كيف يمكن إقامة مهرجان للسينما في بلد لا صالة عرض سينمائية واحدة فيه؟ أكثر من 17 صالة عرض كانت منتشرة في مدن موريتانية عدة، لكن الجمهور اختفى مع إقفالها جميعاً لأسباب شتى. لكن سينمائيين موريتانيين عديدين لم يستسلموا أمام العوائق، يواصلون الحلم منذ سنوات، ويقيمون مهرجاناً سنوياً بمشاركات عربية وافريقية متعددة، إلى أن وصلوا هذه السنة إلى النسخة الثامنة من مهرجان السينما الموريتانية تحت عنوان "مهرجان نواكشوط للفيلم القصير" (بدلاً من "الأسبوع الوطني للسينما" كما كان الحال في النسخ السابقة)، محافظين على التوقيت نفسه، من 23 الى 29 تشرين الاول/اكتوبر. تنظم هذا المهرجان "دار السينمائيين الموريتانيين" بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وبدعم من مجموعة نواكشوط الحضرية وولاية "ايل دو فرانس"، وبشراكة مع ممولين محليين عديدين.
وبما أنه لا توجد صالة عرض في نواكشوط ولا إمكانيات مادية كبيرة، فقد اختيرت حديقة "الفضاء البيئي" في العاصمة لتحتضن فعاليات المهرجان التي تضمن هذا العام تنظيم أربع دورات تكوينية في مجالات الإخراج والسيناريو والإدارة الثقافية وصناعة الأفلام، يستفيد منها 78 مشاركاً. كما تنافس في المهرجان 28 فيلماً، على جوائز المسابقات الثلاث: مسابقة أفلام الورشات، التي تتنافس فيها مقاطعات نواكشوط التسع بمعدل فيلم لكل مقاطعة، ومسابقة الأفلام الوثائقية التلفزيونية التي تتنافس فيها أفلام من إنتاج قنوات تلفزيونية تم استحداثها مع تحرير الفضاء السمعي ـ البصري، ومسابقة الأفلام الدولية وتتنافس عليها أفلام من تسع دول هي موريتانيا، مصر، تونس، المغرب، العراق، السنغال، فرنسا، إنجلترا، واسبانيا، بالإضافة إلى فيلم عن ضيف شرف هذه النسخة، ولاية لبراكة. كما يتضمن المهرجان ليالي تأبينية للرئيس الراحل المختار ولد داداه في الذكرى العاشرة لرحيل من يسمّيه الموريتانيون "أبو الأمة".
الافتتاح كان بسيطاً وجميلاً: لجنة استقبال توشح القادمين بوشاح يحمل اسم الرئيس الراحل، وشباب من الجنسين يسعى لمرافقة الرسميين والضيوف الى مقاعدهم من دون نجاح كبير في المهمة لأن التنظيم لم يكن كافيا لتحقيق ذلك، وارتباك في التقديم بين العربية والفرنسية لتلبية التنوع اللغوي في البلد، وارتجال في الفقرات... لكن ذلك لم يؤثر في الحضور الذي شارك بكثافة لافتة، خاصة فئة الشباب من الجنسين، وبدت سعادته واضحة بهذا الحدث.
وقد كان لمصر هذه السنة حضور مميز تمثل بمشاركة سيد فؤاد، السيناريست المصري المعروف، مدير مهرجان الأقصر، إن من خلال تدريبه في الورش السينمائية أو بأفلامه بالإضافة إلى أفلام مصرية أخرى. ويبدو أن هذا التعاون مع السينما المصرية سيتزايد اذ أعلن السفير المصري لدى موريتانيا في افتتاح المهرجان أنه تم الاتفاق مع الجهات المعنية في مصر على إيفاد خبراء بشكل دوري الى موريتانيا للمساهمة في تدريب الفنانين الشباب، وذلك في اطار علاقات البلدين المتميزة، كما سمى السيدة مريم داداه، زوجة الرئيس الراحل، كضيفة شرف على مهرجان الأقصر في دورته المقبلة.
