مصر والكورونا: شبح الوباء وضي القمر عند سفح الهرم

عشرات المبادرات المبدعة جاءت ممن لا يملكون إلا جهدهم وانطلاق روحهم. يبدو أن كثيراً من شباب مصر وجدوا في الوباء فرصة للخلاص من العدمية واليأس. أدرك الشباب ـ الذين شهد جيلهم الويلات ـ جسامة الخطر، فتحمّلوا كما كانوا دوماً مسؤوليتهم، تبادلوا التدوينات التي تقول: "سنحافظ على صحتنا حتى لا نؤذِ أهالينا".
2020-03-25

منى سليم

كاتبة وصحافية من مصر


شارك
أثير الموسوي - العراق

بهذه الكلمات غنّى قبل سنين الوجه الأسمر "منير"، التي كتبها الطفل الفيلسوف السمين "جاهين" وجاءتنا عبر شاشة "يوسف شاهين" في فيلمه "اليوم السادس" (1) تتحدث عن قناعة سيدة أربعينية بأن من يجتاز تلك الأيام فقد نجا من وباء "الكوليرا". وسوف يأتي بعد العام العشرين بالألفية الثالثة من يرصد الآلام والآمال وكل الخيوط المتشابكة المرتبطة بالأربعة عشر يوماً، فترة حضانة فيروس كوفيد 19. ولكن ماذا سيقال وقتها يا ترى؟ ومن سيسجل اسمه بصفته إنساناً منح "الونس" للآخرين؟

... لم يرحل بعد الطوفان، لم تنته كآبة الموت المرتبط بهذا الفيروس الغامض الذي، عوضاً عن كل الأسماء، اختار لنفسه اسم شوكولاته محلية تربّت على مذاقها أجيال من المصريين: كورونا.

لا زالت "الشبورة" كثيفة، لكن على الرغم من هذا، فهناك أيادٍ أخذت تمتد وتبحث عمن" إلى جانبها"، تمتد رغم مخاوفها، وكثيراً قلة حيلتها، ولا تختزن البسمة بانتظار أن ينتهي الخوف، بل تشرع بها، أملاً بأن تنقشع الغمة وتتبدل الصورة.

صورة من الداخل

لا يمكن تقديم إحصاءات. فما بين تاريخ الكتابة والنشر الذي قد لا يفصل بينهما إلا أيام أو ساعات، يتغير الكثير من المؤشرات. لكن في المساحة الفاصلة بين هذا وذاك تتكوّن ملامح إنسانية واجتماعية في مصر.

ملامح تتشابه مع غيرها على امتداد الإنسانية، وتكتسب بطبيعة الحال شيئاً من الخصوصية بحسب المكان. هو شيء مصري عربي إنساني تتجاذب فيه الفوراق الطبقية والاجتماعية حيناً وتنهار حيناً، تختلط الطمأنينة بالرعب تتشابك أو تتكاتف الأفكار، فتتكون الصورة.
هذا حديث عن الناس لا عن الحكومة ..

قصص الشباب القادم من الانتحار

"إحنا نقدر"، فكرة جميلة رائقة، خفيفة مباغتة، مجموعة من الشباب لا يتخطى عددهم الخمسة يقررون ذات صباح الانطلاق، لا نحو المجهول ولكن نحو المأمول، وهو المشاركة في التوعية ضد الوباء حتى إدراك الشفاء. دعا شابان عبر الفيسبوك أصدقاءهم للانضمام: سنطالب القادرين على التبرع العيني بالكمامة والمطهر والقفازات، سننزل متحصنين بها إلى الشوارع ننشر الوعي بين الناس بأهمية الاحتياط ونمدهم بأدواته. وخلال أسبوع واحد تشعبت الفكرة، أصبحت الصفحة تضم 4000 من الفاعلين، وتشمل صوراً تحكي عن تجارب فرق صغيرة من أسوان إلى الإسكندرية.

