباب حولوا أجسادهم إلى لوحات أعلانية لرموز وأشكال وشركات وعبارات لا يعرفون عنها شيئاً.

كذلك هو مجتمع أو تجمّع بشري عاش بعزلة تامة حتى عن بقية المحافظات العراقية (التي لم تكن مجتمعاتها أفضل حالاً)، والعراق كله منذ الحرب العراقية الإيرانية والحصار ثم الاحتلال وما تلاه ابتعد كثيراً عن طريق الحداثة الذي يسير فيه العالم سريعاً، فلم نعد نستطيع اللحاق، لأننا كنا منشغلين بتحصيل أساسيات العيش، ومحاولة البقاء يوماً فيوماً على قيد الحياة.

المدير البعثي

بتلك البدلة الزرقاء دخلت قناة الفلوجة في إسطنبول، وجلست مع صديقي مهند بانتظار مجيء المدير، الذي سيقابلني ويقرر بشأن توظيفي، وحينها كانت القناة في مرحلة التأسيس من الصفر، عدد قليل من الموظفين وبعض المذيعين الذين أعرف بعضهم من خلال التلفزيون.

ونحن في ذروة الحديث عن كل شيء يجري في العراق، جاء من أقصى القاعة موظف يسعى، وهو ينادي: جاء أستاذ لؤي، قفوا بسرعة! لم أفهم الأمر حينها، فقال لي مهند عليك أن تقف، فوقفت، ثم نظرت باتجاه المدخل، فرأيت رجلاً قصير القامة، بدين، أصلع، يمشي ومن خلفه عدد من الموظفين الذين تحولوا فجأة إلى "حرس شخصي" يمسك كل واحد منهم دفتر ملاحظات صغير وقلم، ويدونون ملاحظاته، تماماً مثلما يفعل كيم جونغ أون الرئيس الكوري الشمالي مع حرسه الشخصي.

وصل إلى حيث نجلس فألقى تحيةً من وراء أنفه، ثم دخل إلى جناح الإدارة، الذي كان حينها أكبر من المساحة المتبقية لكل القناة. كان من قراراته أنه اختار هذا المكان الصغير جداً، الذي لا يصلح لتأسيس قناة تلفزيونية، لكن جناح الإدارة كان فخماً، وهذا ما أغراه بالمكان.

قلت لمهند: ماذا يجري بربك! شنو صار قبل شوي؟ فهمني! فقال هذا لؤي حقي، مدير المسرح الوطني في أيام صدام حسين، وشاعر الرئيس المدلل، وصاحب مقولة: "إذا قال صدام قال العراق" التي كُتبت على مدخل المسرح الوطني، أو شيء من هذا القبيل.

فقلت له: بشرفك! آني منهزم من داعش حتى أرجع لزمن حزب البعث! لا، مستحيل أن تحدث الأشياء بهذه الطريقة! فحاول تهدئتي بأن الأمر لا يستحق الانفعال، وأن الأهم الآن هو المقابلة، وضمان الحصول على الوظيفة، وهذا الأمر كان بالنسبة لي حاسماً، لذا اعتبرت الأمر مثل مزحة ثقيلة وستمر، ثم جلسنا وواصلنا أحاديثنا عن الهوة التي نسقط فيها بالعراق، وكان حزب البعث العربي الاشتراكي بتطبيل أمثال لؤي حقي هو من حفر هذه الهوة التي ما زلنا نسقط فيها سقوطاً حراً.

حين يدخل لؤي حقي إلى جناح الإدارة، يُخلى الجناح من كل الموظفين، يظل هو فقط، عرفت فيما بعد أنه يستخدم جناح الإدارة كما يستخدم جناحاً خاصاً في فندق فخم، يخلع ملابسه ويأخذ دوشاً ثم يرتدي ملابس بيتية، ويضع المنشفة حول رقبته، وبعدها يجلبون له وجبة الإفطار، ثم الشاي. وبعد هذا كله يأمر بدخول الموظفين الذين يعملون في الإدارة إلى مكاتبهم، ويبدأ باستدعاء من يشاء من الموظفين إلى مكتبه للحديث أو خوض معركة كلامية.

