"لا يهمنا بلدكم و لا ناطحات سحابكم"، هكذا وجه رولان - وهو مهاجر من افريقيا جنوب الصحراء - كلامه للفرنسيين في أحد قطارات الأنفاق، بجرأة و بدون مواربة، وبلغة مثقلة بالاحتجاج والنقد الشديد لسياسات فرنسا الأمنية والاقتصادية تجاه بلدان افريقيا، تسببت في نزوح الملايين نحو أوروبا.
"سأقول لكم الحقيقة..
بصراحة.. الافارقة الذين ترونهم هنا ليسوا بحاجة للمجيء الى فرنسا. نحن كنا بخير في موطننا حتى و لو كنا نأكل مرة واحدة في اليوم. لا تهمنا فرنسا ولا تهمنا أوروبا. لكننا جئنا هنا لأنكم تدعمون النخبة الحاكمة الموالية لبلدكم التي تغتني من عرَقنا و تدعمون طغاة نحن لسنا بحاجة إليهم. أنتم تختارون أشخاصا لم نخترهم بإرادتنا الشعبية. هؤلاء تسببوا لنا بأزمات و حروب و ابادات، ويعتبرون أن لديهم الحق في القيام بكل شيء، في قتلتنا و تجويعنا، دون أن تتدخل منظمة الأمم المتحدة . إنهم يجبروننا على مغاردة بلداننا والبحث عن أي مهرب..
لم نأت لأوروبا من أجل ألق ناطحات السحاب أو الطرق الواسعة أو القطارات، لا تهمنا هذه الاشياء، جئنا إلى هنا لانقاذ حياتنا..
لقد طفح كيلنا..
الافارقة السود الموجودين في هذا البلد، يستوجب عليكم احترامهم. هناك من هم حاصلون على شهادات عليا، و هناك - للأسف - من يضطر لمزاولة أعمال لا يستحقها. وفرنسا ما زال لديها الحس الاستعماري تجاه المهاجرين أمثالنا. فرنسا تغضبني هي وسياساتها التي تعمل على تهميش شعوبنا الافريقية..لا تظنوا بأن هؤلاء السود جاءوا إلى هنا طمعاً في العيش في بلدكم، لقد هربوا من بلدانهم للعيش هنا بسلام، وهذا معطى يجب أن يعيه الفرنسيون. هناك قوات فرنسية في الغابون، في افريقيا الوسطى، في بوركينافاسو، في معظم الأراضي الافريقية.. ماذا يفعلون في هذه البلدان؟ هل توجد مثلا قوات عسكرية لبلد افريقي في فرنسا؟
لقد طفح كيلنا...
و ليكن في علمكم بأنه في يومٍ ما ستصل الحرب الأهلية إلى هنا.. توقفوا عن اعتقال المهاجرين السريين.. الهجرة ستستمر ما دام حضور القوات الفرنسية مستمر في افريقيا..".