"سيد المنسي" و"جيكا عمران"، إسمان قادمان من صفوف الشباب الصغار بعد المرور بميدان الثورة. جاء كل منهما من وجع شبيه، جاءا بعد تجارب السجن المرير، وتعطل المستقبل الدراسي والمهني، وتصدع كل ما هو مجتمعي. ولا تتعجب إن عرفت أن هذا المبتسم الجميل كان قبل أيام يعتذر لأصدقائه عما تسبب لهم به من قلق بعد محاولته الانتحار.

هناك من لم يكونوا بقوته، وهناك من تجاسرعلى أزمته الخاصة، ففجرت داخله المحنة العامة "محنة" تفوق الخيال. عادوا من جديد إلى الميدان، هذه المرة للتوعية والمساعدة لا الاحتجاج. فعبر وسم #احنا_في_ضهرك تكونت ملحمة، مصريون في الخارج يفتحون بيوتهم أمام العرب العالقين، شباب يعلنون لرفاق لا يعرفونهم "إن كنت في مدينة غير مدينتك أرسل لي عنوان والديك حتى أقضي لهم حاجاتهم ولا يضطرون للخروج إلى الشارع"، وآخرون يعرضون المساعدة بتقديم الشرح عبر الإنترنت لطلاب الجامعة من تخصصاتهم نفسها.

عشرات الإبداعات والمبادرات ممن لا يملكون إلا جهدهم وانطلاق روحهم. يقول البعض أن كثيراً من شباب مصر وجدوا في الوباء فرصة للخلاص. تعاملوا قبلها بحالة من العدمية وكأنها ميول غير إرادية للانتحار. لكن سرعان ما تراجع الجميع، أدرك الشباب - الذي شهد جيله الويلات - جسامة الخطر، فتحملوا كما كانوا دوماً - على الرغم من كل الانتقادات - مسؤوليتهم، تبادلوا التدوينات التي تقول سنحافظ على صحتنا حتى "لا نأذِ أهالينا".

ما زالوا، على الرغم من كل عتمة، بهم الأمل، ولهم - قبل الجميع - ضي القمر.

قصص النكتة والفرحة والمسمار

لا يزال المصريون، وسيبقون في كل وعكة، يبحثون عن "مسمار جحا". ولمن لا يعرف أصل الحكاية، ف"جحا" مواطن مصري بامتياز، روح لا ترحل، تتشكل من الأداء الجمعي العفوي، فتطلق النكتة غضباً وخوفا وانتقاماً في كثير من الأحيان. أما "مسماره" فإشارة الى محاولته التذاكي لكشف حقائق لا يملك سرها، فطالما سخر "جحا" من نفسه، وهكذا يفعل الشعب.

مصريون في الخارج يفتحون بيوتهم أمام العرب العالقين، شباب يعلنون لرفاق لا يعرفونهم "إن كنتَ في مدينة غير مدينتك، أرسل لي عنوان والديك حتى أقضي لهم حاجاتهم فلا يضطرون للخروج إلى الشارع"، وآخرون يعرضون المساعدة بتقديم الشرح عبر الإنترنت لطلاب الجامعة من تخصصاتهم نفسها.

ومع كورونا، ضحك المصريون على العلاقة بين اسم الفيروس والشوكولاته المحببة، فرسموا الوجوه التي تتناول الشوكولاته ثم تجحظ عيناها وهي ترى الفيروس يخرج منها. التقطوا الصور الضاحكة وأشاروا برسم القلوب إلى منافذ بيع الشوكولاته.

وجاءت بالطبع السياسة في المقدمة. تندروا على اختفاء رئيس الجمهورية لما يقارب الأسبوعين. فقد تم الإعلان عن أول حالة إصابة في مصر لسائحة تايوانية في 14 شباط/ فبراير، واشتدت الأزمة وبدأت الحكومة باتخاذ إجراءات في 6 آذار/ مارس، بينما لم يخرج الرئيس للحديث إلا في 22 آذار/ مارس خلال لقائه مع عدد من أمهات الشهداء. فكانت فترة كافية لارتفاع روح التندر انطلاقاً من اعتيادهم خروج الرئيس عليهم بحديث مطول مرة واحدة على الأقل شهرياً. وهو لم يظهر حين حضر الوباء وخرج كل قادة العالم لإلقاء الخطابات، إضافة إلى أنه حين تحدث أشاد بالإجراءات ولم يتخذ قراراً بإجراءات أخرى منتظرة مثل توفير الكفالة الاجتماعية للأكثر احتياجاً، وإلزام القطاع الخاص بمنح العاملين إجازة مدفوعة الأجر والإفراج عن السجناء.

