هذا ما قاله عن المتظاهرين، في جملة واحدة ومعاً، الرئيس السوداني! وكل هؤلاء "يستغلون الضائقة المعيشية" (لم يعد "الاصطياد في الماء العكر" على الموضة). ولمواجهة "المؤامرة"، أرسل قناصة تمركزوا على أسطح البنايات واطلقوا الرصاص الحي فيما كان رفاقهم على الارض لا يبخلون بالغاز المسيل للدموع والهراوات. الحصيلة أنه قتل حتى الآن ثمانية أشخاص بحسب السلطات و22 بحسب المعارضة و37 بحسب منظمة العفو الدولية.. ويتفق الجميع على أن هناك مئات الجرحى. وقد بعث السيسي بمدير مخابراته للمساعدة.
وأما ان تكون التظاهرات قد عمت 13 ولاية من أصل الولايات الـ18 في البلاد، وأنها وصلت للعاصمة الخرطوم، وأن طلبة الجامعات والمدارس انضموا اليها، فلا يهم. وأما أن "الضائقة المعيشية" تلك تعني أن ثمن رغيف الخبز الواحد قد قفز من جنيه (الدولار يساوي 60 جنيه في السوق السوداء) الى ثلاث جنيهات بسبب رفع الدعم عنه، فلا يهم.. وأن الناس عاجزون عن شراء الطحين والوقود وغاز الطهي لأن اسعارها تضاعفت هي الاخرى ثلاث مرات فلا يهم.. "فليأكلوا بسكويت"!