الرواد: شعر ومال وسينما
قد يكون في "سيارة العفاريت"، الاسم الذي أطلقه الموريتانيون في أربعينيات القرن الماضي على الشاحنة التي جاء بها المستعمر الفرنسي بهدف تقديم عروض متنقلة للموريتانيين المنتشرين في البوادي، قد يكون فيه دلالة واضحة لبداية معرفة الموريتانيين بالسينما. إذ أن التكنولوجيا لم تعرف لها مكاناً لدى ساكني هذا البلد إلا من وقت قريب. فحتى سبعينيات القرن الماضي، كانت غالبية الشعب الموريتاني تعيش منتشرة في الصحراء المترامية الأطراف (حوالي مليون ومئة الف كلم مربع لما لا يزيد على مليونين ونصف من السكان في ذلك الوقت)، تعيش على الرعي والزراعة والتجارة من دون أن يكون هنالك إلا القليل من الطرق المعبدة التي تربط بين أطرافها. الى أن كانت سنوات الجفاف في السبعينيات، فنزحت أعداد كبيرة الى العاصمة حديثة التكوين. وهنا بدأت العلاقة بالسينما، فقد وصل الى موريتانيا في بداية الستينيات الفرنسي "غوميز" حاملاً معه أول شاشة كبيرة، وافتتح عدداً من دور السينما في العاصمة كما في مدن الداخل. ومن بعده آلت ملكية هذه الدور الى "أبو السينما الموريتانية"، الشاعر ورجل الأعمال همام أفال، إذ اشترى هذه الدور وأضاف إليها عدداً آخر بلغ 11 داراً في العاصمة وحدها. ولم يكتف بمهمة التوزيع فقط بل أنتج ثلاثة تسجيلات سينمائية هي "تيرجيت" و"ميمونة" و"بدوي في الحضر"، وهي أفلام لا يمكن اعتبارها مستوفية للشروط والمعايير الفنية، لكنها شكلت أساساً لعلاقة الجمهور بالسينما المحلية. ورغم كون همام أفال أبرز من اهتم بالسينما، إلا أنه لم يكن وحيداً.
موت مزدوج وأسباب متنوعة
بوفاة همام أفال والجيل المؤسس، وبسبب معطيات موضوعية أيضاً، فنية واقتصادية وسياسية واجتماعية، بدأ وضع السينما في موريتانيا يتدهور، وبدأت صالات العرض تقفل الواحدة بعد الأخرى، وتحولت صالاتها جميعها الى غايات تجارية متعددة. تأسيس الدولة للتلفزيون الموريتاني تسبب بانصراف الناس عن التردد إلى دور العرض السينمائية التي كانت الرقابة على ما يعرض فيها ضعيفة جداً، إن لم نقل أن غيابها وتساهلها دعم برشى يقدمها أصحاب الصالات الى المشرفين على الوكالة الموريتانية للسينما. وبذلك عرضت أفلام متدنية المستوى الفني وحتى أفلاماً إباحية، مما شكل صدمة اجتماعية للقيم التي يتشدد المجتمع في الحفاظ عليها، فانكفأت العائلات ومحبو الفن السينمائي، وبقيت الساحة مفتوحة لمراهقين لا ينتمون الى اسر هامشية. ثم حلّت الفضائيات ضيفاً في معظم البيوت وحتى في خيم الفقراء، حيث جهاز التلفزيون واللاقط يتقدمان أولويات الناس، حتى على الغذاء، الأمر الذي يجد تفسيره في تعطش الناس إلى سلوى غير متاح منها إلا الغناء، والى الصورة التي تفتح عيونهم على عالم تُقصيهم صحراؤهم منذ أجيال عن التعرف اليه. واذا أضفنا على ذلك الوضع الاقتصادي الصعب لغالبية السكان بسبب سنوات الجفاف الطويلة، يمكننا أن نفهم هذا الانصراف إلى وسيلة تسلية أقل كلفة، خاصة أن ذلك ترافق مع ظاهرة انتشار محلات الفيديو في الأحياء نفسها التي وجدت فيها صالات العرض، وكانت تبيع الافلام المعروضة في صالات السينما بأسعار زهيدة.
قد يشكل عدم الاستقرار السياسي في هذه الفترة زاوية أخرى ينظر منها الى تراجع السينما في موريتانيا، إذ صارت الانقلابات العسكرية صفة ملازمة للحياة السياسية، مما جعل الفن السينمائي، الطارئ أصلاً على المجتمع، يتراجع إلى أدنى اهتمام عند الناس وعند السلطات المتعاقبة. فمشاركة الدولة في تمويل المهرجان السينمائي لم تتخط العشرة في المئة من كلفته المادية، ولا توجد وزارة خاصة بالثقافة، ولا حتى قطاع حكومي مكلف بالسينما. وكان أمر النشاطات الفنية موكلاً إلى وزارة التوجيه الإسلامي... ثم صارت تعتبرها وزارة الثقافة منضوية تحت يافطة إدارة الثقافة والفنون، وأحياناً يدّعي قطاع السمعيات البصرية بوزارة الإعلام تبعيتها له. ولا يوجد معهد متخصص بالسينما. ويعود كذلك أمر التقهقر، في ظل الانشغال الرسمي عن رعاية الفن، إلى نظرة المجتمع بشكل عام إلى الفنون، وبخاصة ما له علاقة بالتصوير، متحركاً كان أو ثابتاً، انطلاقاً من تفسير ديني ضيق. في أجواء كهذه، ما كان ممكناً للفن السينمائي إلا أن يتراجع ويجعل أصحاب رؤوس الأموال يحجمون عن الاستثمار في قطاع غير مربح. ودفع ذلك الكثير من المهتمين الى الهجرة أو البقاء في الخارج حيث درسوا هذا الفن ووجدوا فرصاً عديدة. ولذا يمكن الحديث عن السينما الموريتانية المهاجرة.