سخر المصريون أيضاً من الحكومة التي تأخرت في قرار تعليق الطيران ووقف رحلات السياحة، إلى أن أعلنت دول العالم عودة مواطنيها من السياح في مصر حاملين الفيروس. كما سخروا من التنافس غير المعلن بين الأزهر والكنيسة متباطئين في إعلان وقف الصلاة بالكنائس والمساجد، و كأن كلاً منهما ينتظر الآخر، حتى صدر القرارعلى الرغم منهما.. باللحظة نفسها.

وقد نالت وزيرة الصحة بطبيعة الحال القسم الأكبر من السخرية السياسية، انعكاساً لتراكم كبير من فقدان ثقة المواطن المصري، عبر السنين، بحكوماته وحاكميه. وهي من جهتها - ومهما اتخذت من إجراءات تحصد مساحات اتفاق جيد أو اختلاف، تطلق بين الحين والآخر التصريحات التي تفجر الغضب والنكات، كقولها أن الفيروس الإلكتروني الذي يصيب الأخلاق قادر على تدمير الشعوب أكثر من الفيروسات الممْرضة، وكذا حديثها بما معناه أن الأمر لو بقي تحت السيطرة، ومرت الأزمة بسلام فهو بفضل الإجراءات الحكومية السليمة، وإذا لمْ، فبسبب ممارسات الشعب.

تأخر ظهور الرئيس بحديث مطول، كعادته كل شهر على الأقل. لم يظهر حين حضر الوباء وخرج كل قادة العالم لإلقاء الخطابات. وحين تحدث، أشاد بالإجراءات ولم يتخذ قراراً بإجراءات أخرى منتظرة، مثل توفير الكفالة الاجتماعية للأكثر احتياجاً، وإلزام القطاع الخاص بمنح العاملين إجازة مدفوعة الأجر والإفراج عن السجناء.

فكيف لا يضحك المصريون على الحكام وعلى بعضهم البعض؟ هناك من يرى الآخرين مختلين تحت اسم "التوكل" ويمكنهم بأدائهم أن يسرّعوا بانتشار المرض، وهناك من يسخر ممن لديهم فوبيا زائدة، ويصرخون طوال الوقت في وجه الجميع خوفاً من الجميع.

أما الفرحة والرقص، فجاءا مع هذا الفيديو لشباب لم يضيعوا الفرصة خلال قيامهم بأعمال التعقيم. قاموا بالرقص على أنغام الأغنية الشعبية "بنت الجيران" التي كانت قد فتحت صراعاً عجائبياً بين من هم "مع" ومن هم "ضد"ما يطلق عليه "أغاني المهرجانات" ، قبل أن تأتي رياح الكورونا فتعصف بالجميع. كان الشاب يرقص بمؤخرته وكأنه يوجهها كرسالة للمعترضين، بينما ردد الأغنية نفسها شباب أخضعوا أنفسهم للحجر في منطقة شعبية وغنوا سوياً من النوافذ. فانضموا بأفعالهم الجميلة البسيطة لكل عالق على أنغام الموسيقى، يتأرجح فوق أطراف عالم يترنح من الوجع.

ما زالوا، على الرغم من كل عتمة، بهم الأمل، ولهم - قبل الجميع - ضي القمر.

