أخيراً!!

تنفرد إسرائيل من دون سواها في العالم بإدانة الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين أعضاء مجلس الأمن وألمانيا من جهة، وإيران من جهة أخرى. وتصل رعونتها إلى حدّ إعلان نيتها الاشتغال على الكونغرس الأميركي كي يرفض الاتفاق، في تدخّل سافر لو قامت به أية دولة أخرى لتعرّضت بالتأكيد لردع ولعقوبات. وتتواصل هذه العربدة على الرغم من أن الاتفاق يلحظ التدرج في رفع العقوبات، واستمرار حظر بيع الأسلحة لإيران لسنوات،
2015-07-16

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
صدّام جميل-العراق

تنفرد إسرائيل من دون سواها في العالم بإدانة الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين أعضاء مجلس الأمن وألمانيا من جهة، وإيران من جهة أخرى. وتصل رعونتها إلى حدّ إعلان نيتها الاشتغال على الكونغرس الأميركي كي يرفض الاتفاق، في تدخّل سافر لو قامت به أية دولة أخرى لتعرّضت بالتأكيد لردع ولعقوبات. وتتواصل هذه العربدة على الرغم من أن الاتفاق يلحظ التدرج في رفع العقوبات، واستمرار حظر بيع الأسلحة لإيران لسنوات، وعلى الرغم من الحذر العالي الذي يبديه أوباما في حديثه عن "براهين وليس ثقة"، مهدداً من جهته الكونغرس باستخدام حقه بالنقض لو صوّت ضد الاتفاق.. وعلى أية حال، فالأمر بين يدي مجلس الأمن، الذي سيبرم "الإنجاز التاريخي"، وليس رهن حفنة الجمهوريين الأميركيين الذين ارتكب قادتهم في السنوات الماضية جرائم موثقة ضد الإنسانية في العراق وأفغانستان (وسواهما!).
الموقف الإسرائيلي يتجاوز الوقاحة إلى الجنون الأخرق. يتكلمون عن السلاح النووي الإيراني الذي "افتتح الاتفاق أمامه الطريق واسعاً"، ويشيرون إلى تركيا ومصر اللتين سترغبان بامتلاك مثيله.. وهم الجهة الوحيدة في المنطقة التي تنام على ما يقدّر بـ 300 شحنة نووية على الأقل، قابلة للتحميل على صواريخ أو في غواصات. فلو تناسينا ما كشفه العالِم الإسرائيلي المنشق مردخاي فانونو في 1986، وسُجن بسببه وما يزال محروماً من حرية الحركة والكلام، فقد أقرّ روبرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي في 2006، (وكان قبل ذلك رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية)، أمام اللجنة المعنية في الكونغرس بأن إسرائيل تمتلك السلاح النووي، من دون أن يحدّد الكميات. بل شمعون بيريس استخدم صيغة يفترض هو وحده أنها بليغة أو فاتنة، فقال إن القنبلة النووية الإسرائيلية "ليست لهيروشيما بل لأوسلو".. يا للرقة!
الحجة العلنية أن إسرائيل محاطة بالأعداء. أما ضمناً، فالسبب أنهم بالطبع عقلاء وجديرون بالثقة، والقنبلة النووية بين أيديهم مقبولة، بل مطلوبة لألف سبب، وأصلاً هي مُنحَت لهم. الموقف استعلائي استعماري بامتياز، يعتبر إسرائيل جزءاً من البيت الغربي، يحق لها ما لا يُقبل من سواها، وتُغمَض العيون عن كل جرائمها، ولا تحاسَب أبداً، بل تزوَّر الوقائع لمصلحتها.
سيكون لائقاً أن يفتتح الاتفاق المعلن في 14 تموز/يوليو الطريق لبحث نقطة محرّمة، وهي جعل المنطقة خالية من الأسلحة النووية.. حقاً!

 

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...