فلسطين مجدداً، فلسطين دوماً..

هاكم البرهان! يمكن أن تتفوّق إسرائيل في القوة، تقتل وتسجن وتهدم البيوت وتعاقب جماعياً وتُبعِد، توسِّع المستوطنات وتنتهك الأقصى وسائر المقدّسات.. ويمكن أن تمارس السلطة الفلسطينية أعلى درجات الميوعة، إن لم يكن التواطؤ، حيال العدوان الإسرائيلي المستمرّ، وتكتفي بالكلام "الصارم" في المحافل الدولية من دون أن تفعل شيئاً لتطبيقه، وتقمع الناس أو تضبطهم، وتحاول ذلك بواسطة الرشا أو التوريط
2015-10-08

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
حلمي التوني - فلسطين (من أرشيف ملصقات فلسطين)

هاكم البرهان! يمكن أن تتفوّق إسرائيل في القوة، تقتل وتسجن وتهدم البيوت وتعاقب جماعياً وتُبعِد، توسِّع المستوطنات وتنتهك الأقصى وسائر المقدّسات.. ويمكن أن تمارس السلطة الفلسطينية أعلى درجات الميوعة، إن لم يكن التواطؤ، حيال العدوان الإسرائيلي المستمرّ، وتكتفي بالكلام "الصارم" في المحافل الدولية من دون أن تفعل شيئاً لتطبيقه، وتقمع الناس أو تضبطهم، وتحاول ذلك بواسطة الرشا أو التوريط علاوة على العنف الذي تمارسه شرطتها في غالب الأحيان.. ويمكن لدول العالم كله أن تتساهل مع إسرائيل أو لا تكترث بما يجري، ويمكن للسلطات المصرية أن تسدي خدمة لإسرائيل ("لا تقدَّر بثمن" كما قيل فيها) فتغرق الحدود مع غزة بالمياه، وللسلطات الأردنية أن تنتظر بصبر مديد وأدب جمّ نهاية عيد يهودي لتسأل عن استباحة الأقصى (وهو رسمياً تحت رعايتها)، وألاَّ يأبه سائر القادة العرب.. ويمكن حتى أن يظهر الإعياء على الشعوب المحيطة..
يمكن كل ذلك، ولكنه لا يُنهي فلسطين، التي تتجدد أجيال مناضليها بلا انقطاع، ويحرِّك انتفاضتها اليوم شبان وشابات وُلدوا أثناء أوسلو وحتى بعده! فماذا أنتم فاعلون يا سادة؟ لا رجاء لكم. وإن كان من يأسٍ فهو بالتأكيد في طرفكم. وأما الصراع فمستمرّ، ولن يتبخّر الفلسطينيون، ولن يصبحوا عبيداً، فماذا انتم فاعلون يا سادة؟ لا رجاء لكم.
وليس مؤكداً أبداً أن تبقى قوات الشرطة الفلسطينية على حالها من "الحياد" لو استمرّت (أو توسّعت) الاقتحامات الإسرائيلية للضفة والقدس، مع القتل والتدمير بغاية الإرعاب، ولو استمرّ العدوان البذيء للمستوطنين المدجّجين بالسلاح وبالحقد. ولن يتمكن الرئيس عباس من الاكتفاء بالتهويل بنهاية أوسلو، ولا برفع علم فلسطين على مقر الأمم المتحدة.. المسؤولة عن إسرائيل كما الآباء عن أولادهم، إلا حين يتبرأون منهم. والأمم المتحدة عليها أن تحضّر فعلاً لحماية الشعب الفلسطيني، كما قال عباس إنه سيطلب، ولم.. وقد آن أوان الإعلان الرسمي عن حلّ السلطة، طالما اوسلو مات وتحلّلت جثته منذ زمن. ويمكن للسادة الذين حوّلوه باباً للاستفادة الشخصية أن يكتفوا بما حصّلوا، وأن يتّجهوا للعيش الرغيد أنّى شاؤوا. فليُنهِ السيد عباس وصحبه حكمهم بشكل مشرّف: بوضع العالم، عبر الأمم المتحدة، أمام مسؤولية فلسطين. فهذه لم تمت ولن تموت، فماذا أنتم فاعلون؟

 

#فلسطين_تنتفض Tweets


وسوم: العدد 164

للكاتب نفسه

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...