قصص رقة العملة ودقة الاختبار

هناك من تبرع بشرح كتاب، وهناك من دخل تحدي كفالة الأسر، كالفنانين ولاعبي الكرة وبعض رجال الأعمال، بينما قطاع كبير منهم طاله الجدل والسخرية، وبشكل خاص رجل الأعمال الأغنى في مصر، نجيب ساويرس، الذي طالب في بداية الأمر بأن تدعم الدولة مادياً قطاع السياحة والصناعة لتضررهما من التوقف الإجباري. وعن دور مؤسسته الاجتماعية الشهيرة، قال مع بدء الأزمة وعبر صفحته الاجتماعية "لست مضطراً لأعلن عما أقوم به من خير، فهذا شيء بيني وبين ربي"، فردت عليه الناشطة السياسية "رشا عزب": "دورك مش التبرع وأنت فاهم.. الدور المجتمعي مش مجرد أعمال خيرية وحسنة ترميها وتقولنا مش عايز أتكلم. مطلوب مبادرات اجتماعية علانية للتوعية ومساعدة المناطق غير المستعدة مثلاً، زي أنّكو تعملوا مشروع حنفيات عمومية لغسل اليدين في أسيوط بلدك، وتدعم الناس المضطرة تنزل من بيوتها للشغل ف الظروف دي".

أعلن لاعبو الكرة كفالتهم لـ 1000 أسرة حتى الآن، بدأت القصة من عند لاعب الكرة سعد سمير الذي أعلن عن كفالة 300 أسرة، فرد المطرب تامر حسني بأنه سيتكفل بـ 400، وتوالى السباق فضم آخرين سريعاً تحت ع وسم #تحدي_الخير .

يتم التنسيق بين هذه المجهودات عبر مؤسسات وجمعيات أهلية شهيرة، ممن لديها قاعدة بيانات حول الأسر الأكثر احتياجاً،والتي تعتمد في دخلها على العمل اليومي، وقالت مؤسسة رسالة الخيرية إن التحدي نجح حتى الآن في توفير الأمان لما يقارب ال 5000 أسرة، وأن هدفهم أن يصلوا إلى مئة ألف أسرة.

خارج التحدي الجماعي، قام آخرون بمبادراتهم الشخصية، فأعلن صاحب أشهر مطعم شعبي في مصر "رمضان البرنس" إغلاق الفروع والتبرع بمليون جنيه، بينما أعلن رجل أعمال وصاحب شركة كبرى لمنتجات الألبان كفالة شركته لـ 1000 أسرة حتى انتهاء الأزمة، وأطلق وسم الكتروني بعنوان #تحدي_الشركات.

ما عدا القامات المالية الكبرى ـ التي، على الرغم من المجهودات المشكورة لبعضهم ـ فإن أغلبهم لم يقْدم على المشاركة بما يوازي ثرواتهم، ويضاهي من هم مثلهم على مستوى العالم، فقد قام مهنيون ورجال مجتمع بطرح مبادرات جماعية مؤثرة.

طرح عدد من الصحافيين على مجلس نقابتهم اتخاذ قرار بخصم 10 في المئة من "بدل التكنولوجيا" - وهو ما يشبه راتباً شهرياً مستحقاً يتم صرفه من خلال النقابة، لدورها في تحصيل رسوم الإعلانات من الدولة - وتوجيهه لصرف رواتب العاملين باليومية والأجر لمساعدتهم على البقاء في بيوتهم في الأسابيع القادمة.

يتم التنسيق بين مجهودات كفالة الأسر عبر مؤسسات وجمعيات أهلية شهيرة، ممن لديها قاعدة بيانات حول الأسر الأكثر احتياجاً، والتي تعتمد في دخلها على العمل اليومي، وقالت هذه أن التحدي نجح حتى الآن في توفير الأمان لما يقارب 5000 أسرة، وأن الهدف هو الوصول إلى مئة ألف أسرة.

أما مستشفى "25 يناير" الخيري، فقد أعلن مؤسسه، الصحافي محمد الجارحي، وضعه تحت تصرف الدولة في إطار مواجهة الوباء، وجاء في البيان "هذا المستشفى هو ملك للشعب، وهو صاحب الفضل في إنشائه".

