بذلك النداء، ملحقاً به "حتماً سننتصر"، اختتمت الصبيتان سهى ويافا بيانهما بعد اعتقال أمهما خالدة جرار، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، من منزلها قرب رام الله منذ خمسة عشر يوماً.
لا شيء يثير الإسرائيليين أكثر من تجدد التزام الشباب بفلسطين.. يهلعون حين يقال لهم إنهم لم ينسوا أو يستسلموا للأمر الواقع، ولن. قد يُطمْئِنون أنفسهم باعتبار موقف الشابتين "طبيعياً"، فأمهما قيادية في الجبهة الشعبية، وكانت لسنوات مديرة مؤسسة "الضمير" المعنية بالأسرى، وهي اليوم ضمن الفريق المكلف بمتابعة الصلة بمحكمة الجزاء الدولية، وعلى ذلك فهي مناضلة نسوية، اعتقلت في المرة الأولى عام 1989 إثر مشاركتها في مسيرة نسائية شهيرة. ولكنهم يعرفون أنها طمأنة كاذبة. وأن الالتزام بفلسطين لم يكن يوماً أقوى مما هو عليه الآن لدى الشباب في الأراضي المحتلة عام 1948، وفي الضفة والقطاع والقدس، وبين النازحين، ولدى أقرانهم في المنطقة العربية بطولها، كما أظهرت الحراكات قبل أربع سنوات، ثم في العالم حيث تزدهر حركة التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني مجسَّدة في الدعوة للمقاطعة مثلا في الجامعات، وفي ألف مهرجان ثقافي وفني لا ينقطع انعقادها ولا يجاريها عدداً واتساعاً أي نشاط يخص قضايا أخرى.
وما يُخرِج كذلك الإسرائيليين عن طورهم تماماً هو عدم الامتثال لهم. فهم يمارسون كل أشكال الترهيب والتيئيس ليضمنوا تطبيق "الالتزام الطوعي" بنظامهم وأوامرهم. ومن لا يفعل يصنف "إرهابياً"، تجوز معاملته باستباحة تامة. خالدة جرار رفضت ببساطة في آب/اغسطس الفائت قرارا سُلِّم إليها بالنفي لستة أشهر من البيرة قرب رام الله حيث تقيم، إلى أريحا حيث أريد أن تُفرض عليها الإقامة الجبرية. قالت إنها لن تنفذ القرار، واعتصمت في باحة المجلس التشريعي، وتضامن معها العالم، وتراجعت إسرائيل بعد ذلك بشهر.
تعريفاً، لا يوجد نظام (سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي الخ..) يَقْدر على الاستمرار بالإكراه فحسب. لا بد له من تأييد الناس (أو نسبةً منهم)، أو من سكوتهم، أو (وعلى الأقل) من خضوعهم له: الخضوع ـ اياً كان شكله ـ هو السر. الخضوع هو ما يتيح السيطرة. وخالدة لم تخضع. يمكنهم بالطبع اعتقالها أو حتى تصفيتها لو شاؤوا. لكن لذلك معنى آخر.
الحرية لصديقتي! حتماً سننتصر.
إفتتاحية
الحرية لأمّنا!
بذلك النداء، ملحقاً به "حتماً سننتصر"، اختتمت الصبيتان سهى ويافا بيانهما بعد اعتقال أمهما خالدة جرار، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، من منزلها قرب رام الله منذ خمسة عشر يوماً.
لا شيء يثير الإسرائيليين أكثر من تجدد التزام الشباب بفلسطين.. يهلعون حين يقال لهم إنهم لم ينسوا أو يستسلموا للأمر الواقع، ولن. قد يُطمْئِنون أنفسهم باعتبار موقف الشابتين "طبيعياً"،
للكاتب نفسه
لبنان مجدداً وغزة في القلب منه
نهلة الشهال 2024-11-29
... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...
الوحش الكاسر... الوحوش!
نهلة الشهال 2024-09-26
لا يفعل "نتنياهو" الحرب الوحشية الممتدة لينقذ رأسه من المحاكمة والسجن. هذه فكرة ليست ساذجة فحسب، بل غبية.
كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"
نهلة الشهال 2024-08-29
تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...