لحظات تاريخيّة. القدس تقاوم، وتوقظ بالكرامة والبهاء كل فلسطين ليلتئم الوطن المجزأ ويتمرّد على نكبته، على تقسيمه. في اللد وغزّة وبيت لحم وحيفا والناصرة؛ وطن يتحرّر بوحدة نضاله. هذه اللحظة لنا كلنا، نحن أهل فلسطين، من يعيش فيها ومن نُفي منها لاجئًا.
هذه هي لحظة المُمكن. اللحظة التي تدعونا لنقف على أقدامنا وننسج مرحلةً نحو الحريّة، في مواجهة سواد ذلٍ عظيم شهدناه في العقد الأخير. مرحلة يُمكنّا أن ننسجها بالعمل والمشاركة والمبادرة والتنظيم والصوت والشارع والدعوة.
القدس: مجتمع يتمرّد على الكارثة
24-04-2021
هذه لحظة لا يُمكننا تفويتها في انتظار قيادات أو أحزابٍ أو قرارات. كل شاب وفتاة، كل كبيرٍ وصغير، كلّنا نتحمّل مسؤوليّة شخصيّة للمبادرة، للنزول إلى الشارع والتظاهر أولًا، لنقدّم لغيرنا نموذجًا في العطاء وبذل النفس في وجه العدوان. ثم نتحمّل مسؤوليّة دعم التحرّكات، بالإسعاف والمحامين والتغطية الإعلاميّة والالتفاف النبيل حول الجرحى والمعتقلين وعائلاتهم، وانتهاز الفرصة لتثقيف الأطفال على حب فلسطين وحب النضال وحب الحريّة، والحوار الصبور مع أهلنا المتردّدين والخائفين والمشكّكين. هذه لحظة تتطلّب منّا التواصل مع من حولنا من أصدقاء ومعارفٍ في محاولةٍ لبناء ما يوطّد تكاتف المجتمع حول النضال.. في مكان العمل، في مكان التعليم، في الحيّ، في القرية.
لا نريد أن "نشارك" في هذه اللحظة التاريخيّة. نريد أن نصنعها معاً. ولا نريدها هبّةً تنتهي بعد العيد. إنما نريدها مرحلةً جديدة نحو الحريّة والكرامة، وخطوة أخرى نحو فلسطين.