"خلال الأيام الإحدى عشرة من قصف غزّة، منّا في ايرلندا مَن شاهد ما كان يجري من أسى وشجاعةٍ ورعبٍ عبر شاشاتنا، وشعرنا جراءه بأننا قريبون جداً، وقليلو حيلة جداً في الوقت عينِه، أمام هذا التجلّي الأخير للظلم شديد العنف (...). لقد حضنّا أطفالنا النائمين، على بُعدِ أميال عديدة عن فلسطين، بحزنٍ وصمت".
كيف يتّسع أيّ شيءٍ لكلّ أولئك الأطفال الذين قُتلوا؟
18-05-2021
شهادتان من غزة
07-06-2021
جاءت هذه الكلمات في بيان بعنوان "من إيرلندا مع الحبّ"، سطره فنانون، سينمائيون، وناشطون أهدوا ما أسموه "رداً إنسانياً وسياسياً متواضعاً، نعرف محدوديته الشديدة في ظلّ الاحتلال والحصار والقمع المستمرِّين"، إلى غزّة وفلسطين. وقد أتوا في بيانهم على ذِكر ما قلّ ذِكره في البيانات السياسية المتضامِنة، "الإبداع والجمال والحب الباقي" في غزة على الرغم من الفقد والدمار، "شجاعة نساء فلسطين"، وكذلك ما يجمع الشعوب البعيدة - القريبة برفضها الطغيان، بشكل عابر لكل حدود.
يُذكّرنا هذا البيان بالغاية من أي انخراط سياسي في هذا العالم، ويعيد كلّاً منّا إلى تلك البديهية التي ينساها كثر في غمرة الأحداث: حقيقية أننا مترابطون، بشر نسعى للحياة الكريمة، وأنه ليس لزاماً أن يناضل كل شعب بمفرده وحيداً، فالتضامن الحقيقي ممكن وضروري.
نصرٌ ثمين: فلسطين الواحدة أهانت "إسرائيل
27-05-2021
مبادرة الناشطين والفنانين الايرلنديين تضمّنت إضاءة جَرف "موهير" الصخريّ في غرب ايرلندا، القابع على البحر، باسم "غزّة"، إهداءً لأهلها وبالأخصّ للأطفال الضحايا فيها... اختاروا البحر رمزياً، لأنه يجمع البلدَين - مع تاريخ الاحتلال وتجربته المريرة في كليهما كذلك.
"إننا نَراكم - باحترام وحب والتزام وتضامن عميقٍ صلب معكم..."، انتهى بيانهم.
****
بالطبع، لم يكن الإيرلنديون وحدهم من أظهروا التضامن مع فلسطين. فقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية روحاً جميلة مشجِّعة بُثَّت في كل البلدان العربية وكثير من دول العالم. عادت فلسطين الى مكانتها لدى الشعوب العربية، بمشاركات هائلة على مواقع التواصل وبالجداريات والغرافيتي وبالحملات والتظاهرات والمسيرات ورفع الأعلام والكوفيات، وارتدائها. كما كانت لافتة أيضاً مظاهرُ الاهتمام المستجدة – أو المستعادة والمتجددة - في مدن العالم: مظاهرة عملاقة في امستردام، كانت آخر تظاهرات المدن الاوروبية، رفض تحميل السفن المتجهة الى إسرائيل في ميناء أوكلاند الامريكي... بدا كأنّ خرقاً ما حدث، وبشكلٍ مذهل، يعودُ الفضلُ فيه أوّلاً لنضال الفلسطينيين أنفسهم في كل فلسطين والشتات، كتغطية منى ومحمد الكرد المباشرة وقد اعتقلا بسببها، وإضراب 18 أيار/مايو، و"أسبوع الاقتصاد الوطني" الذي ما زال جارياً، ومعها أيضاً مقاومة غزة ومظاهرات الداخل، كأشكالٍ متنوعة لنضالٍ واحد...