هجرة السينما
أنجبت موريتانيا عدداً من السينمائيين في العقود الأخيرة من القرن الماضي، منهم محمد ولد السالك الذي يعتبر أول متخصص في التصوير السينمائي في موريتانيا، والذي رافق همام أفال في أفلامه الثلاثة قبل أن يعمل لاحقاً في تصوير نشاطات الحكومة الموريتانية وتوزيعها على وسائل الإعلام، قبل تأسيس التلفزيون الوطني. ثم محمد هندو الذي غادر إلى فرنسا مهاجراً سرياً، وعمل طباخاً وحمالاً، قبل أن يستبدّ به مجدداً حب الفن، فعمل في المسرح الفرنسي الذي عاد وغادره مكرهاً، لما لاقاه من رفض له، فسّره هو بالتمييز العنصري نظراً للونه الأسود، فاختار طريق الفن السابع ليدرس السينما على نفقته الخاصة. وحاول في بداية مشواره السينمائي إخراج أفلام متوسطة بمجهود شخصي، عالجت في أغلبها مواضيع الهجرة، والعنصرية والتمييز، ومشاكل القارة الإفريقية. وفيلم هندو الأول "جولة في المنابع ـ 1967"، قرر بعده العودة الى وطنه، فكان فيلمه "أيتها الشمس ـ 1969"، أشهر أفلامه على الإطلاق، ويعالج بعمق وروية مشكلة الرق. ثم "كل مكان ولا مكان ـ 1969"، و"جيراني ـ 1973". وهو يعمل الآن مدبلجاً لصوت النجم الأميركي "أدي ميرفي". وهناك المخرج سيدني سوخنا الذي غادر هو الآخر إلى فرنسا من أجل الدراسة، وتخصص في السينما وأخرج باكورة أعماله، "الجنسيات المهاجرة ـ 1975"، الذي نال عنه جائزة لجنة التحكيم في فيسباكو سنة 1977. بعد ذلك عاد سوخنا الى الوطن لكنه ترك الحلم السينمائي وتفرّغ للعمل الحكومي والسياسي.
ثم كانت أواخر الثمانينيات من القرن العشرين، حينما برز إلى الوجود المخرج الكبير عبد الرحمن سيساغو، الذي يُعد ظاهرة سينمائية بكل المقاييس. فقد نال أوسمة رفيعة وفاز بألقاب في مختلف التظاهرات السينمائية، من أبرزها فوزه سنة 2005 بالجائزة الأولى في مهرجان "فيسباكو" السينمائي، الذي ينظم كل عامين في العاصمة البركنابية "وغادوغو"، عن فيلمه "في انتظار السعادة". كما فاز الفيلم نفسه بجائزة الجمهور في مهرجان "كان" الفرنسي/العالمي، هذا فضلاً عن عشرات الجوائز والتكريم في مهرجانات كبيرة. وآخر أفلامه "باماكو"، الذي عالج مشاكل الدول الإفريقية من خلال محاكمة صورية للبنك وصندوق النقد الدوليين، واستغلالهما الفظيع لاحتياج الدول الإفريقية إلى القروض. وقد تم اختيار سيساكو في لجنة تحكيم مهرجان "كان" 2007 .
والآن يعيش في أوروبا أيضاً جيل من الشباب الموريتاني يحترف السينما، خصوصاً السينما الوثائقية، من أمثال الشيخ انجاي، وكريم مسكه، كما يعيش في الخليج مخرجون موريتانيون ومنتجو أفلام وثائقية من أبرزهم المخرج عبد العزيز أحمد محمد الحسن.
عودة الروح
هناك، رغم كل شيء، شباب ومسنون عاد إليهم حماسهم بعد عشرين عاماً من غياب السينما الموريتانية، وقرروا السباحة عكس التيار، على أمل استيلاد سينما تمثل مجتمعها ومقاييسه، تنهلّ من الواقع الغني، أكان بطبيعته الجغرافية أو بالمواضيع التي تنتظر من يلتقطها ويعيدها فناً. إلا أن غياب مؤسسات الإنتاج، وعدم اهتمام التلفزيون الوطني بالإنتاج، ولا ببثّ الإنتاج السينمائي المحلي، أدّيا إلى نقص فيه، كما أن معظم الأفلام التي أنتجت في موريتانيا هي وثائقية نظراً لمحدودية الوسائل وضعف الإمكانيات. ورغم ذلك نالت أفلام من هذه الفئة جوائز عالمية عدة كفيلم المخرجة مريم منت بيروك "الباحثات عن الحجر ـ 2009"، وهو فيلم وثائقي توج في مهرجان "فيسباكو"، كما فاز بجائزة الأمل الوثائقي في مهرجان السينما الإفريقية الخامس ببروكسل.
