فرقة "الزنّار" النسائية الفلسطينية: ميزات فريدة

تجمع فرقة "الزنّار" نساء من قرية عصيرة الشمالية قضاء نابلس، يقدّمن أغانٍ من الفلكلور الفلسطيني. أغاني ترتبط بمواسم ومناسبات محدّدة، وهي تشكّل نافذةً للحياة الاجتماعية في ريف فلسطين – من وصفٍ لموسم قطف الزيتون والأعراس واستقبال الحجّاج العائدين أو استسقاء المطر وغيرها. ووعلى الرغم من العدد الهائل من الفرق الفلكلوريّة في فلسطين، إلا أنّ "الزنّار" لديها ما يميّزها عن السواد الأعظم من الفرق.

شهدت فرق الغناء والرقص الفلكلوري تغيّرات كثيرة على مدى السنين. من فرقٍ (أهمّها "الفنون الشعبيّة" التي يصادف العام ذكرى تأسيسها الأربعين) استخدمت الفلكلور كأداة لترسيخ مضامين سياسية ثورية (بلغت أوجها في الانتفاضة الأولى)، ولعبت دوراً في جمع وتسجيل وأرشفة هذا الموروث، وصولاً إلى فترة أوسلو والفترة التي لحقت نهاية الانتفاضة الثانية، حيث تكاثرت الفرق الفلكلورية تحت مظلّة "المنظّمات غير الحكوميّة" والتمويل الأجنبي، وجمعت الشباب في إطر ثقافية تفتقر للمحتوى السياسي.

الميزة الأساسيّة لفرقة "الزنّار" أنها حافظت على أصالة نادرة في المشهد الفلكلوري الفلسطيني الذي تحوّل، إلى حدٍ بعيد، إلى مشهد متحفي ومهرجاني منفصل عن نمط العيش الريفي والطقوس الاجتماعية التقليدية، إذ تُقمع علاقة الناس بالطبيعة في فلسطين، ويتآكل حضور الطقوس الفلاحية بقدرٍ كبير، ويفقد الريف مزايا أساسية فيه.

ميزة نساء "الزنّار" أنّ أصواتهن وحضورهن تمتلك أصالة، بعفويتها وجماعيتها ومعرفتها الموسيقية الموروثة لا الملقّنة.


07 شباط / فبراير 2019

المزيد من بألف كلمة

وليد دقة الذي عاش ومات حرّاً

2024-04-11

عاش وليد دقّة غصباً عن القيد، غصباً عن السجان، غصباً عن الزنزانة، غصباً عن دولة الاحتلال بأكملها، غصباً عن العالم المختلّ بأسره، غصباً عن المرض أيضاً، غصباً عن العمر المنهوب...