قيام جلوس.. دولة حزب البعث اللعينة

بعد لا أعرف كم من الساعات، طلع البدر علينا. يمشي لكنني كنت أعتقد أنه يتدحرج، كان يشبه الكرة الكبيرة كثيراً، ومن خلفه خمسة موظفين، ثلاثة يعملون في مكتبه الخاص، يحملون دفاتر ملاحظات صغيرة ويدونون ما يقول، وموظفتان تركيتان: الكوافيرة الخاصة بالمذيعين، وفتاة تعمل بالخدمات اللوجستية. بدا أنه يحب ذلك، أعنى يحب أن يسير خلفه الآخرون، فذلك يسد نقصاً حاداً في شخصيته البعثية، لقد تربوا على هذه الأشياء القبيحة التي أسقطتهم في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

للحظة شعرت أنني في ورطة جديدة، هل كلما دخل لؤي حقي أو خرج علينا أن نقف؟! إنها حياة طويلة، ولعينة. جلس الأخ، فجلسنا من بعده، فقال لي: انت صاحبنا الي جاي من الرمادي؟ فقلت له: نعم. ثم سألني عن الأوضاع هناك، فأخبرته بما أريد الحديث عنه، فتغير فجأة، أصبح رجلاً طيباً وبسيطاً. تحدث عن العراق، وشعور الأسف الذي يلازمه على كل ما حدث. لكن أسلوبه كان بعثياً، كلماته والمصطلحات التي يستخدمها من قبيل: جلاوزة، علوج، خونة، صهاينة، الامبريالية الأمريكية، الأمة العربية.. وهلمَّ جراً من قاموس الحزب.

حين يدخل لؤي حقي إلى جناح الإدارة، يُخلى الجناح من كل الموظفين. عرفت فيما بعد أنه يستخدم الجناح كما يستخدم جناحاً خاصاً في فندق فخم. يخلع ملابسه ويأخذ "دوشاً" ثم يرتدي ملابس بيتية، ويضع المنشفة حول رقبته. ثم يجلبون له وجبة الإفطار، والشاي. وبعد هذا كله يأمر بدخول الموظفين الذين يعملون في الإدارة إلى مكاتبهم، ويبدأ باستدعاء من يشاء. 

اتفقنا أنني سأنضم مع مهند إلى قسم الأرشيف، في غرفة البرامج التي يديرها شقيق لؤي حقي الأصغر، واسمه علي. قال لي علي فيما بعد أنه كان يعمل في السويد حارساً أمنياً في مؤسسة حكومية، فتأكد لي حينها لماذا هو لا يعرف شيئاً عن الصحافة والإعلام وعمل القنوات التلفزيونية.

بعد هذا الصباح الغريب، خرجنا خلال استراحة الغداء لنأكل من إحدى العربات في الشارع، كان صاحب العربة يقدم أكلة اسمها "بيلاف تاووق" هي صدر دجاج مسلوق ورز أبيض، كانت الوجبة لذيذة ورخيصة، حينها كنا نأكل على حسابنا الشخصي، وكانت تلك أول مرة أخرج فيها للمشي في شوارع إسطنبول، المدينة التي تجرني من أعماقي، وتغري خطاي بمواصلة الطريق. 

______________

"عندما غادرتُ البلاد.. كنتُ أضع الحرب في حقيبتي"... سلسلة نصوص تروي العراق اليوم بعيون شاب من مدينة الرمادي غرب البلاد، حين اضطر لمغادرتها مكرهاً.

______________

الحلقة الأولى
الحلقة الثالثة
الحلقة الخامسة
الحلقة السادسة
الحلقة السابعة
الحلقة الثامنة

مقالات من العراق

أنْ تُصلَب البصرة بعد السيّاب

نبيل صالح 2024-04-07

كل الطرق في العراق تأخذك إلى المقابر، وأولها دروب الذاكرة، تلك التي تطوفها الأشباح. أين يقفُ الموتى بيُتْمٍ على رصيفٍ مكسور، ينتظرن\ون من يدلهن\م إلى باب من كانوا "هناك" قبل...

لطخة تلوث بلد الحضارات

فؤاد الحسن 2024-03-24

قررت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تحديد 30 حزيران/ يونيو من العام 2024 موعداً نهائياً لإغلاق مخيمات النازحين في إقليم كردستان، والتي يبلغ عددها 24 مخيماً، يسكنها نازحون من مناطق مختلفة،...

الموت امرأة من شنكَال

فؤاد الحسن 2024-03-13

نام الناس في الشوارع. وهناك بدأت الطوابير. طوابير استلام الطعام والأسرّة وارتجاء اقنعة التشرد الجديدة. كلما رأيتُ رجلاً أهلكه التعب ونحل جسده عرفته من سنجار، من دون أن أسمع لهجته،...

للكاتب نفسه

التعليم في العراق: منحنيات الانهيار

ميزر كمال 2023-12-06

انهيار قطاع التعليم الحكومي، وتفشي الفساد في المؤسسة التربوية، وانتقال وزارة التربية من حزب إلى حزب باعتبارها واحدة من القسائم الانتخابية التي تخضع للمحاصصة الطائفية وفقاً للنظام العراقي بعد 2003،...

أنا كل هذه الوجوه الميتة

ميزر كمال 2023-08-11

الأرقام تقول إن 200 ألف مدني قُتلوا في تلك الحرب، ومثلهم من الجنود، أبناء هؤلاء المدنيين. لكن لا أحد يحصي أعداد الخائفين في أوقات الحرب، الذين نجوا من الموت لكنهم...