حسناً شيماء
أحبك جداً وبعد ..
انا الآن تحت القصف كما دائماً من اللحظة التي أغلقنا فيها الهاتف منذ ثلاثة أيام و خمسة صواريخ على بيت عائلتك ،
منذ آخر بروفا لفستان العرس ومعجون الحناء، منذ آخر الكلام وطيب المقام، منذ عيد وزغاريد، وجارات وصديقات ومواعيد لحفل الزفاف.
منذ أول اولادنا المؤجلين وأول عنادكِ. أقول : أريد طفلاً واحداً، وتقولين : لا / بل عشيرة .
أحبكِ جداً و بعد ..
أنا الآن تحت القصف كما دائماً، يدي في جيبي وعقلي في مكانه.
أقول : يا شيماء، مرّت طائرة، سقطَ الجرس والمئذنة. وتقولين : لا بأس/ الصلاةُ صاعدة.
أقول : يا شيماء دمروا الأبراج، وتقولين : لا بأس / بَقي الحَمام. أقول : حطَّموا النافذة، وتقولين : أحسنْ ، بهذا أصبح الضوء حراً.
غزّة: عقاب على مجرد الوجود
06-08-2014
كيف يتّسع أيّ شيءٍ لكلّ أولئك الأطفال الذين قُتلوا؟
18-05-2021
أحبك جداً ..
وحيث أنني الآن تحت القصف كما دائماً، وتحت الدمار، سيأتِ التُجَار و الفُجَار، وتبدأ المؤتمرات، ويُفتح المزاد على البلاد وعلى ما تبقى من عباد. سيشكلون لجنة لإعادة الإعمار واعادة الأبراج، والبيوت المهدمة، وبيتنا يا حبيبتي، بيتنا الصغير الذي سوّيناه حجراً على حجر، ثم غَرِقنا في الديون والأقساط، وغَرِقنا في الشجار على لون الكنب، ولون الحيطان، وفي أي مكانٍ من حديقة بيتنا سنزرع شتلة العنب.
ستُعاد لنا الشوارع والمآذن و الحدائق والكهرباء وخطوط الماء.
أقول : وقد توقف القصف، من يعيد لشيماء الدماء؟