شادي حبش مات، فلنتكلّم من أجلِ من بقي

2020-05-03

شارك
| fr en
شادي حبش، سجين سياسي مصري توفي يوم 2 أيار/مايو 2020 بعد 777 يوما من الاعتقال بلا محاكمة.

توفي صباح 2 أيار/مايو 2020 المصوّر والمخرج الشاب شادي حبش في سجن طرة في مصر. شادي الذي لم يتعدّ عمره الأعوام ال24 محبوس منذ آذار/ مارس 2018 بتهمة إخراج فيديو كليب أغنية "بلَحة"- التي تسخر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي- للمغني المصري رامي عصام.

الأخبار من داخل السجن تقول بأن المساجين استنجدوا الحرس لإغاثة شادي منذ الواحدة صباحاً، لكن حرس السجن لم يستجب إلّا بعد وفاة الشاب عند الثامنة صباحاً. فأي ليلة كابوس تلك التي عاشها الشاب ورفاقه، ضحيّة نظام السيسي الذي أزعجته سخرية وأغنية فانتقم بسجنٍ من غير محاكمة أصلاً. فشادي منذ عامين يُجدد حبسه بلا طائل ولا أفق ولا تاريخ محاكمة، حاله حال كثيرين ما زالوا أحياء يقاسون عذابات السجن في ظروف غير آدمية وإهمالات متعمدة.

كل هذا يحصل في شهر رمضان، شهر الرحمة، والمساجين صيام، يتأخر طعامهم بالوصول أصلاً لإعلانهم غضبهم على ما حلّ بزميلهم، والأهالي في الخارج يبتلعون اللقمة مرّة علقماً خوفاً وقلقاً.

مقالات ذات صلة

هنا جزء من رسالة شادي إلى من هم في الخارج، كتبها من حبسه في تشرين الأول/ أكتوبر 2019. رسالة تعبّر عن مقدار القهر والعجز الذي يشعر به المعتقل، ومن يريد مناصرته أيضاً.

***
"السجن مابيموّتش بس الوحدة بتموّت، أنا محتاج دعمكم عشان ما أموتش.
في السنتين اللي فاتوا انا حاولت "أقاوم" كل اللي بيحصلّي لوحدي عشان أخرجْلكم نفس الشخص اللي تعرفوه، بس مبقتش قادر خلاص. مفهوم المقاومة في السجن: إنك بتقاوم نفسك وبتحافظ عليها فيه وعلى إنسانيتك من الآثار السلبية من اللي بتشوفو بتعيشو كل يوم، وأبسطها انك تتجنن أو تموت بالبطيء لكونك مرمي في أوضة بقالك سنتين ومنسي ومش عارف هتخرج منها إمتى أو ازاي؟

والنتيجة اني لسّه في السجن وكل 45 يوم بنزل عند قاضي وبتكون نفس النتيجة "تجديد 45 يوم" من غير حتّى مايبصّلي أو يبصّ لورق القضيّة اللي كل اللي فيها مشيوا من 6 شهور.

(...) أنا عارف إني ليّا صحاب كتير بيحبوني وخايفين يكتبوا عني أو فاكرين إني هخرج من غير دعمهم ليّا. أنا محتاجلكم ومحتاج لدعمكم أكتر من أي وقت."

***

عجز الجميع عن إنقاذ شادي، لكنها فرصة مؤلمة لتذكّر كل الذين ما زالوا في سجون نظام السيسي. علاء عبد الفتاح الذي تحاول عائلته منذ أسابيع إيصال أدوية ومحاليل وفيتامينات وحتى مناديل إليه، ليتمّ رفضها مرّة بعد مرّة من إدارة السجن!... زميلنا اسماعيل الإسكندراني المحبوس منذ عام 2015 بتهم مبهمة، أهمها تهمة كونه باحثاً وكاتباً مهتماً بسيناء وأهلها... وكثر، كثرٌ جدّاً لا تتسع ورقة أو موقع لتعدادهم.

سنتكلّم عنهم لأنهم أوصونا بذلك، ولأننا عاجزون عن حمايتهم إلا بالكلام أحياناً.

صور بعدسة شادي حبش: "وجوه باسمة في شوارع مصر"

مقالات من العالم العربي

لا شيء سوى الصمود!

2024-10-03

قبل الصواريخ الإيرانية وبعدها، استمر الاحتلال بارتكاب الفظاعات، ثمّ توعّد بالمزيد. إنها أيام المتغيرات السريعة والخطيرة والصعبة، لكن يبدو أنه في كل هذا، ليس سوى ثابتٍ وحيد: صمود شعوبنا المقهورة.