يسقط العنصريون.. ولو بعد حين

2020-06-11

شارك
غرافيتي يخلد ذكرى جورج فلويد، ضحية العنصرية، فوق النصب التذكاري للجنرال الكونفدرالي روبرت لي في مدينة ريتشموند الأمريكية.

"لا أستطيع التنفس ".. هكذا كان المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد يستغيث لمدة دقائق طويلة قبل أن يموت مختنقاً تحت ركبة شرطي أبيض قطع أنفاسه. جريمة قتل باردة أشعلت غضب الملايين في أمريكا والعالم. هذه الاستغاثة الأخيرة، التي أصبحت شعاراً لحملة غضب دولية، تدوي في أرجاء العالم وتذكِّر بأن العنصرية ضد السود–وغيرهم- مازالت الخبز اليومي المرّ للكثيرين.

تعددت مظاهر الغضب "التقليدية" فشملت المواجهات العنيفة مع قوات الشرطة والمظاهرات ووقفات المساندة في عدة مدن، فضلاً عن التضامن والاستنكار في شبكات التواصل الاجتماعي. آخرون،قرروا أن يعبّروا عن موقفهم بطريقة مختلفة، بأن "يدينوا" تماثيلاً ونصباً لشخصيات تاريخية عرفت بدورها في تجارة العبيد و/أو بجرائمها العنصرية.

في الولايات المتحدة الامريكية مثلا تمً اقتلاع عدة تماثيل للمستشكف المشهور "كريستوف كولومبس" الذي وصفته صحيفة Esquire بأنه "مرتكب مجازر واستعبادي"، وحصل الشيء نفسه مع تماثيل لشخصيات وجنرالات في جيش "الولايات الكونفدرالية الأمريكية" الذي كان معادياً لتحرير السود. كما انطلقت حركة تطالب باعادة تسمية قواعد عسكرية كبرى بغير اسمائها الحالية التي تمجد ضباطاً من ذلك الجيش، مما أغضب ترامب يالطبع ودفعه الى مهاجمة الفكرة ورفضها بشكل قاطع! وفي بلجيكا تركز غضب المحتجين على تماثيل ونصب الإمبراطور ليوبولد الثاني الذي عرف بجرائمه الإستعمارية العنصرية البشعة ضد السود. المتظاهرون البريطانيون استهدفوا هم أيضا تماثيل لشخصيات تاريخية لها علاقة بتجارة العبيد عبر الأطلسي.

قد يكون أصحاب التماثيل قد أفلتوا من العقاب عندما كانوا أحياء وغطى التاريخ الرسمي جرائمهم بإنجازاتهم لكن لا شيء نهائي تماما: يسقط العنصريون.. ولو بعد حين!

مقالات من العالم

ما هي التغييرات الحاصلة في الرأسمالية المهيمنة؟

عمر بن درة 2024-03-07

يقع أصل التحولات الهيكلية الحالية للرأسمالية، في الفصل بين الإنتاج المادي البضاعي وبين الاقتصاد المالي. وقد ترافق هذا الفصل مع التفكيك المتدرج للتدابير التنظيمية المؤطِّرة للأسواق المالية وللبورصة في الولايات...

الأمر لا يتعلق بغزة أو بفلسطين فحسب

2024-02-09

السر في انفلات إسرائيل على هذا المستوى من التوحش غير الآبه بشيء، هو أنها أضحت اليوم فاعلاً رئيسياً وعالمياً في منظومة الرأسمالية المهيمنة، والتي لم تعد تستند إلى إنتاج الخيرات...