وباتجاه جميل آخر قامت مؤسسة"سلاح التلميذ" ـ أشهر مؤسسة لإصدار الكتب الدراسية الخارجية ـ بطرح كافة موادها عبر الإنترنت وتقديم شروحات كافية لها، ودعوة أولياء الأمور للتواصل معها لتقديم المساعدة مجاناً وذلك بعد قرار إغلاق المدارس.

ما زالوا، على الرغم من كل عتمة، بهم الأمل، ولهم - قبل الجميع - ضي القمر.

قصص الأشباح ومقاومة العار

الشبح ما زال يحوم، فكيف لا يجلب معه مزيداً من الأشباح لتسكن الأرواح؟ وهكذا دارت عجلة الأوجاع وعلت أصوات الاحتجاج التي تطالب بحقوق أصيلة، لا يمكن التنازل عنها أو التفاوض حولها في مثل تلك اللحظات العصيبة. خرجت الأصوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بمزيد من إجراءات الحماية الاجتماعية، وتحمّل الدولة لمسؤوليتها، طالبت الحملات بتوفير المواد التموينية والدعم المالي للأسر الأكثر احتياجاً، وعاملي اليومية، وإجبار القطاع الخاص على منح إجازات مدفوعة الأجر، وهاجمت الحملات أصواتاً ذائعة الصيت، تهاجم قطاعات واسعة من الشعب وتصفها بـ"الغباء" لاستمرارها في النزول للشارع للعمل أو التسكع أو الصلاة، وعدم الالتزام بدعوة "خليك في البيت". طالبوا الواصفين بالنظر لمن زرع في المجتمع الفقر والجهل والمرض على امتداد السنوات، وتوجيه غضبهم له وإلزامه بسرعة اتخاذ إجراءات حاسمة وعادلة.

ومن المناشدة الإلكترونية الكثيفة حتى أولى تجارب النزول للشارع، حملت الأم والأستاذة الجامعية "ليلى سويف" لافتة مكتوباً عليها "البلد فيها وباء خرّجوا السجناء"، وقفت بها أمام مجلس الوزراء ومعها باقي أفراد أسرة ابنها، السجين السياسي علاء عبدالفتاح. وخلال دقائق قُبض عليهم، قالت على الهواء عبر بث مباشر على مواقع التواصل: "أطالب من أجل مصلحة الجميع وليس فقط ابني".

وخلال الأيام الأخيرة، صدر قرار بإخلاء سبيل 15 سجيناً سياسياً تم حبسهم احتياطياً على ذمة التحقيقات، ولا تزال الدعوات المستمرة عبر الفضاء الإلكتروني حتى الآن، تنتظر الرحمة والقرار قبل أن يدرك الوباء المحرومين من حريتهم، حين لن يفرق بين سجين وسجّان، خاصة في ظل سوء الظروف المعيشية وكثافة الاحتجاز داخل السجون المصرية.

حملت الأم والأستاذة الجامعية "ليلى سويف" لافتة مكتوباً عليها"البلد فيها وباء خرِّجوا السجناء"، وقفت بها أمام مجلس الوزراء ومعها باقي أفراد أسرة ابنها، السجين السياسي علاء عبد الفتاح. وخلال دقائق قُبض عليهم، قالت على الهواء عبر بث مباشر على مواقع التواصل: "أطالب من أجل مصلحة الجميع وليس فقط ابني".

"شبحً وقمر" وبينهما تمر جحافل من البشر، لا أحد يتمنى الوجع، حتى "جاهين" الذي قال في أغنيته غضباً: "لازم طوفان".

عندها ستخرج الشمس من خلف الجبل، تلقي - دون ضجر - نظرة على الوادي الذي أهانته العواصف، وتهدهده، وتقول: "لا بأس، نبدأ من جديد، علّهم يتعلمون هذه المرة كيف يحترمون الطبيعة، ويقاومون الشر ويبذرون الخير .. لا الطوفان".

______________

1- 1986، وأدت "داليدا" دور تلك السيدة.

مقالات من مصر