بعيداً عن الحبر الكثير المُسال حول الحدث المصري، بدءاً من السيناريوهات المتوقّعة ومصير حكم الاخوان المسلمين، وصولاً إلى ترقب موقف الجيش وقرار محمد مرسي، مروراً بضخامة تظاهرات 30 حزيران / يونيو التي رجّحت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بأنها أكبر تجمّع سياسي في تاريخ البشرية، يمكن التوقف عند مجموعة ملاحظات قد توصَف بالهامشية، لكنّ رمزيتها وأبعادها قد لا تقل أهمية عن العناوين الرئيسية.
البداية مع حركة «تمرُّد»، لا لشيء سوى لأنها شكّلت عنوان الحدث أو على الأقل مُخرجه الناجح. بعد العلامة الكاملة التي حقّقتها الحركة / الحملة في جمع 22 مليون توقيع لحجب الثقة عن مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتمكّنها من جمع كوكبة من الأسماء الجذّابة إعلامياً (فنانين وإعلاميين)، واجتذابها الأحزاب المتهالكة نحوها لا ارتماءها هي في حضن الأحزاب و«جبهة الانقاذ»، باتت الحركة تواجه اليوم التحدّي الأصعب: هل تبقى مجرد حملة لا قيود تنظيمية تحكمها ولا برنامجاً اجتماعياً ــ اقتصادياً ــ سياسياً متكاملاً تعمل وفقه؟ وهل تنجو في طريقها نحو المأسسة، من آفات الخرق والانقسام التي ضربت أسلافها من «كفاية» وحتى «6 أبريل»...
ملاحظة ثانية: في عزّ حدث هائل كذلك الذي تشهده مصر، كان الرئيس الاميركي باراك اوباما يجول في أفريقيا ويحار في مقدار ما هي لائقة زيارة الزعيم مانديلا المحتضر. وعشيّة ما كان يتوقع له البعض أن يكون سيناريو أبوكاليبسياً في مصر، كان أوباما في تنزانيا، فترقّب الجميع كلاماً مصرياً منه. لكنه لم يقل في مؤتمره الصحافي سوى أنه يخشى من حالات «التحرش بالنساء» في حال كان عدد المتظاهرين كبيراً. ودعا الجميع لضبط النفس، ولم يكن عنده كلام في السياسة. فانتقلت إدارة أوباما، على الأقل في الحيّز العلني الرسمي لا الاستخباري الفعلي، إلى موقع عادةً ما تملأه المنظمات غير الحكومية التي تتعاطى مع الملفات بالقطعة. ما أبعد اليوم عن الأمس.
ملاحظة ثالثة: عشية تظاهرات 30 حزيران / يونيو، خرج الزعيم الناصري، رئيس «التيار الشعبي» حمدين صباحي، مطالباً الجيش بالتدخل للإطاحة بمرسي «في حال لم يستجب الأخير لإرادة الشعب»، وذلك «احتراماً للتقاليد العسكرية للقوات المسلحة وأهمها أنها تعبير عن الوطنية المصرية ومنحازة لإرادة الشعب وهو ما فعلته في 25 يناير 2011 إبان الثورة على الرئيس السابق حسني مبارك»... بينما الملايين الذين افترشوا الشوارع منذ يوم الأحد، هم أنفسهم كانوا قد نادوا: «يسقط حكم العسكر» و«يُعدَم المشير»، في الفترة الفاصلة بين سقوط مبارك وانتخاب مرسي.
أخيراً، جاء إعلان رئيس اتحاد الغرف التجارية في مصر أحمد الوكيل، أن 90 في المئة من المتاجر فتحت أبوابها في 30 حزيران / يونيو، من دون ورود أنباء عن عمليات تخريب وسرقة لها. خبر يزيد من منسوب التفاؤل بوجود وعي مصري عام قد يخبو لفترات، لكنه يعود ليخرج إلى العلن بأبهى حلله.
فكرة
على هامش الحدث المصري
بعيداً عن الحبر الكثير المُسال حول الحدث المصري، بدءاً من السيناريوهات المتوقّعة ومصير حكم الاخوان المسلمين، وصولاً إلى ترقب موقف الجيش وقرار محمد مرسي، مروراً بضخامة تظاهرات 30 حزيران / يونيو التي رجّحت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) بأنها أكبر تجمّع سياسي في تاريخ البشرية، يمكن التوقف عند مجموعة ملاحظات قد توصَف بالهامشية، لكنّ رمزيتها وأبعادها قد لا تقل أهمية عن العناوين
للكاتب نفسه
«شجرة فوبيا»
أرنست خوري 2013-11-27
قام تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) يوم الجمعة الماضية (22 تشرين الثاني/نوفمبر) بقطع «شجرة الكرسي»، وهي شجرة بلّوط تقع قرب بلدة أطمة السورية، يزيد عمرها عن 160 عاماً،...
ليبيا وضحكة القذّافي
أرنست خوري 2013-11-13
لم يعد لرئيس الحكومة الليبية علي زيدان ما يجرّبه في محاولة إحكام قبضة سلطةٍ مركزيةٍ ما على جزء من أراضي البلاد، إلا التلويح بورقتين انتحاريتين خارجتين عن نطاق الصلاحيات النظرية...
هكذا تكلّم "الصندوق"
أرنست خوري 2013-10-30
أخيراً، خرجت البشارة من بيانات صندوق النقد الدولي: أعلى معدلات نمو اقتصادي في أفريقيا (وربما في العالم) للعام 2013، سجّلتهما ليبيا (16.7 في المئة) ودولة جنوب السودان (69.6 في المئة!)....