أسبوع الاقتصاد الوطني: لماذا؟

2021-06-02

شارك

منذ النكبة، تشن إسرائيل علينا حربًا اقتصاديّة؛ تسرق مواردنا الطبيعيّة الغنيّة، تغرّقنا بالفقر والبطالة، تسرق الضرائب منّا وتحرمنا من حقوقنا، تستغلنا كيدٍ عاملةٍ رخيصةٍ، وتضرب البنية التحتيّة لتمنعنا عن الإنتاج.

قضت إسرائيل على قطاعات اقتصاديّة واسعة: سرقت الأرض ومصادر المياه فحرمتنا من الزراعة، وخنقت القدس ويافا والخليل وسائر المدن التي اشتهرت بالصناعة، وقطعت قنوات التجارة بالحدود العسكريّة والحواجز والاستيلاء على الموانئ.

ليس هذا فقط. بل ضربت إسرائيل التكافل الاجتماعيّ فيما بيننا. صادرت أموال لجان الزكاة وسجنت من يديرها، أغلقت جمعيّات خيريّة تكفل اليتامى وتغيث العائلات المستورة، جرّمت مساندة عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، ووضعت قوانين تراقب كل قرشٍ في جيبنا حتّى تسرق منه ضريبةً تموّل الطائرات والقنابل لتقتلنا. وبعد هذا، أُغرِقَت بلدنا بالبنوك والديون ورؤوس الأموال وفجع الشركات الكبرى والسوق السوداء ومنظمات الإجرام، ودفعوا مجتمعنا إلى شراء المنتجات الإسرائيليّة أو المستوردة عبر إسرائيل.

لماذا فعلت إسرائيل كل هذا؟

لكي تمنعنا من أن نكون مستقلّين في لقمة عيشنا وفي حياتنا وفي تخطيطنا للمستقبل. أرادوا أن يرتبط الفلسطيني دائمًا بالاقتصاد الإسرائيليّ: أن نأكل ما يريدون لن أن نأكله، ونعيش كما يريدون لنا أن نعيش. يريدون أن نعمل أينما يسمح الإسرائيليّ، ونشتري أينما يريد الإسرائيلي.

بهذه الطريقة، أرادوا أن يحوّلونا إلى كائنات خانعة تغذّي اقتصادهم، وتزيد أرباحهم، حتّى تزدهر دولتهم على حُطام مستقبلنا.

لا بد لنا أن ندرك قوّتنا الاقتصاديّة الجبّارة حين نتّحد. وكان إضراب الكرامة والأمل في 18 أيّار مثالًا متواضعًا وهامًا على هذه القوّة الهائلة. ولكي نصنع هذه القوّة، علينا أن نبدأ بممارستها تدريجيًا، وبشكلٍ موحّدٍ يجمع كلّ الفلسطينيين أينما كانوا. وأن يقود كل إنسان فلسطينيّ دفّة المبادرة، من أجل أن نكون مجتمعًا مستقلًا ومتكافلًا يلبس مما ينسج ويأكل مما يزرع.

من هنا جاءت مبادرة أسبوع الاقتصاد الوطنيّ. نساند مصلحة أهلنا، نشتري من بلدنا، ونفضّل المنتج الفلسطيني. 

مقالات من العالم العربي

التغريبة السودانية: عن رحلات العودة بين ضفتي النيل

رباب عزام 2025-11-08

تستمر "التغريبة السودانية" في رسم مصير العائدين، الذين يغادرون القاهرة مثقَلين بضغوط الغلاء والأزمات الاقتصادية، ليواجهوا وطناً لا تزال ملامحه غير واضحة، بين سيطرة واستعادة. وبينما تحرِّكهم دوافع اقتصادية قاهرة...

من ندرة المورد إلى وفرة الصراع: أزمة الماء في تونس

يُمكن النظر إلى الماء كعنصر يُعيد إنتاج التفاوتات الاجتماعية. فمن جهة، تحظى الفضاءات السياحية والمناطق الصناعية بوفرة مائية نسبية، تضمن لها الاستمرارية والاستقرار، بينما تُترك الأحياء الشعبية والقرى الفلاحية في...