هذه أنظمة حاكمة، في عموم المنطقة، وصلت إلى درجة من الاستهتار الكامل بالناس والانفصال عن المجتمع، فتخلت حتى عن إنقاذ "المظاهر" المعتادة التي توحي بانشغالها بالشأن العام، وصارت غير مهتمة بـ "الكذب" عليهم. طمْر شوارع بيروت بالزبالة كان أفضل تجسيد لهذه الحالة، بسبب بساطته ورمزيته المباشِرة. وفي العراق ومصر وسوريا واليمن والجزائر وتونس وسواها.. صار النهب المهول علنيّاً، باسم الدين أو باسم الأمن أو من دون اسم . وحين ينفجر الناس أو يعترضون، فهم ببساطة يُقتَلون، فردياً بالخطف والتعذيب والتصفية، وجماعياً بالقصف والمجازر. ولا حدود. انفجار 2011 كان تعبيراً عن الاصطدام العام للمجتمعات، بكل فئاتها وشرائحها، بذلك الطور الجديد الذي انتقلت إليه هذه الأنظمة، طور البرَّانية الكاملة، بحيث تماهت السلطة مع مجموعة ضيقة للغاية من الطفيليين النهَّابين، المالكين لجماعات قمعية (خاصة وعامة)، المشغولين فحسب بالبزنس الذي يتداولونه ، فيما ينهار المجتمع: التعليم والصحة والسكن والشغل والزراعة والصناعة.. والقيم والروابط المشتركة.
وحيث يوجد نفط، فعائداته "شخصية" تتقاسمها المجموعة الحاكمة. كما يجري التحكم بصفقات الاستيراد والتصدير لتقاسمها، وبكل المعاملات والخدمات.. وهكذا لا تعود الزبالة شأناً عاماً يتعلق بالنظافة مثلاً، بل منجم ذهب يتقاتل المتنفّذون علناً على تعيين حصصهم منه. ولو اختلفوا، تطوف الزبالة في الشوارع، ولا بأس من ذلك وسيلة للابتزاز المتبادل. قال لهم الناس المفجوعون: أسرقوا ولكن بعقل. في العراق بالغ الثراء مثلاً، قالوا لهم أسرقوا في ملف الكهرباء ما شئتم، وأبقوا للناس حصة لساعات عديدة من التغذية في اليوم. ولكن لا. هم لهم مولداتهم الخاصة ومستشفياتهم ومدارس أبنائهم (لو أبْقوهم في البلاد)، وحتى السكن المسيَّج خارج "القرف". ليس صدفة أن شعارات الانتفاضات كانت تتضمن مطلب الكرامة علاوة على الخبز والشغل كحقوق. وأن أبناء الشرائح الوسطى وحتى الميسورة تقليدياً أحسوا بأنهم "مشطوبون" من المعادلة الزاحفة، فاشتركوا في تلك الحراكات، فما بالك بالعاطلين عن العمل، المرميين في أحياء مهمَّشة، منسية، يولَدون ويكبرون ولعلهم لا يصلون إلى الشيخوخة بسبب اليأس والذل والجوع والأمراض والمخدرات و...
الأكثرية الساحقة هم دون الثلاثين في بلداننا. والأكثرية الساحقة من تلك الأكثرية الساحقة بلا بصيص أمل بتحسن في أوضاعهم.
# مجتمعات_لا_أوف_شور. # باب_التبانة_و_خندق_الغميق_معاً. # كربلاء_و_الفلّوجة_معاً. # للصبر_حدود.
إفتتاحية
أنظمة رثّة
هذه أنظمة حاكمة، في عموم المنطقة، وصلت إلى درجة من الاستهتار الكامل بالناس والانفصال عن المجتمع، فتخلت حتى عن إنقاذ "المظاهر" المعتادة التي توحي بانشغالها بالشأن العام، وصارت غير مهتمة بـ "الكذب" عليهم. طمْر شوارع بيروت بالزبالة كان أفضل تجسيد لهذه الحالة، بسبب بساطته ورمزيته المباشِرة. وفي العراق ومصر وسوريا واليمن والجزائر وتونس وسواها.. صار النهب المهول علنيّاً، باسم
للكاتب نفسه
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...
الكذب بوقاحة مضاعَفة إذ تَدّعي البراءة
نهلة الشهال 2024-08-08
يتصرف هؤلاء كما لو أن اختيار "السنوار" جاء من عدم، بل وكدليل على جنوح الحركة إلى التشدد، وإلى المنحى العسكري والقتالي، مع أن "حماس" نفسها قالت إنه ردّها على اغتيال...