دار السينمائيين الموريتانيين
دار السينمائيين الموريتانيين مؤسسة مستقلة أسسها المخرج عبد الرحمن ولد احمد سالم الذي مارس المسرح فترة طويلة. التقى بسيساكو، وعمل معه مساعد مخرج في فيلمه "في انتظار السعادة"، فأخذ بسحر السينما وقرر أن يلتحق بهذا الميدان، فدرس في "المدرسة الدولية للسمعيات البصرية والإخراج" في فرنسا، ثم عاد إلى وطنه وانشأ "دار السينمائيين". وبعد أن قام بسلسلة من الدورات التكوينية لشباب، استطاعت الدار أن تكون "مؤسسة"، وأن تسعى إلى تحقيق أهدافها في إيجاد ثقافة سينمائية في هذا البلد من خلال مجموعة من البرامج ترتكز على مجالات التكوين لإيجاد كادر بشري يوسع القاعدة، بواسطة تنظيم دورات وورش تدريبية عامة حول الصناعة السينمائية بشكل عام، أو متخصصة كورشات في الكاميرا أو المونتاج أو الكتابة السينمائية، يشرف عليها متخصصون موريتانيون وأجانب. واتجه الاهتمام كذلك الى البث، وذلك بتوفير بديل لدور العرض التي اختفت، وبالتركيز على عرض أفلام تحمل أفكاراً، إضافة إلى أفلام أخرى توجيهية وتثقيفية. ويتم العرض في الساحات العمومية في بعض المدن، وكذلك من خلال قافلة سينمائية هي "الشاشة الرحالة" التي تجوب طول البلاد وعرضها لعرض أفلام للبدو الرحل وقاطني الأرياف البعيدة، الذين ربما لم يشاهدوا في حياتهم صورة متحركة. ثم إن دار السينمائيين تركز أيضاً على الإنتاج كي لا تظل موريتانيا مجرد مستهلك لإنتاج غيرها "فنحن بحاجة إلى أن نشاهد بعضنا البعض، وأن نشاهد أنفسنا من خلال عدساتنا"، كما يقول السينمائي الطالب ولد سيدي.
وهكذا أنتجت "دار السينمائيين" منذ تأسيسها أكثر من خمسين فيلماً للمحترفين وللهواة، نال بعضها نجاحات مميزة وعُرض في مهرجانات عربية وإفريقية وأوروبية، منها "القلب النابض ـ 2007 " للمخرج محمد سالم ولد دندو. ومن خلال برنامج "هل تتكلم لغة الصورة؟"، أنتجت دار السينمائيين لغير متخصصين، وعلى نفقتها الخاصة، أربعة عشر مشروعا لأفلام قصيرة لشباب هذه هي أفلامهم الأولى. كما تسعى الدار أيضا إلى حفظ تراث البلاد في هذا المجال من خلال "مركز حفظ التراث السمعي البصري لموريتانيا" التابع لدار السينمائيين.
الحلم ممكن ولكن....
ان عالمية وحرفية السينمائي عبد الرحمن سيساكو راعي مهرجان السينما الموريتانية، ومهنية جيل من المهتمين ودأبهم واخلاصهم، على رأسهم عراب السينما الموريتانية عبد الرحمن سالم... وغيرهم، قد تسهم في النهوض بالسينما. لكن ليس من العدل لهذه التجربة أن تقارن بغيرها. فموريتانيا محكومة بثقافتها الخاصة التي يحتاج إحداث ولو ثقب صغير في جدارها، المبني منذ آلاف السنين، والذي حافظت عليه سطوة البيئة القاسية بمناخها وشروطها المتعددة والعازلة، يحتاج إلى كل ما في ثقافة الصحراء من صبر وحكمة، ولكن أيضاً إلى التفات الدولة إلى الفن بما يليق به من اهتمام، ومن ذلك الفن السينمائي، عبر سياسات تأخذ بعين الاعتبار الإمكانات الهائلة للصحراء التي يمكن أن تكون جاذباً مهماً لصناع السينما العالمية، حيث لم يتم الا قليلاً استغلال الإطار الطبيعي للبلد. عندها قد يقْدم رأس المال الخاص على الاستثمار، وعندها يمكن أن تكون اللبنة الأولى التي أسست لها "دار السينمائيين الموريتانيين" منذ ثماني سنوات أساساً لمستقبل ينشده هواة السينما ومحترفوها في هذا البلد. وهي مسيرة طويلة بالتأكيد، لكن حضور الجمهور الموريتاني المتنامي من سنة إلى أخرى للتعلم أو للمتابعة يبعث على الأمل.