اليمن الموعود بالخراب

لا رابح في الحرب الدائرة في اليمن، ولن يكون.. اللهم إلا القاعدة وأخواتها الذين يعتاشون على الخراب والتفكك ويستحثونه. وهي تتحول بسرعة لأن تصبح حربا إقليمية مباشرة وليس بالوكالة فحسب، وفي هذا كارثة تتعدى اليمن إلى المنطقة بأكملها، إذ تهدد بإطاحة التوازن القلق وبتعميم الفوضى والاقتتال والخراب. وستكرس هذه الحرب، لو وقعت، ومهما كان الشكل الذي ستتخذه، ليس نفوذ إيران من جهة أو السعودية وتركيا ومن
2015-04-02

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
| en

لا رابح في الحرب الدائرة في اليمن، ولن يكون.. اللهم إلا القاعدة وأخواتها الذين يعتاشون على الخراب والتفكك ويستحثونه. وهي تتحول بسرعة لأن تصبح حربا إقليمية مباشرة وليس بالوكالة فحسب، وفي هذا كارثة تتعدى اليمن إلى المنطقة بأكملها، إذ تهدد بإطاحة التوازن القلق وبتعميم الفوضى والاقتتال والخراب. وستكرس هذه الحرب، لو وقعت، ومهما كان الشكل الذي ستتخذه، ليس نفوذ إيران من جهة أو السعودية وتركيا ومن ورائهما الغرب من جهة أخرى، بل ومجددا نظرية داعش عن فساد الوضع وحقارة النخب الحاكمة، واستغلاله لحاجة/طموح الأجيال الشابة على امتداد المنطقة لبناء نموذج آخر من الحكم ومن العلاقات الاجتماعية.. وهذا الطموح لم يكن أبداً متمثلا بنموذج داعش، كما بينت الحراكات الثورية منذ بضع سنوات، في اليمن كما في مصر وتونس وسواهما، والتي قمعت وجرى الالتفاف عليها لمصلحة استعادة نموذج الحكم القديم العفن والمفلس. داعش هو الابن الشرعي لذلك الإفشال/الإحباط ولحالة الاستقطاب المذهبي العمياء التي لا تنفك تتعزز.
لا رابح في الحرب الدائرة في اليمن، ولن يكون.. ومما يدعو للغضب أن تقرر قمة عربية إنشاء قوة مشتركة لخوض حرب في بلد عربي، أو بلدان ربما. قد "يحلل" بذا الحكم المصري المليارات الخليجية المتدفقة عليه، وقد يتخلص من عبء الفلاحين/الجنود بإرسالهم إلى الحروب، لكنه قطعا لا يبني مكانة لمصر، ولا يتجاوز الفراغ العربي الذي جعل مشاريع الإمبراطوريات الإيرانية والتركية تنتعش.
لا رابح في الحرب الدائرة في اليمن، ولن يكون. سيُدمَّر البلد الجميل وسيُقتل الناس وسيزدادون بؤسا فوق بؤسهم. وليس هناك ما يدعو أي طرف أو فرد في اليمن لاختيار "معسكره". فهذه حرب عقيمة. لا يبرر الاضطهاد الذي وقع طويلا على الحوثيين انخراطهم في صراع من هذا القبيل، ولا طموحهم لتحقيق الغلبة، ولا يمكن التساهل مع ظل علي عبد الله صالح وألاعيبه الشيطانية، كما يدعو للغثيان أن ينحاز عبد ربه منصور هادي بهذه الطريقة المفلسة إلى حامٍ بات "يمتلكه".. الأمل كل الأمل أن يتبلور صوت يرفض هذا الاستقطاب ويدعو إلى الخروج من التخندق القائم. وهذا، ولو لم ينجح في وقف دوامة العنف والدمار، ليس فحسب "موقفا مبدئيا لا نفع منه"، وإنما هو يؤسس للغد. 


وسوم: العدد 138

للكاتب نفسه

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

كنيساً يهودياً في باحة "الأقصى"

تتجسد معاني "خروج الحسين"، لمواجهة الطغيان، هو وأهله وكل من يخصه - مع معرفتهم المؤكدة بما يقال له اليوم في اللغة السياسية الحديثة "اختلال موازين القوى" لغير صالحه - في...